أدرك شخصيا أن الداخل السعودي ومنذ سنوات تتصاعد فيه مطالبات بإعادة النظر في السياسة الخارجية، وهذا يشمل المساعدات والاستراتيجيات على حد سواء.
هذا التيار يطالب بربط المساعدات الاقتصادية والدعم السياسي والدبلوماسي للدول الصديقة بالمصالح الوطنية السعودية العليا.
هذه الأفكار-سابقا- كان مكانها صفحات الجرائد ومجالس النخب، لكنها اليوم، بسبب الاشتباك السعودي الإيراني ومع إحساس السعودية بالخطر، أصبحت أكثر حضورا على الأرض والواقع.
الرياض في حالة غضب، وهذا يجعلها تنظر للأمر من منطق «من ليس معنا فهو ضدنا»، وهنا يسهل استدعاء مساعدتها لكثير من الدول؛ لتكون أداة في تحشيد المواقف وتأكيد الاستقطاب.
من هنا، بدأت السعودية بلبنان، وقررت منع تقديم أربعة مليارات دولار كانت قد وعدت الرياض بتقديمها للجيش اللبناني وأجهزته الأمنية.
البعض يراها «قرصة أذن»، أو قل إستراتيجية «لعل وعسى»، لكني أراها غضبا حقيقيا في الرياض يرافقه عزم أكيد على بناء تحالف قوي.
السعودية تبعث من خلال لبنان برسالة للجميع أنها غاضبة، وأنها تريد من الجميع «رد الجميل»، وأن صبرها قد نفذ، وأنها مقبلة على تغيير في استراتيجيات دعمها للبعض.
السعودية عازمة على استخدام كل إمكاناتها وأسلحتها للجم الاندفاع الإيراني نحو المنطقة، فهذه مسألة حياة أو موت، ولا مجال للتريث فيها.
أردنيا، يجب أن نتفهم الغضب السعودي، وكذلك فهم التحول في طريقة التفكير للرياض، وعلينا أن نضع مصالحنا العليا فوق كل اعتبار، وقبل كل مناورة.
عن صحيفة السبيل الأردنية