بعد أن تعرضت عشرات المدارس، التي تمتلكها جماعة الإخوان المسلمين في ربوع مصر، للمصادرة من قبل سلطات الانقلاب، قالت صحيفة مصرية، الثلاثاء، إنها تنشر ما اعتبرته "خطة الإخوان للسيطرة على المدارس والحضانات"، مؤكدة أن الخطة تعتمد على مشاركة أعضاء الجماعة في إلقاء "خواطر" ما بعد صلاة الظهر، وبث حكمة أو قول مأثور أو قصة عن الظلم، وغيرها من "مفاهيم معادية للدولة"، لا سيما عبر "
الإذاعة المدرسية".
ورأى مراقبون في ما ذكرته "
المصري اليوم"، وهي الأعلى توزيعا في مصر، بين الصحف الخاصة، تعبيرا عن حالة من الهلع الذي ما زال يسيطر على السلطات المصرية، من تواجد الإخوان المسلمين بين طلاب المدارس، فكرا، وتنظيما، لا سيما أن الصحيفة قالت إن مصدر معلوماتها عن هذه الخطة هو الأجهزة الأمنية، فضلا عن أنه يوضح إلى أي مدى يتم فيه الافتراء على جماعة الإخوان، ونسبة المؤامرات والخطط لها، حتى لو كانت خواطر أو كلمات مدرسية.
فقد قالت الصحيفة، في تقرير نشرته بصفحتها رقم 15، من عددها الصادر الثلاثاء: "إن أجهزة الأمن في محافظة بني سويف (إحدى محافظات الصعيد) رصدت خطة أعدتها جماعة الإخوان لتنفيذها للعام الدراسي الجديد، للسيطرة على المدارس الحكومية تبدأ من الحضانات، وتمتد إلى الابتدائي، الإعدادي والثانوي.
وأضافت أن الخطة تتضمن تكليف أربعة أقسام داخل تنظيم الجماعة لتنفيذها على مستوى المحافظات، وهي: الطلاب والتربية والثانوي والأشبال، والإشراف الكامل والمتابعة لتنفيذ الخطة، التي تبدأ من أول يوم دراسي، وتنتهي بانتهاء آخر أيام العام الدراسي.
وتابعت أن أجهزة الأمن رصدت حرص الجماعة، على الاهتمام بالإذاعة المدرسية، حيث وضعتها في البند الأول من الخطة تحت مسمى "مشروع الإذاعة المدرسية"، وطالبت الخطة بتجهيز مجموعة من تلاميذ وطلاب الجماعة (ابتدائي وإعدادي وثانوي)، للمشاركة في الإذاعة المدرسية في جميع المراحل، وتكليف "كادر إخواني" من المعلمين، بالإذاعة المدرسية خاصة إذا كان بالمدرسة مدرس من الجماعة (تربية رياضية أو أخصائي اجتماعي).
ووفقا للخطة حددت جماعة الإخوان أن يشتمل برنامج الإذاعة بشكل يومي على حكمة أو مقولة أو قصة عن الظلم، بهدف إسقاطات في غير محلها من قبل الجماعة، وإحساس الطلاب بأن الجماعة مظلومة، وبث مفاهيم عدائية للدولة، بحسب "المصري اليوم".
وأشارت الصحيفة إلى أن الجماعة طالبت عناصرها - طلابا ومدرسين- كذلك بعدم المشاركة في أي احتفالات للمناسبات التي تخص الجيش والشرطة، وفقا للخطة.
ونصت الخطة طبقا ل"المصري اليوم"، على أن تتجنب فقرة نشرة الأخبار في الإذاعة المدرسية نشر أخبار كبار قيادات الدولة كرئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، الوزراء، والمحافظين.
ورصد الجهاز الأمني أيضا، كما قالت الصحيفة، خطة قسم التربية، التي يتم تسليمها لمسؤول كل مدرسة من مسؤول الشعبة مباشرة، وهي برنامج تربوي شهري مخفف للطلاب المستهدف جذبهم للجماعة.
وأضافت "المصري اليوم" أن الأجهزة الأمنية كشفت أيضا أن خطة الإخوان تشمل استغلال "الفسحة" والحصص الاحتياطية، خاصة في المدارس الثانوية والإعدادية، في دعوة الطلاب لصلاة الظهر في مصلى المدرسة، وتكليف طلاب قسم الثانوي بالتعرف على أكبر قدر من الطلاب، وإمدادهم بالملازم، والملخصات المميزة من قبل الجماعة، وأن يقوم كل مدرس من الجماعة بإعطاء خمسة طلاب، مجانا، الدروس الخصوصية لمراعاة ظروفهم، وتقريبهم من الجماعة، فيما يشبه عملية تجنيد، حيث يُسأل المدرس في نهاية العام عن تجنيد خمسة طلاب، وأن يكونوا من المتفوقين قدر الإمكان".
وحرصت جماعة الإخوان من خلال الخطة، تقول الصحيفة، للسيطرة على مدارس وزارة التربية والتعليم من خلال تسابق المدرسين التابعين للجماعة لأخذ الحصص الاحتياطية، واستغلال ذلك في نشر فكر الجماعة بطريقة غير مباشرة، مع التركيز على صور الظلم بين موسى وفرعون، ومحاولة إسقاط ذلك على الواقع، مع إظهار أن القيام بالحصص الاحتياطية خدمة لإدارة المدرسة، حتى تتعاون مع كوادر الجماعة.
كما شملت أهمية "خاطرة" صلاة الظهر، وأن يقوم بها مدير المدرسة أو الناظر أو أحد من المدرسين، شرط أن يكون من أعضاء الجماعة أو المحسوبين عليها، وأن تظل الخاطرة طوال الأسبوع الأول عن فضل الصلاة حتى لا يتم إلغاؤها من قبل الإدارة أو الأمن، وبعد ذلك تتحول للمجال السياسي، والحديث عن الظلم الذي تتعرض له الجماعة، للسيطرة على عقول الطلاب.
وأكدت الخطة أيضا أنه تجب مراجعة مسؤول قسم نشر الدعوة بكل شعبة في موضوع الخاطرة بعد الأسبوع الأول من الدراسة، والمتفق عليه أن تكون عن الصلاة.
ولم تترك جماعة الإخوان الحضانات بعيدة عن سيطرتها، وفقا للصحيفة، نقلا عن الأجهزة الأمنية، إذ وضعت الجماعة خطة للسيطرة على الحضانات الخاصة والحضانات التابعة للجمعيات الأهلية، واشترطت البعد عن حضانات المدارس الحكومية، على أن يتم إبلاغ مسؤولي الشعب بالكتب المقررة، وأماكن شرائها.
وفي نهايتها طالبت الخطة أعضاء الجماعة بالتركيز في المدارس، ومعرفة من يتصل بالأمن من المدرسين أو العاملين، وتجنبه تماما، وتعريف أعضاء هيئة التدريس والعاملين بدوره المشبوه.