لماذا لا تبصق وتستنفع؟ أول ما سيتبادر إلى ذهنك، يا صاحب/ صاحبة المشاعر المرهفة هو السؤال: ما هذا الكلام المقرف؟ العجلة في إصدار الأحكام هي أس كل مصائبنا، فبعد استعراض سطحي لمقال أو موقف، نحكم على هذا أو ذاك بالجهل أو بالكفر أو الغرور أو السذاجة أو الخيانة أو "كمال المعرفة"، ولو استخدمت كلمة "لعاب" بدلا من "بصاق" لما تضايق معظمكم. طولوا بالكم قليلا، فضرورات كتابة مقال من بضع مئات من الكلمات، يجعلني أتفادى أن أبشركم بالثراء والصحة والعلم في سطرين.
ندخل في الموضوع: هناك شركة لها مكاتب في بروكسل وبرشلونة، تريد منك أن تبصق في إناء، وترسل بصاقك إليها فتصبح مساهما فيها. يعني بدلا من إهدار مواردك في التفل والبصق على من يضايقونك بسياراتهم، أو كما أفعل أنا على شاشات تلفزيونية معينة، أو كما يفعل الملايين في شوارع المدن العربية: يفتح الواحد منهم باب سيارته وهي متحركة ثم "تفو"، مع أن صندوق المناديل الورقية أمامه في مقدمة السيارة، ولكنه مجرد ديكور. بدلا من كل ذلك، استثمر لعابك في شركة ستارلاب، وقبل ذلك قم بزيارة موقع الشركة، على الإنترنت www.spitters.com ومعناها "البصاقون"، وأجب عن الأسئلة الموجودة في الاستبيان، وأرسل بصقة كبيرة داخل زجاجة معقمة بالبريد إلى عنوان الشركة، وتحصل بذلك على أسهم في الشركة التي تعمل على استخدام الحمض النووي (دي إن إيه) من اللعاب لدراسة الجينوم البشري، بهدف التوصل إلى العلاقة بين الجينات وبعض الأمراض.
ولا تخف من أن أمرك سينفضح إذا اكتشفوا عندك مرضا معينا كمتلازمة تصريف الدماغ Brain Drain syndrome، التي تصيب من يكثرون من أكل الفول والحمص والفلافل، مما ينتج عنه تصريف الغازات عبر المخ، أو الانكباس الحراري الذي ينتج عن أكل الكبسة، وما في حكمها من مكبوس وكسكسي ومنسف (تشكيلة أسماء تسد النفس. بذمتكم ألا تصلح أسماء لمعدات حربية أو لمعتقلات، أو لأنواع من الأمراض النفسية؟ مسكين فلان عندهم كبسة وراثية في العائلة.. استخدم صرب البوسنة الكسكسي المحظور دوليا في شن هجمات على "الألبان" خالية الدسم في كوسوفو. تم الإفراج عن سبعة آلاف معتقل كانوا في سجن المنسف الشهير.. استخدم الأمريكان المكبوس لدك تحصينات داعش في الرقة)
أما إذا كنت من أكَلَة الكوارع فانس الموضوع خالص، لأن الكوارع التي تصنع من أظلاف وحوافر المواشي تمنع تكوين اللعاب، بل تمنع حرية التعبير، لأنها في التحليل الأخير غراء يؤدي أكله إلى التصاق الفكين، ولا أفهم كيف نعتبر شم الغراء جريمة أو انحرافا، ثم نسمح ببيع وإعداد وأكل الكوارع علنا، وأحيانا في رمضان؟
مؤسس شركة ستارلاب بلجيكي يدعى والتر براور، وهو مستثمر جاد جدا، وكان من قبل يملك أفضل مجلات الكمبيوتر في العالم، وباع تلك المجلات لينشئ هذه الشركة المقرفة، التي يعمل بها 60 عالما ينتمون إلى 28 دولة، ويتعاقد معهم براور بطريقة لاعبي كرة القدم: مبلغ ضخم عند التسجيل، ومكافأة خاصة لكل هدف (اكتشاف أو اختراع)، وحافز مادي على المهارات، ويلتزم براور بتشغيل زوجات/ أزواج وأفراد أسر العاملين معه في المجالات التي يكونون فيها ذوي نفع. والأهم من كل ذلك أن من يعمل معه يصبح تلقائيا شريكا في ستارلاب، لذا فإن فريق العمل عالي التحفيز.
