قالت المحللة الإسرائيلية المختصة بالشؤون العربية سمدار بيري إن
بشار الأسد معني باستمرار بقاء تنظيم
داعش، وأن يواصل تنفيذ عمليات الإرهاب، فلا سبيل أفضل من ذلك لصرف الانتباه عن الفظائع التي يرتكبها الأسد ونظامه الذي فجأة وظاهرا بدا شاحبا وغير مهدد. ولكنها شددت على أنه ينبغي على بشار الأسد أن يقرأ سيناريو نهايته إما القبول بلجوء سياسي أو على الطريقة الشرق أوسطية "طلقة في الرأس".
وأكدت بيري في مقالتها بصحيفة "يديعوت" الاثنين، أن كل من يهدد، كالرئيس الفرنسي، بخوض "حرب إبادة" و"صراع شديد" و"ضربهم بوحشية"، حين يكون المقصود حملة ثأر ضد "داعش"، فإنه ملزم بأن يأخذ بالحسبان أيضا بشار الأسد. فجذور "الدولة الإسلامية" وإن كانت في العراق، إلا أن القلب ينبض في شمال سوريا.
وعبرت بيري عن اندهاشها كيف حصل في غضون أربعة أيام أن اجتاز بشار بنجاح، مؤقت على الأقل، لقائي قمة عنيا بمصيره.. الأول، في فيينا، تحددت فيه خلافات الرأي بين
روسيا وإيران من جهة وباقي العالم الذي يطالب بإسقاطه. وفي الثاني، في أنطاليا، خصمه الكبير أردوغان، وإن كان فيه هو النجم، عندما استضاف الرئيس أوباما، ولكن الحدث انتهى بإطلاق تصريحات فارغة. إضافة إلى ذلك، فقد ادعى وزير الخارجية الإسباني قبل ثلاثة أيام بأن "داعش" هو عدو مشترك، سواء للأسرة الدولية أم للحكم السوري، وأن بشار في الفترة الحالية هو مثابة "أهون الشرور".
ونوهت إلى أنه بينما تلعق باريس جراح الإرهاب، فإن لدى الأسد ما يكفي من الوقاحة لأن يعرض على فرنسا التعاون الاستخباري، شريطة أن يدعوه. فهل هو قادر حقا على أن يعرض حلا لخطر "داعش" ويساهم في الكفاح ضد الإرهاب الإسلامي، أم إن النظام السوري هو عنصر مركزي في مشكلة داعش؟ مشوق أن ننتبه إلى أن الجيش السوري لا يقاتل حقا ضد داعش. فالطاقة الوحشية تخرج ضد منظمات المعارضة التي تعارض استمرار حكم بشار.
وأشارت بيري إلى أنه يمكن الافتراض أن في أحد جوارير أجهزة الاستخبارات الغربية بما في ذلك في موسكو، توجد خطة "اليوم التالي لبشار". فهناك التصاق متزايد بجدول زمني يتراوح بين ستة أشهر وسنة ونصف حين سيجبرونه على النزول. لا مكان للعواطف. أحد لن يرحم بشار. أحد لن يمجد مشروع حياته. في اللحظة التي لا يعود فيها ذا صلة، ستنتهي مهامه بالخير، إذا وافق على تلقي ملجأ سياسي، أو بالشر – بأسلوب الشرق الأوسط – حين سيتلقى رصاصة في الرأس.
وطالبت بيري بشار الأسد بقراءة سيناريوهات النهاية: "إيران تصر على أن يدير الأسد جولة الانتخابات التالية للرئاسة، ولكن إيران تعرف أيضا كيف تتراجع. روسيا توصي أن يكون بشار أحد المتنافسين في الانتخابات أمام خصومه. أما الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والسعودية فتريد أن تدير صراعا في جبهتين: ضد داعش وضد بشار، إلى أن يطير".
واستدركت بالقول: "لكن في هذه الأثناء لا بديل له ولم ينشأ خلف أو قائم بالأعمال. عندما يسقط الدكتاتور، مثلما حصل مع صدام حسين ومعمر القذافي، فإن الدولة تدخل في حالة فوضى عنف. وداعش، كما يجدر بنا أن نتذكر، هو فقط واحد من عشرات أجسام الإرهاب العاملة داخل سوريا. جبهة النصرة وحشية بقدر لا يقل. والجيش السوري، لا ننسى، لا يزال يحتفظ بأصبع على مخزونات السلاح غير التقليدية".
وأكدت بيري أن "إسرائيل لا تعتمد على وزن المعارضة المنقسمة ضد بشار. وحسب المعلومات، فقد نجحت المخابرات السورية في أن تدرس في داخلهم وكلاء يبلغون دمشق بآخر التطورات. وحتى فكرة إقامة مجموعة قيادية تدير سوريا، غير واعدة".
وختمت مقالتها بالقول: "لنفترض للحظة أن الهجوم المصمم على معاقل داعش في سوريا نجح في قتل عصفورين بضربة واحدة، الخليفة البغدادي يسقط مع بشار. فماذا بعد؟ من سيدخل إلى قصر الشعب في دمشق؟ من يضمن أن يقبل أبناء الطائفة العلوية الحكم الجديد؟ كيف سيردون في طهران؟ من يضمن ألا يبدأ حمام دماء أسوأ من حملات التصفية للدولة الإسلامية؟ ماذا سيكون مصير قواعد الجيش الروسي؟ كلما تعقد الحل، بشار كفيل بأن يكسب".