سياسة عربية

السيسي للكاثوليك: نعيش ببعض.. دعوة لتنقية المناهج (شاهد)

أعلن السيسي رفضه استخدام مصطلح التعايش بين المسلمين والمسيحيين- غوغل
كشف الناطق باسم الكنيسة الكاثوليكية، الأب رفيق جريش، كواليس ما دار في لقاء رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي ببطريرك الروم الكاثوليك، غريغوريوس الثالث، بقصر الاتحادية الرئاسي، الاثنين.

وصرح - في مداخلة هاتفية على قناة "أون تي في"، الثلاثاء - بأن السيسي أعلن رفضه استخدام مصطلح التعايش بين المسلمين والمسيحيين؛ لأن المصريين متساوون جميعا، بحسب قوله.

وبحسب قول جريش: "السيد الرئيس قال: أنا ماعنديش مسلم ومسيحي.. وما باحبش (لا أحب) كلمة التعايش والعيش المشترك.. دي (هذه) كلمة غير دقيقة.. إحنا كلنا مصريون.. ما فيش تعايش بيننا.. إحنا عايشين في بعضنا البعض".

وعلق جريش قائلا: "السيد الرئيس عايز يرينا أن الجميع مصريون.. وأنه ما فيش فرق أبدا، وكل واحد حر في إيمانه، ودينه".

وتابع: "الجلسة مع السيد الرئيس .. كأن الواحد فيها قاعد في خلوة روحية.. كأنه قاعد في كنيسة أو جامع.. إذ يسمع عظة من الكلام الطيب من السيد الرئيس".

في السياق نفسه، كشف جريش أن البطريرك غريغوريوس الثالث عرض على السيسي فكرة مؤتمرين: الأول مع المتخصصين في العلوم الدينية، مسلمين ومسيحيين، لتنقية الكتب الدراسية، وتعزيز التسامح، وقبول الآخر.

وأضاف أن المؤتمر الثاني طالب الرئيس (السيسي) بتدخل مصر بعمق وقوة لإنهاء الأزمة في سوريا، والعراق.

وتباهى جريش بأن "الفاتيكان" الدولة الوحيدة التي لم تصف ما حدث بعد 30 حزيران/ يونيو 2013 في مصر بأنه انقلاب، وأنها قدرت تدخل الجيش بقيادة السيسي لحماية المواطنين، معتبرا أنه "أنقذ الدولة والحضارة التي نحن فخورون بها".

وحضر اللقاء النائب البطريركي العام لمصر والسودان، المطران جورج بكر.

ويذكر أن عدد الكاثوليك في مصر بلغ 104 آلاف نسمة في عام 1973. وللكنيسة الكاثوليكية بطريرك يرعى شؤون الطائفة الدينية، إلا أن الكنيسة تظل خاضعة للقيادة الروحية للفاتيكان.

ومن جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة، علاء يوسف، إن البطريرك نقل تحيات بابا الفاتيكان، وإشادته بالتقدم الذي تحرزه مصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

وكشف وكيل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، القمص سرجيوس، تسليم الكنيسة ما يقرب من 8 آلاف دعوة شملت السيسي، ورئيس وزرائه، وجميع الوزراء وأعضاء مجلس النواب وقيادات الأحزاب السياسية والإعلاميين، من ضمن قرابة خمسمائة مدعو لحضور الاحتفالات لحضور "قداس عيد الميلاد"، مساء الأربعاء، حتى فجر الخميس.

وتواترت أنباء غير مؤكدة عن نية السيسي زيارة مقر "الكاتدرائية"، للسنة الثانية على التوالي، خلال "صلاة القداس" لتهنئة الأقباط، والبابا بـ"الميلاد المجيد".

ووصفت صحيفة "البوابة"، الثلاثاء، العلاقة بين السيسي والأقباط بأنها "حالة عشق"، معربة عن آمالها في أن يسجل السيسي الهدف الثاني في مرمى "الإرهابيين"، و"القلعة السلفية" بحضوره القداس هذا العام أيضا، على حد تعبيرها.

وأشارت إلى أن هذا العشق قد تزايد بعد أن أخذ السيسي الثأر من القتلة الذين ذبحوا 21 مصريا قبطيا في ليبيا، حيث لم يتردد الرئيس في الثأر لدماء أبنائه، وأمر بشن ضربات جوية ضد معاقل تنظيم الدولة داخل الأراضي الليبية.

ومن جهته، توقع أسقف عام الشباب، الأنبا موسى، زيارة السيسي إلى الكاتدرائية كما فعلها في العام الماضي.

وقال - في تصريحات صحفية - إنه في حالة عدم مجيء السيسي فإن الأمر يعود إلى "أشغاله واهتماماته من أجل مصرنا العزيزة".

وفرضت وزارة الداخلية إجراءات أمنية مشددة لتأمين الكنائس بمختلف المحافظات.

وكان بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، أكد أنه لا يوجد في المسيحية ما يسمى بـ"تجديد الخطاب الديني".

وأضاف - في حوار مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "أنا مصر"، عبر القناة الأولى"، في التلفزيون المصري، السبت الماضي-: "التطوير غير مقصود به تجديد الخطاب الديني، لأن التعليم في الكنيسة محدد، وفيه نظام ثابت وواضح، فالمقصود بالتطوير تحديث العمل الكنسي بصفة عامة، ولا يقصد به تغيير في المحتوى".

يذكر أنه كثيرا ما دعا السيسي، في خطبه المتكررة، والتي كان آخرها بمناسبة ذكرى المولد النبوي في الأسبوع الماضي، إلى "تجديد الخطاب الديني" دون أن يحدد هل المقصود به "الخطاب الإسلامي" فقط؟