تماما مثلي عندما اشتريت اسهما في شركة الاتصالات بدولة قطر بعد خصخصتها، وبما أنني كنت أعمل في هذه الشركة، فقد كان لي من وراء شراء حصص في الشركة غايتان: الحصول على أرباح مع الاحتفاظ برأسمالي، الذي أسهم في إنعاش الاقتصاد القطري، وبصراحة أكثر، فقد اشتريت اسهما في الشركة لضرب العصفور الأهم. أعني حماية نفسي ضد إنهاء الخدمات أو الإبعاد من قطر لأي سبب: أي محاولة كده وإلا كده سألجأ إلى القضاء بزعم أن استثماراتي في خطر، وأن من حقي كمستثمر أجنبي أن أبقى في البلاد لحماية مصالحي. وربما أدرك البعض سر تصريحي المتكرر بأنني نوبي؛ يعني أجنبي، ولن يستطيع كائن من كان أن يضحك عليّ بشوية الكلام المعسول، عن العروبة والظفر الذي لا يطلع من اللحم، لأن هذا الكلام غير علمي لأن الظفر يطلع من الإصبع نفسه، وإذا أردت أن تتيقن من ذلك، "تحرش" بجماعة المخابرات في بلدك! وطالما أنت لست عربيا ستجد حلف الناتو بأكمله يقف معك في المنشط والمكره.
وأخونا براور رجل شهم ويحب العلم وعمل الخير، ومن ثم فقد أنشأ موقعه www.freemedschpool.com على الإنترنت، وقبل أن يكشر رئيس التحرير عن أنيابه بحسبان انني أقوم بمنح براور فرصة لإعلان مجاني، أدعوه أن يزور الموقع أو أن يقرأ عنوانه بهدوء، ليكتشف أنه يقول ما معناه دراسة الطب مجانا، والموقع بالفعل مكرس لتدريس المواد الأساسية لدخول كلية الطب، وغايته معاونة أبناء العالم الثالث على دراسة الطب، بتقديم دروس مكثفة في الكيمياء والأحياء، وبعد اجتياز الامتحانات التمهيدية، يقبل الطالب في جامعة أمريكية مجانا؛ لأن شركات الأدوية التي تتعامل معها ستارلاب تتحمل نفقات الدراسة، وبكل جدية أنصح أبناءنا وبناتنا الراغبات في دراسة تلك المادة للاشتغال بمهنة كلها هم ونكد، أن يزوروا ذلك الموقع للاستفادة من الفرص التي يتيحها، وإذا لم تقتنع لجنة فرز الطلبات في ستارلاب بأنك تستحق المنحة، قل لهم إنك قريب جعفر عباس، وسيمنحونك على الفور مقعدا جامعيا بلا مقابل؛ لأنك بذلك تثبت أنك فقير بالميلاد والوراثة، بل وقد تنال وجبات مجانية طوال فترة دراستك للطب.
ندخل في الموضوع: هناك شركة لها مكاتب في بروكسل وبرشلونة، تريد منك أن تبصق في إناء، وترسل بصاقك إليها فتصبح مساهما فيها. يعني بدلا من إهدار مواردك في التفل والبصق على من يضايقونك بسياراتهم، أو كما أفعل أنا على شاشات تلفزيونية معينة، أو كما يفعل الملايين في شوارع المدن العربية: يفتح الواحد منهم باب سيارته وهي متحركة ثم "تفو"، مع أن صندوق المناديل الورقية أمامه في مقدمة السيارة، ولكنه مجرد ديكور. بدلا من كل ذلك، استثمر لعابك في شركة ستارلاب، وقبل ذلك قم بزيارة موقع الشركة، على الإنترنت www.spitters.com ومعناها "البصاقون"، وأجب عن الأسئلة الموجودة في الاستبيان، وأرسل بصقة كبيرة داخل زجاجة معقمة بالبريد إلى عنوان الشركة، وتحصل بذلك على أسهم في الشركة التي تعمل على استخدام الحمض النووي (دي إن إيه) من اللعاب لدراسة الجينوم البشري، بهدف التوصل إلى العلاقة بين الجينات وبعض الأمراض.
