تحدث مصدر عسكري من قوات
البيشمركة الكردية؛ عن حدوث خلافات حادة بين البيشمركة وقوات "الحشد الإيزيدي"، الموالية لحكومة بغداد، المعروفة بوحدات "حماية
سنجار"؛ بعد طلب القوات الكردية خروج قوات الحشد الإيزيدي من سنجار، غرب الموصل في شمال
العراق.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث لـ"عربي21"، أن "مدينة سنجار هي الآن منقسمة، فقوات الحشد الإيزيدي تسيطر على جزء، وقوات البيشمركة تسيطر على الجزء الثاني من المدينة، ولا يوجد أي تعاون عسكري أو استخباراتي بين الجانبين لشدة التوتر الحاصل بينهما"، بحسب قوله.
وبيّن المصدر أن الحكومة العراقية تقوم بدفع رواتب الحشد الإيزيدي وفصائل من حزب العمال الكردستاني المنضوي تحت قوات الحشد الإيزيدي ويعمل معها. وقال: " أستبعد حدوث اصطدام مسلح بين الجانبين، وذلك لما تشهده مدينة سنجار من توتر شديد بين الجانبين"، وفق تقديره.
من جانبه، يتهم محسن شنكالي، أحد منتسبي الحشد الإيزيدي، في حديث لـ"عربي21"، حكومة إقليم كردستان بأنها "تخطط لضم سنجار إلى الإقليم، ونحن نرفض ذلك رفضا قاطعا؛ لأننا جزء من العراق ولا ننوي الانفصال عنه، وسنقاتل من أجل الحفاظ على بقائنا مع العراق"، كما قال.
وتابع شنكالي: نحن الآن نأخذ أوامرنا من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وتصرف لنا رواتب من بغداد".
وتحدث شنكالي عن سبب انضمامه لقوات الحشد الإيزيدي، أو ما تعرف بـ"وحدات حماية شنكال"، قائلا: "قررت الانضمام إلى وحدة حماية شنكال بدل الانضمام إلى قوات البيشمركة الكردية لعدة أسباب، أهمهما أن من كان يسيطر على مدينة سنجار قبل دخول تنظيم الدولة إليها هي قوات البيشمركة الكردية، ولكنهم هربوا وتركونا وحدنا من دون سلاح، وهذا وحده دعاني لعدم الانضمام لقوات البيشمركة، التي خذلتنا وتركتنا رهائن عند تنظيم الدولة، ولم تبد أي مقاومة"، على حد قوله.
لكن قائمقام سنجار، التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني، محمد خليل، عبر عن عدم ارتياحه لوجود قوات الحشد الإيزيدي، معتبرا أنها قوات غير رسمية ويجب حلها. ورأى أن وجود قوات البيشمركة في المدينة يكفي لحفظ الأمن فيها.
وقال إن وجود قوات الحشد الإيزيدي هو أمر سياسة من شأنه زعزعة الاستقرار في المدينة، مشددا على أن البيشمركة هي "الجهة الرسمية الوحيدة والمخولة دستوريا بمسك الملف الأمني في المدينة"، على حد وصفه.
وتم طرد تنظيم الدولة من مدينة سنجار، من قبل قوات البيشمركة الكردية ووحدات حماية الإيزيدي، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بمساندة طيران التحالف الدولي. وتُعد المدينة من أهم المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية في بغداد وحكومة إقليم كردستان.