نشرت صحيفة المانيفستو الإيطالية تقريرا حول مكانة المقاتلين غير
العرب داخل
تنظيم الدولة، وقالت إنه رغم أن الإسلام ينص على
المساواة بين الناس بقطع النظر عن اختلافاتهم، ولكن التنظيم يستغل المقاتلين
الأجانب كوقود مدافع، ولا يعاملهم مثل المقاتلين العرب.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أحد أهم المبادئ التي جاء بها الإسلام، والتي ساهمت في انتشاره في العالم وانجذاب الناس إليه، هو مبدأ المساواة في الحقوق بين الناس أمام الله وأمام القضاء. وهو ما كان الناس محرومين منه في بلدان مثل الهند وأندونيسيا، التي تعاني من الطبقية وغلبة الطائفة الهندوسية.
وأضافت أن القرآن ضمن المساواة لمن ينحدرون من خارج المناطق التي بدأ فيها الإسلام، بقطع النظر عن ألوانهم أو لغاتهم، ولكن تنظيم الدولة الذي يدعي أنه يتبنى تفسيرا أصليا وصحيحا للدين الإسلامي، يفعل العكس تماما.
وذكرت الصحيفة أن دراسة نشرت مؤخرا في الهند، شاركت فيها مجموعة باحثين من عدة بلدان، أثبتت أن تنظيم الدولة يستعمل مبدأ المساواة في الإسلام كمجرد شعار لجذب المقاتلين الأجانب، ولكنه لا يطبقه عليهم عند التحاقهم به. إذ إن عناصر التنظيم الذين لا يأتون من الدول العربية، وغير المنحدرين من الجاليات العربية في بقية أنحاء العالم، يصنفون على أنهم مقاتلون من الدرجة الثانية.
وتتضمن هذه الدرجة الثانية بشكل خاص الباكستانيين والهنود والصينيين والإندونيسيين والأفارقة، ولكن الدراسة لم تتناول وضعية القادمين من القوقاز وآسيا الوسطى، الذين ينظر إليهم عادة على أنهم مقاتلون أشداء.
وأضاف التقرير أن المقاتلين القادمين من شرق آسيا وأوروبا الغربية ينظر إليهم على أنهم ليسوا محلا للثقة، ولذلك فهم لا يحصلون على مناصب مهمة في التنظيم، ويمنعون من الانضمام لجهاز مراقبة بقية المقاتلين في التنظيم، الذي يشبه جهاز "الشرطة العسكرية" في الجيوش النظامية، حيث تخصص هذه الوظيفة للتونسيين والفلسطينيين والسعوديين والعراقيين والسوريين.
أما الأجانب فإنهم يعيشون في ظروف أقل رفاهة من نظرائهم العرب، ولا يتم السماح لهم بحيازة الأسلحة المتطورة، ومرتباتهم أقل من الآخرين، ويتم غالبا استغلالهم كوقود مدافع، إذ يتم الزج بهم في الصفوف الأمامية خلال المعارك، ويتم تجهيزهم للقيام بالعمليات الانتحارية عن طريق الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة، التي يطلب منهم قيادتها ثم يتم تفجيرها عن بعد، كما تقول الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة أن هذه السياسة التي يعتمدها تنظيم الدولة، والتي تتناقض مع مبادئ الدين الإسلامي، يمكن تفسيرها بثلاثة أشياء: وهي أولا كون عدد هؤلاء الأجانب قليل ولا يمثلون وزنا يمكّنهم من الاعتراض والاحتجاج، وثانيا بسبب الثقافة السائدة بين المقاتلين العرب ونظرتهم للأجانب، وثالثا بسبب الإيديولوجيا التي تحكم التنظيم.
فعدد المقاتلين الهنود داخل صفوف التنظيم، على سبيل المثال، لا يتجاوز 23 مقاتلا، وقد قتل من بينهم ستة مقاتلون حتى الآن، أي بنسبة الربع، وهي نسبة مرتفعة نسبيا.
كما أن القادمين من السعودية وبقية دول الخليج تعودوا على معاملة الهنود والباكستانيين والبنغال بعقلية استعبادية؛ لأنهم يتم استقدامهم لهذه الدول للعمل في وظائف مرهقة في المطاعم ومشاريع البناء، ولا يتمتعون بأية حقوق، ويسكنون في خارج المدينة ويتقاضون أجورا هزيلة، وبالعقلية نفسها، فإن هؤلاء المسلمين يعاملون في داخل التنظيم على أنهم أقل مهارة وأقل وفاء، ويخضعون لمراقبة شديدة من شرطة التنظيم، وفق الصحيفة الإيطالية.
كما أن تنظيم الدولة يتبنى المذهب الحنبلي، أحد المدارس الأربع للفقه الإسلامي، بينما يتبع مسلمو آسيا الوسطى والشرقية المذهب الحنفي، ولذلك ينظر إليهم من قبل الوهابيين والسلفيين بعين الريبة، وتعتبر ثقافتهم الدينية منقوصة وغير صحيحة، وفق التقرير.