صعدت
السعودية خلافها مع
إيران، وأعلنت أنها ستوقف حركة
الطيران والعلاقات التجارية مع جارتها، وقالت إن على
طهران "التصرف كدولة طبيعية" لتعود العلاقات الدبلوماسية المقطوعة.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن طهران مسؤولة عن زيادة التوتر بعد إعدام المملكة لرجل الدين الشيعي البارز نمر النمر يوم السبت الماضي، حيث وصفته الرياض بالإرهابي.
وأكد الجبير أن الرياض سترد "على الاعتداء الإيراني"، واتهم طهران بإرسال مقاتلين لدول عربية، والتخطيط لشن هجمات في المملكة وجاراتها في الخليج.
وقال: "لا يوجد تصعيد من جانب السعودية. كل تحركاتنا رد فعل. الإيرانيون هم من ذهبوا إلى لبنان. الإيرانيون هم من أرسلوا فيلق القدس والحرس الثوري إلى سوريا".
وتقول طهران إنها لا ترسل إلا مستشارين عسكريين إلى سوريا والعراق بطلب من حكومتي البلدين. وتنفي أن تكون لديها مخططات بشأن دول الخليج.
وأشعل إعدام النمر فتيل احتجاجات للشيعة في عموم المنطقة، واقتحم محتجون إيرانيون السفارة السعودية بطهران، وأضرموا النيران، وتسببوا في أضرار، ما دفع الرياض لقطع العلاقات وتأجيج خصومة ملتهبة بالفعل.
وقال الجبير: "سنوقف أيضا حركة الملاحة الجوية من إيران وإليها. وسنوقف جميع العلاقات التجارية مع إيران. وسنفرض حظرا على سفر الناس إلى إيران".
ولكنه قال إن السعودية مستمرة في الترحيب بالحجاج الإيرانيين في مكة والمدينة، سواء للحج أو العمرة.
لكن الجبير قال إن السعودية كانت محقة، فبإعدام النمر الذي اتهمته الرياض "بالإثارة وتنظيم خلايا ومدها بالسلاح والمال. ونفت عائلة النمر هذه الاتهامات.
وبعد سرد الجرائم التي أعدم بسببها أيضا 43 من أعضاء تنظيم القاعدة يوم السبت، قال الجبير عن الإعدامات: "نستحق على ذلك الإشادة لا الانتقاد".
وقال الجبير -الذي كان سفيرا لبلاده في واشنطن عندما قال مكتب التحقيقات الاتحادي عام 2011، إنه كان هدفا لمخطط اغتيال إيراني- إن قطع العلاقات جاء ردا على مشاكل موجودة بالفعل بالإضافة إلى مهاجمة السفارة.
وأضاف أن "ذلك رد على سياسات إيران العدوانية على مدى أعوام، لا سيما في الشهور القليلة الماضية. فالنظام الإيراني يرعى الإرهاب، ولقد أنشأوا خلايا إرهابية في السعودية وفي عدد من الدول الأخرى".
ونفت طهران مرارا هذه الاتهامات، ووجهت من جانبها اتهاما للرياض بدعم التشدد من خلال دعم المعارضة الإسلامية التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد.
واتهم الجبير أيضا السلطات الإيرانية بالضلوع في هجوم السفارة، قائلا إن الدبلوماسيين السعوديين رأوا قوات أمن تدخل المبنى وتشارك في عمليات النهب. كما لم تستجب الشرطة لأكثر من طلب للمساعدة.
ودافعت إيران عن الإجراءات التي تتخذها لحماية السفارة السعودية، قائلة إنها تحقق في الأمر، وإنها نفذت عمليات اعتقال.
وسئل الجبير عن الخطوات التي يتعين على إيران اتخاذها قبل أن تفكر الرياض في إعادة العلاقات الدبلوماسية، فقال إن على طهران: "أن تحترم الأعراف الدولية والمعاهدات والاتفاقات، وأن تتصرف كدولة عادية تحترم سيادة جيرانها على أراضيهم.