واجه وقف إطلاق النار في
اليمن بين
الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية خطر الانهيار الأربعاء، باتهام كل طرف للآخر بخرق الهدنة، بينما استمرت محادثات السلام في سويسرا لليوم الثاني.
وقال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف إن الحوثيين المدعومين من إيران خرقوا مرارا وقف إطلاق النار، الذي يفترض أنه بدأ ظهر الثلاثاء، وإن قوات التحالف ردت.
وبدأ وقف إطلاق النار الذي يستمر سبعة أيام ظهر الثلاثاء، مع انطلاق محادثات في سويسرا بين ممثلي الحكومة والحوثيين، في محاولة لوقف القتال المستمر منذ تسعة أشهر بين حركة الحوثي المتمركزة في الشمال ومقاتلي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي تدعمه السعودية المتمركزين في الجنوب والشرق.
وقتل في الحرب نحو ستة آلاف شخص، وتشرد مليون.
وقال عسيري لقناة الإخبارية التلفزيونية السعودية: "بلغت الانتهاكات حوالي 150 انتهاكا للهدنة من قبل المليشيات الحوثية، وهذا لا يعبر عن نية صادقة".
وأضاف قائلا: "نهيب بالأمم المتحدة أن توضح للجانب الحوثي أنه لن يكون هناك صبر على هذه الممارسات وقد تنهار الهدنة في أي وقت.. لأن حدود المملكة خط أحمر ولن يسمح للمليشيات الحوثية أن تستغل هذه الهدنة لتضر به".
وجاءت تعليقاته بعد أن اتهم متحدث باسم القوات الحكومية اليمنية الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح- حليف الحوثيين- قوات التحالف بممارسة "تصعيد خطير بري وبحري وجوي" وفقا لما ورد في وكالة سبأ للإنباء التي يسيطر عليها الحوثيون.
ونقلت وكالة سبأ عن المتحدث العميد الركن شرف غالب لقمان قوله: "البوارج الحربية للعدوان تقصف الآن مدينة اللحية في الحديدة بشكل كثيف، وفي محافظة تعز تجري محاولات زحف من قبل مرتزقة العدوان، مسنودين بالطيران باتجاه الجحملية، مستغلين التزام الجيش واللجان الشعبية بالهدنة".
وأضاف: "أننا لن نظل مكتوفي الأيادي، بل سنرد بقوة تجاه ما يحدث من اختراقات من قبل دول تحالف العدوان ومرتزقتهم".
وقال مصدر قبلي عبر الهاتف من محافظة مأرب بوسط اليمن: "طائرات التحالف شنت غارة جوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح في منطقة نجد بمنطقة صرواح بعد الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار".
وأورد سكان في مدينة تعز بجنوب غرب البلاد نبأ غارة جوية نفذت بعد أن أطلقت قوات الحوثيين صواريخ على المنطقة. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الحوثيين قتلوا أحد الضباط السعوديين في منطقة حدودية بعد سريان وقف إطلاق النار.
تأخر صفقة تبادل سجناء
وقال مسؤولون محليون إن رجال قبائل تسببوا في تأخير صفقة تبادل سجناء بين الحوثيين ومقاتلين جنوبيين.
وقطع مسلحون قبليون من محافظة البيضاء في وسط اليمن الطريق المؤدي للمبنى الذي كان مقررا أن يستضيف عملية التبادل وطالبوا بأن يطلق الحوثيون سراح أقاربهم في إطار الصفقة.
وقال مسؤولون من الجانبين، في وقت سابق الأربعاء، إن نحو 360 سجينا من الحوثيين محتجزون في عدن، و265 سجينا من المدنيين والمقاتلين الجنوبيين في طريقهم لإتمام عملية التبادل على الحدود بين محافظتي يافع والبيضاء عند الظهر.
وقال سكان إن الوسطاء حاولوا إقناع رجال القبائل من البيضاء بالسماح بإتمام الصفقة.
ومثلت صفقة تبادل السجناء التي توسط فيها زعماء قبليون يمنيون واحدة من أهم المؤشرات الإيجابية في الصراع حتى الآن.
وغالبية السجناء الحوثيين أعمارهم بين 13 و16 عاما، احتجزوا لدى استعادة الجنوبيين السيطرة على عدن في تموز/ يوليو الماضي.
ولم يعرف الكثير عن سير المحادثات الدائرة في سويسرا بوساطة
الأمم المتحدة، لكن الوفود التي أمكن الوصول إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدت متفائلة بعد أول يومين من التفاوض.