اعتبر مراقبون أن الاتهامات التي يوجهها الإعلام
الإيراني إلى قوات
المقاومة الشعبية باليمن، وخصوصا الفصائل المحسوبة على حزب التجمع
اليمني للإصلاح (إخوان مسلمين)، بالارتباط الوثيق مع تنظيم
القاعدة ضد جماعة
الحوثيين والجيش المتحالف معها، ما هي إلا محاولة يائسة من الإيرانيين للعب بورقة الإرهاب، لإنقاذ حلفائهم، إثر تقدم قوات الشرعية في أطراف صنعاء الشرقية، وظهور مؤشرات على تراجع قدرات الحوثيين وحلفائهم العسكرية بعد أكثر من 11 شهرا من الحرب في أكثر من جبهة.
وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم التجمع اليمني للإصلاح، عبد الملك شمسان أن ما يدفع الإعلام الإيراني للتصعيد وتكثيف المادة الإعلامية التي يحاول من خلالها النيل من السعودية وحزب الإصلاح والمقاومة والربط بينهم وبين تنظيم القاعدة، يعكس مدى استجداء إيران للدول الكبرى للوقوف معها ضد المملكة التي تقود التحالف العربي، الداعم لقوات الشرعية. نافيا أي "علاقة بين الإصلاح وتنظيم القاعدة"، كما تزعم وسائل إعلام طهران.
القاعدة عمامة إيرانية
وفسر هذا التوجه الإعلامي بأنه يأتي بعد شعوره أن مشروعهم في اليمن كالغريق الذي يتخبط بين الماء طلبا للنجدة ويهيأ إليه أنه يصيح عاليا، فيما الحقيقة أنه لا يقوى على رفع صوته.
واعتبر في حديث خاص لـ"
عربي21" أن "وصف المقاومة اليمنية بأنها تابعة لحزب الإصلاح، وصف يمنح الحزب شرفا لا يدعيه ولا يستحقه". معللا ذلك بأن المقاومة شعبية عامة تساند الجيش الوطني الذي يقوده الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأشار شمسان إلى أن النظام الإيراني يغطي على مشروعه، منذ بدأت الحرب في اليمن بـ"عمامة الحرب على القاعدة"، وتارة تحصر خلافها مع قبيلة، ومرة تحدد الإصلاح كخصم مقصود بهذه الحرب.
وأكد متحدث الإصلاح أن الحقيقة التي تجلت للجميع.. هي أن إيران تريد اليمن للسيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن وتحويل أراضيها إلى قاعدة عسكرية وسياسية وفكرية تنطلق منها إلى مشروعها الكبير في المنطقة، الذي تعجل الحوثيون في الإفصاح عنه بإجراء مناورات عسكرية على حدود المملكة والتهديد بـ"فتح مكة".
محاولة لجر التحالف الدولي
من جهته، أوضح الناطق باسم المجلس العسكري لمقاومة تعز، عقيد ركن منصور الحساني، أن الإيرانيين وحلفاءهم، يريدون جر التحالف الدولي ضد الإرهاب إلى اليمن، من خلال اللعب بورقة القاعدة، وبشكل مماثل لما جرى في العراق وسوريا.
وقال في تصريح خاص لـ"
عربي21" متسائلا: "عندما يتحدث عنك عدوك -أي الإيرانيون-، ماذا تريد أن يقول عنك؟".
وأجاب عن تساؤله قائلا: "لا شك أن طهران تعمل جاهدة، على إلصاق أبشع التهم، بالمقاومة الشعبية باليمن، وبشتى وسائل إعلامها، لكسب موقف دولي لصالحها".
واعتبر ناطق مجلس المقاومة العسكري أن التهم التي يوجهها الإعلام الإيراني للمقاومة تجسيد لحجم مخاوف طهران من ضربات الجيش الوطني والمقاومة بإسناد من التحالف العربي، على حلفائهم باليمن.
ولفت إلى أن الساحة اليمنية تشهد عمليات اغتيال طالت قيادات في المقاومة الشعبية، والمتورط بها تنظيما القاعدة وداعش، وهذه الجزئية تعري مزاعم إعلام إيران من الصحة.
كما أن تفجيرات المفخخات تحدث في مناطق تخضع للمقاومة، ولم تحدث في مناطق النفوذ الحوثي، وهذا دليل آخر. وفقا للحساني.
وقبل أيام، بدأت صحف موالية لإيران، باتهام حزب الإصلاح بالارتباط بعلاقة "تخادم" مع تنظيم القاعدة، وبدعم سعودي، في صف واحد، ضد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.