خرجت عشرات العائلات من داخل حي
الوعر في
حمص المدينة يوم الخميس؛ إلى مناطق سيطرة النظام السوري عبر طريق "دوار المهندسين"، تنفيذا لبنود الاتفاق المبرم بين النظام والمعارضة مطلع الشهر الجاري. وفي حال سير حركة التنقل من وإلى الحي كما خطط لها، فإنه سيتم الانتقال إلى البند المتعلق بتسليم الثوار جزءا من أسلحتهم للنظام مقابل إطلاق الأخير معتقلين من سجونه.
وأكد المتحدث باسم مركز حمص الإعلامي، محمد الحمصي، لـ"
عربي21" خروج أعداد محدودة من المحاصرين إلى مناطق سيطرة النظام في حمص المدينة، بعد تسجيل أسمائهم لدى لجنة التفاوض في مشفى "البر"، مشيرا إلى أن حركة الانتقال كانت من داخل الحي إلى خارجه فقط، وبعد إتمام هذه المرحلة التي ترعاها الأمم المتحدة، سيسمح بدخول الراغبين من خارج الحي إلى داخله.
وأوضح الحمصي أنه بعد ذلك سيتم الانتقال إلى الخطوة التالية، وهي تقديم حي الوعر لوائح بالمعتقلين للنظام، وإعطائه مهلة لتبيان مصيرهم خلال مدة زمنية لا تتجاوز 25 يوما، يتم خلالها جمع السلاح المتفق عليه في مشفى البر بمراقبة الطرفين استعدادا لتسليمه بعد خروج 5300 معتقلا من سجون النظام السوري.
بدوره، تحدث الناشط الإعلامي بيبرس التلاوي عن خروج 360 عائلة من داخل الحي إلى خارجه ضمن المرحلة الأولى من بند فتح المعبر جزئيا، كما قام الثوار بإنشاء حاجز داخل الحي لحماية الأهالي الراغبين في الخروج وتسهيل حركتهم، بعد قيامهم بتسجيل أسمائهم لدى اللجنة المفاوضة قبل يوم واحد من خروجهم.
وأضاف التلاوي في حديث مع "
عربي21" أن الاتفاق المبرم مع النظام السوري يمنعه من اعتقال أي مدني من أهالي الحي، وفي حال حصول ذلك سوف تتوقف الاتفاقية بشكل مباشر، كما أنه في حال وجود أي مطلوب للنظام من الخارجين إلى خارج الحي سيصار إلى إعادة الشخص المطلوب إلى داخل الحي فورا، ويُمنع اعتقاله بموجب الاتفاق.
لكن حتى الآن لم يُسمح بعدُ بخروج ودخول الأهالي بشكل طبيعي من الحي، وإنما سُمح فقط للأشخاص الموافق عليهم من قبل اللجنة. وهذه تعتبر الخطوة الثانية من مرحلة تنقل المدنيين من وإلى الحي. ومع بداية الأسبوع، سيتم منح الراغبين بالخروج من الحي زيارة لمدة 72 ساعة وفقا لعملية تسجيل في مشفى البر، وخاصة لأصحاب الحالات الصحية السيئة، عبر "حاجز الشؤون"، بحسب التلاوي.
وأشار التلاوي إلى أنه سيتم استكمال إدخال المساعدات الدولية وزيادة كمية المواد الغذائية المرسلة لداخل الحي، مع تطور تطبيق الاتفاقية، بحسب ما أكده التلاوي.
وأشار التلاوي إلى أن الثوار السوريين في حي الوعر سيقومون بتسليم النظام السوري بعض أسلحتهم، بما فيه بعض الأسلحة الثقيلة، مقابل إطلاق النظام لما يزيد عن 5 آلاف معتقل من سجونه.
وتحدث التلاوي عن وجود مؤشرات على انتقال المفاوضات بعد انتهائها في الوعر إلى مناطق الريف الحمصي لإبرام اتفاقيات مشابهة، وقال إنه في حال رفضت المعارضة ذلك، سينفذ النظام السوري والروس حملة عسكرية ستكون الأعنف ضدهم لإرغامهم على قبول التفاوض على شاكلة بنود حي الوعر، وفق تقديره.
وكانت
هدنة الوعر قد دخلت حيز التنفيذ مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، من خلال وقف إطلاق النار، وإدخال بعض المساعدات الغذائية والصحية والملابس ولكن بكميات قليلة، عبر الهلال والصليب الأحمر، بوجود وفد من المكتب الإغاثي الأممي والمفوضية السامية للأمم المتحدة.
ويعتبر حي الوعر آخر الأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار في حمص المدينة، وكان قد شهد أشهرا طويلة من
الحصار ومعارك عنيفة انتهت بمفاوضات بين المعارضة والنظام.