سياسة دولية

خبير أمني إسرائيلي: قنبلة بوتين تركت خصوم موسكو في حيرة

الجنود الروسي العائدون من سوريا- أ ف ب
قال الخبير الأمني في صحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هرئيل، إن العقيدة السياسية التي خطها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانت ربما أنجح من عقيدة الرئيس الأمريكي في الذي رفض التدخل في سوريا أو إرسال قواته؛ لتجنب الغرق في المستنقع السوري وخطواته تنز عن المفاجأة لغرض المفاجأة، وهي تمثل انعطافة روسية أخرى تدهش العالم وتترك خصوم موسكو في محاولة تحليل القنبلة.

وقال هرئيل إن بوتين بتدخله عكس مسار المعركة وأوقف تقدم الثوار واستعاد النظام جزءا من أراضي الدولة وبالمحصلة أبقى الطاغية في الحكم.

ولفت إلى روسيا شقت طريقا لوقف إطلاق النار الصامد جزئيا حتى الآن خلافا للتوقعات المستبقة، فتقليص القتال إلى جانب جس النبض هو خطوة دبلوماسية كفيلة بأن تؤدي في النهاية إلى تسوية تسعى روسيا إليها، وأن انسحاب بوتين المفاجئ يقصد منه تجميد واستقرار الوضع القائم في ظل تقليص الالتزام الروسي والمخاطر المنطوية عليه لموسكو.

 وعلى صعيد الموقف الإسرائيلي قال هرئيل على الرغم من تفاجؤ تل أبيب بالانسحاب الروسي، إلا أنها تجيد المناورة بين القوى العظمى، لكن من الأفضل أن تتذكر أن خلف عناق الدب الروسي لا توجد عواطف زائدة، فحكم بوتين يواصل إظهار الوحشية عديمة الكوابح في علاقاته الخارجية وفي الساحة الداخلية، وقد تجسد الأمر مرة أخرى هذا الشهر مع ما ظهر مؤخرا كاغتيال وزير روسي سابق، اهتزت علاقاته مع الحكم، وعثر عليه ميتا في فندقه في واشنطن في تشرين الثاني الماضي.

وعلى الرغم من ذلك يقول هرئيل إن المشاركة الروسية التي منعت ترسخ قوات إيرانية في الجيب الصغير، الذي ما يزال يسيطر فيه النظام، في الجانب الشمالي من الحدود في الجولان، والرغبة في إعادة قوة مراقبي الأمم المتحدة التي فرت من الجولان في ظل الحرب تعكس أنباء طيبة لإسرائيل، فهي تضعف محور إيران الأسد حزب الله، الذي يقلق نجاح الأخير تل أبيب ويلزم حزب الله ببذل جهد أكبر في الجبهة السورية بدلا من جنوب لبنان. 
 
وقال برئيل: "لكن السؤال الذي يبقى بلا جواب نظريا هل يمكن لنظام الأسد أن يحافظ على خطوط دفاع مستقرة في سوريا دون المظلة الجوية الروسية المهمة؟". 

ولفت إلى أن الفصائل التي قصفت عبر الطائرات الروسية بعنف، كفيلة بأن تقرر بأن الوضع الجديد يستدعي استغلال الفرصة ومحاولة الخروج في هجوم متجدد، في ظل انهيار وقف النار. وكما أن بوتين ليس مطالبا بأن يبني تأييدا جماهيريا في روسيا لقراراته إرسال القوات إلى سوريا وإخراجها، فإنه حتى الآن لم يرَ أي حاجة لأن يشرح اعتباراته للانسحاب بالتفصيل.