أشاد المحلل السياسي الإسرائيلي جولان برهوم، بإطلاق جندي إسرائيلي النار على الشاب الفلسطيني عبدالفتاح الشريف (21 عاما) وهو ممدَّد على الأرض، بقوله إنه عمل "عسكري مميز".
جيوش عربية
وأكد برهوم، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "i24" الإسرائيلية، أنه على "ثقة"، بجيش الاحتلال، نافيا وجود "أي تعليمات لإطلاق نار عشوائي" ضد الفلسطينيين.
وأضاف: "ما قام به الجندي عمل فردي، ودفاع عن النفس، ومن يريد أن يتحدث عن إطلاق نار عشوائي (..) هناك جيوش عربية تتصرف مثل الوحوش".
ووثقت كاميرا نشطاء ينتمون لمؤسسة منظمة "بتسيليم" الإسرائيلية، الخميس الماضي، تقدم أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي نحو الشهيد الشريف وهو مصاب وملقى على الأرض، مطلقا النار على رأسه من مسافة قريبة، في منطقة تل الرميدة وسط مدينة الخليل المحتلة.
ووفقا لما نقلته القناة العاشرة الخميس؛ فقد زعم الجندي الإسرائيلي خلال التحقيق معه، أنه "اشتبه بأن الشاب الفلسطيني كان يحمل حزاما ناسفا، وينوي تفجير نفسه".
الوجه الحقيقي
ونقلت القناة عن محامي الجندي الإسرائيلي قوله: "كل يوم نحن نرى إرهابيا مطروحا على الأرض، ويرتدي معطفا سميكا حوله، ولا يمكننا معرفة ما يوجد تحته"، مضيفا "من المشاهدة الأولية؛ الجندي تصرف بطريقة صحيحة ومجدية ونافعة وموضوعية؛ للقضاء على مركز الخطر" على حد قوله.
اقرأ أيضا: أبعاد دعوة هنغبي إلى "إعدام" الفلسطينيين بلا تردد
وتعليقا على كلام المحلل الإسرائيلي؛ قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني فايز أبو شمالة، إن "هذا هو الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال؛ التي قامت على القتل والاغتصاب وتشريد ملايين الفلسطينيين، وهذا الكلام في صميم الفكر اليهودي".
وأضاف لـ"عربي21": "يكفينا الاستشهاد بما أفتى به الحاخام اليهودي الأكبر إسحاق يوسف، حيث قال إن الشريعة اليهودية تسمح بقتل أي إرهابي يحمل سكينا، وتعتبره فريضة".
وذكّر الكاتب الفلسطيني بدعوة رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، تساحي هنغبي، إلى "إعدام" الفلسطينيين، حيث قال هنغبي في تصريح له عبر إذاعة "صوت إسرائيل" في 19 شباط/فبراير الماضي: "يجب على أي جندي أو مواطن لديه سلاح؛ إطلاق النار على المعتدي، وشل حركته، وحتى قتله".
وقال أبو شمالة: "إننا أمام فكر وظاهرة عقائدية وسياسية وإعلامية متميزة؛ تلتقي سويا على القتل طالما أنه يخدم دولة الاحتلال، وهو ما عبر عنه المحلل السياسي برهوم".
عمل بطولي
من جانبه؛ رأى مدير وحدة البحث الميداني بمركز الميزان لحقوق الإنسان، سمير زقوت، أن ما قاله المحلل الإسرائيلي يشير إلى أننا "أمام دولة عنصرية تتجه نحو المزيد من التطرف والفاشية التي لم يشهد التاريخ مثلها".
وحذر من خطورة ما صرح به برهوم، "لأنه يحمل تشجيعا على ارتكاب المزيد من الجرائم، ويُشعر الجندي بأنه يقوم بعمل بطولي، وأنه في مأمن من الملاحقة القانونية".
وقال لـ"عربي21" إن "المجتمع الإسرائيلي يتحول نحو التطرف، والجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين؛ هي نتاج قرار لأعلى مستوى سياسي لدى الاحتلال"، منوها أنه لم يسبق أن "تكتلت كل السلطات الإسرائيلية المختلفة، بما فيها وسائل الإعلام الإسرائيلية، خلف توجهات وطروحات وأوامر عنصرية ضد الفلسطينيين بهذا الشكل".
وأضاف زقوت أن "جريمة الجندي الإسرائيلي ليست تصرفا فرديا، ولا خطأ في التقدير، كما كانت تتذرع دائما قوات الاحتلال لتبرير الجرائم المرتكبة من قبل جنودها، وإنما هناك توجه حقيقي نحو القتل"، مؤكدا أن "الكثير من الشبان الفلسطينيين ذهبوا ضحايا بسبب القتل من قبل قوات الاحتلال، خارج إطار القانون".
وحول تقييمه للموقف الدولي تجاه ما يرتكبه الاحتلال من "جرائم الحرب" بحق الفلسطينيين، قال زقوت: "لولا أن هناك عجزا وتواطؤا دولي؛ لما تجرأ سياسيو وإعلاميو الاحتلال على تبني جرائم القتل، وامتداحها، وتصويرها على أنها عمل عسكري مميز".