ملفات وتقارير

ماذا جرى في سويسرا بشأن فك الحصار عن تعز والمساعدات؟

يعيش 240 ألف شخص من المعرضين للخطر تحت حالة فعلية من الحصار في تعز (أرشيفية) - أ ف ب
أوضح مصدر مطلع على المحادثات اليمنية الجارية في جنيف لـ"عربي21"، خفايا بيان المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، حول السماح بدخول مساعدات لمدينة تعز ووصول قافلة إغاثة إليها، وهو الأمر الذي نفته منظمات إغاثية، وأكدت على صعوبة الوضع في المدينة بعد الحصار.

وقال المصدر، الخميس، إن البيان صدر من طرف ولد الشيخ منفردا دون إطلاع وفد الحكومة الذي اعترض عليه عقب صدوره مباشرة، مشيرا إلى أنه "سيتم مناقشة موضوع رفع الحصار ودخول المساعدات إلى تعز الجمعة، وسيصدر بيان يوضح حقيقة الوضع بتعز، بناء على المعطيات على الأرض".

ونوه مصدر "عربي21" إلى أن الحوثيين وممثلي حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه علي عبد الله صالح، "رضخوا ووافقوا على دخول المساعدات إلى تعز في جلسة اليوم بعد ضغوط من وفد الحكومة الذي يضع وضع تعز بالأولوية"، وهو الأمر الذي اعتبره اعترافا "علنيا عن حصارهم للمدينة".

وكان ولد الشيخ قد أصدر بيانيا أكد فيه وصول قافلة محملة بالمساعدات الإنسانية الأساسية إلى أكثر المناطق تضررا في مدينة تعز، وأنه سوف يباشر بتوزيع المساعدات في الأيام المقبلة، مؤكدا توافق الأطراف المتنازعة على ذلك.

وجاء في البيان أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة، "هنأ المشاركين في الجلسات على هذا الإنجاز المهم وشجعهم على مثابرة العمل للتوصل إلى اتفاقيات تسمح بالتنقل الآمن وغير المشروط للعاملين في الحقل الإنساني من أجل مساعدة المواطنين المحتاجين في مختلف المحافظات اليمنية".

ورأى مراقبون أن التسرع بنشر البيان بصيغة "توافق المشاركون"، يساوي بين الضحية والجلاد، ويضع مسؤولية حصار تعز بالتشارك بين السلطة الشرعية الذي يرأسها الرئيس اليمني عبدربه هادي من جهة، والحوثيين وحزب صالح من جهة أخرى، وهو الأمر الذي تنفيه المقاومة الشعبية التابعة لهادي، وتؤكد أن المسؤول عن الحصار ومنع دخول المساعدات هم الحوثيون.

واعتبر البعض أن الهدف من إصدار البيان محاولة الضغط على الوفد الحكومي، وتطمينه بأن المساعدات وصلت تعز من أجل الانتقال إلى مواضيع المباحثات الأخرى مثل وقف دائم لإطلاق النار، وهو ما يسعى له الحوثيون وحلفاؤهم قبل تنفيذهم أي التزام وفق القرار 2216، سواء إطلاق المختطفين أو الانسحاب من المحافظات أو تسليم السلاح.


منظمات الإغاثة في تعز

من جهته، نفى "ائتلاف الإغاثة الإنسانية" في مدينة تعز اليمنية، الخميس، دخول أي مساعدات إغاثية إلى المناطق المنكوبة والمحاصرة في مديريات المدينة.

وقال بيان للائتلاف، وصل "عربي21" نسخة منه "فوجئنا ببيان أصدر من منسق الشؤون الإنسانية لدى مكتب الأمم المتحدة والذي تحدث فيه أنهم استطاعوا إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأماكن المحاصرة في مدينة تعز".

وأكد الائتلاف ومعه " أكثر من 200 جمعية ومؤسسة تعمل في المجال الإغاثي والإنساني"، على "عدم وصول أي معونات أو مساعدات إنسانية حتى اللحظة إلى الأماكن المحاصرة".

وأوضح أنه "ما وصل من مساعدات إلى تعز تظل في مناطق خارج المدينة ولا تدخل إلى المناطق المحاصرة أو يتم تخزينها في أماكن غير محددة من قبل برنامج الغذاء العالمي".

وبين الائتلاف أنه "مازالت المستشفيات تعاني من نقص حاد في مادة الأكسجين، وهناك عشرات الوفيات التي قضت بسبب عدم القدرة على التعامل معهم في غرف الطوارئ والعمليات نتيجة انعدام الأكسجين".

وقال إن المدينة لا تزال تعاني من الحصار الخانق، ولم تدخل إليها أي مواد ومساعدات طبية ضرورية"، مشيرا إلى أن "القصف مستمر على المدينة، وهناك العشرات من المدنيين قضوا جراء هذا القصف العشوائي خلال فترة ما يسمى الهدنة".

ومنذ أيلول/ سبتمبر الماضي، تصاعد الصراع في مدينة تعز؛ حيث يعيش 240 ألف شخص من المعرضين للخطر تحت حالة فعلية من الحصار. وفي بقية المناطق، أصاب الصراع النظام الصحي بالشلل ما خلق تحديات كبيرة أمام إيصال الخدمات الصحية والمستلزمات الطبية. وتعرض ما يقرب من 70 مرفقا صحيا و27 سيارة إسعاف للضرر، كما أن هناك نقصاً حادا في الأطقم الطبية؛ تسبب في تقييد فرص الحصول على الرعاية الصحية.

وطالب الائتلاف بالتحري والمصداقية في التعامل مع ادعاءات وصول مواد إغاثية إلى المدينة؛ كما "ناشد المنظمات الدولية بإرسال مراقبين على الأرض للتأكد من ذلك وزيارة المستشفيات والأسواق التي تعاني من نقص حاد في المتطلبات الضرورية".

ودعا إلى "فك الحصار عن المدينة، وإيجاد ممر آمن لمرور المساعدات والمواد الإغاثية والطبية الهامة".

وشدد على ضرورة "توزيع المساعدات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي حسب الخطة المعتمدة من قبل البرنامج".

يذكر أن منظمة الصحة العالمية، ناشدت قبل الجهات المانحة، توفير 31 مليون دولار لضمان استمرارية الخدمات الصحية لحوالي 15 مليون شخص من المتضررين بالصراع الدائر في اليمن.

وأضافت المنظمة أن الحاجة للتمويل ملحة وعاجلة، حيث إن النظام الصحي قد انهار، حارما الملايين من الحصول على الرعاية الصحية والأدوية التي يحتاجونها بصورة عاجلة.