ولا تخف من أن أمرك سينفضح إذا اكتشفوا عندك مرضا معينا كمتلازمة تصريف الدماغ Brain Drain syndrome، التي تصيب من يكثرون من أكل الفول والحمص والفلافل، مما ينتج عنه تصريف الغازات عبر المخ، أو الانكباس الحراري الذي ينتج عن أكل الكبسة، وما في حكمها من مكبوس وكسكسي ومنسف (تشكيلة أسماء تسد النفس. بذمتكم ألا تصلح أسماء لمعدات حربية أو لمعتقلات، أو لأنواع من الأمراض النفسية؟ مسكين فلان عندهم كبسة وراثية في العائلة.. استخدم صرب البوسنة الكسكسي المحظور دوليا في شن هجمات على "الألبان" خالية الدسم في كوسوفو. تم الإفراج عن سبعة آلاف معتقل كانوا في سجن المنسف الشهير.. استخدم الأمريكان المكبوس لدك تحصينات داعش في الرقة)
أما إذا كنت من أكَلَة الكوارع فانس الموضوع خالص، لأن الكوارع التي تصنع من أظلاف وحوافر المواشي تمنع تكوين اللعاب، بل تمنع حرية التعبير، لأنها في التحليل الأخير غراء يؤدي أكله إلى التصاق الفكين، ولا أفهم كيف نعتبر شم الغراء جريمة أو انحرافا، ثم نسمح ببيع وإعداد وأكل الكوارع علنا، وأحيانا في رمضان؟
مؤسس شركة ستارلاب بلجيكي يدعى والتر براور، وهو مستثمر جاد جدا، وكان من قبل يملك أفضل مجلات الكمبيوتر في العالم، وباع تلك المجلات لينشئ هذه الشركة المقرفة، التي يعمل بها 60 عالما ينتمون إلى 28 دولة، ويتعاقد معهم براور بطريقة لاعبي كرة القدم: مبلغ ضخم عند التسجيل، ومكافأة خاصة لكل هدف (اكتشاف أو اختراع)، وحافز مادي على المهارات، ويلتزم براور بتشغيل زوجات/ أزواج وأفراد أسر العاملين معه في المجالات التي يكونون فيها ذوي نفع. والأهم من كل ذلك أن من يعمل معه يصبح تلقائيا شريكا في ستارلاب، لذا فإن فريق العمل عالي التحفيز.
تماما مثلي عندما اشتريت اسهما في شركة الاتصالات بدولة قطر بعد خصخصتها، وبما أنني كنت أعمل في هذه الشركة، فقد كان لي من وراء شراء حصص في الشركة غايتان: الحصول على أرباح مع الاحتفاظ برأسمالي، الذي أسهم في إنعاش الاقتصاد القطري، وبصراحة أكثر، فقد اشتريت اسهما في الشركة لضرب العصفور الأهم. أعني حماية نفسي ضد إنهاء الخدمات أو الإبعاد من قطر لأي سبب: أي محاولة كده وإلا كده سألجأ إلى القضاء بزعم أن استثماراتي في خطر، وأن من حقي كمستثمر أجنبي أن أبقى في البلاد لحماية مصالحي. وربما أدرك البعض سر تصريحي المتكرر بأنني نوبي؛ يعني أجنبي، ولن يستطيع كائن من كان أن يضحك عليّ بشوية الكلام المعسول، عن العروبة والظفر الذي لا يطلع من اللحم، لأن هذا الكلام غير علمي لأن الظفر يطلع من الإصبع نفسه، وإذا أردت أن تتيقن من ذلك، "تحرش" بجماعة المخابرات في بلدك! وطالما أنت لست عربيا ستجد حلف الناتو بأكمله يقف معك في المنشط والمكره.
وأخونا براور رجل شهم ويحب العلم وعمل الخير، ومن ثم فقد أنشأ موقعه www.freemedschpool.com على الإنترنت، وقبل أن يكشر رئيس التحرير عن أنيابه بحسبان انني أقوم بمنح براور فرصة لإعلان مجاني، أدعوه أن يزور الموقع أو أن يقرأ عنوانه بهدوء، ليكتشف أنه يقول ما معناه دراسة الطب مجانا، والموقع بالفعل مكرس لتدريس المواد الأساسية لدخول كلية الطب، وغايته معاونة أبناء العالم الثالث على دراسة الطب، بتقديم دروس مكثفة في الكيمياء والأحياء، وبعد اجتياز الامتحانات التمهيدية، يقبل الطالب في جامعة أمريكية مجانا؛ لأن شركات الأدوية التي تتعامل معها ستارلاب تتحمل نفقات الدراسة، وبكل جدية أنصح أبناءنا وبناتنا الراغبات في دراسة تلك المادة للاشتغال بمهنة كلها هم ونكد، أن يزوروا ذلك الموقع للاستفادة من الفرص التي يتيحها، وإذا لم تقتنع لجنة فرز الطلبات في ستارلاب بأنك تستحق المنحة، قل لهم إنك قريب جعفر عباس، وسيمنحونك على الفور مقعدا جامعيا بلا مقابل؛ لأنك بذلك تثبت أنك فقير بالميلاد والوراثة، بل وقد تنال وجبات مجانية طوال فترة دراستك للطب.
شارك
المزيد من هذا الكاتب
