مئات الموظفين المنشقين عن النظام في درعا يعودون إليه
عربي21 - حسام محمد04-Oct-1509:32 PM
شارك
صورة نشرتها وسائل إعلام موالية للنظام السوري على أنها لـ"مسلحين" يسلمون أنفسهم في درعا
أقدم مئات الموظفون المنشقون عن النظام السوري على امتداد الأعوام الأربعة الماضية من عمر الثورة السورية، إضافة إلى عشرات المدنيين من أبناء محافظة درعا جنوب سوريا، على "تسوية أوضاعهم" مع النظام السوري، عقب تشكيل حلقات اتصال بين الجانبين خلال الفترات السابقة.
مصدر مطلع، رفض الكشف عن هويته، أكد لـ"عربي21" الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلامية تابعة للنظام السوري وأخرى تابعة للمعارضة السورية، حول عمليات "تسوية وضع" مع نظام بشار الأسد؛ لأكثر من 700 موظف ومدني من بلدات درعا وريفها، مشيرا إلى أن غياب أي أفق سياسي للحل في سوريا هو الدافع الأكبر لهذه "المصالحات"، إضافة إلى تخلي العالم عن إيجاد مخرج ومماطلتهم في مساعدة الشعب السوري وإيجاد حل في سوريا.
وأضاف المصدر أن قسما كبيرا ممن شارك وساهم في هذه المصالحات وعمليات التسوية، من جانب النظام، يشغلون مناصب في المجالس البلدية، أو أمناء وأعضاء في الفرق الحزبية التابعة لحزب البعث، إضافة إلى موظفين ما زالوا على رأس عملهم.
ونفى المصدر وجود أي من مقاتلين بين العائدين إلى "حضن" النظام، بعكس ما روجت له مصادر إعلامية موالية للنظام.
وأوضح المصدر لـ"عربي21" أن ما شهدته مدن وبلدات درعا من عودة لمئات من أبنائها المنشقين عنه منذ سنوات، وعقدهم مصالحة مع النظام، جاء نتيجة عوامل ضاغطة عليهم من قبل النظام السوري، وأهمها البراميل المتفجرة التي ألقيت على المحافظة بأعداد قياسية خلال الأشهر السابقة، فأصبحت عشرات العائلات بلا منازل، وبلا مدخرات تكفيهم ويلات الحرب، ما جعلهم أمام خيارات محدودة وصعبة.
ووصف ذات المصدر عودة هؤلاء الموظفين المنشقين ومصالحة النظام السوري بـ"الانتحار الحقيقي" رغم كل ما تعرضوا له، على اعتبار أن النظام السوري لا يؤتمن جانبه بأي شكل من الأشكال. وتساءل: كيف "أمنوا للنظام الذي بالأصل هو من دمر أملاكهم وجعلهم في فقر حاد؟"، ورأى أنه لا يوجد تبرير لأفعالهم مهما كانت الحجج المقدمة".
من جهته، رأى الناشط الميداني محمد أبو البراء، في حديث لـ"عربي21"، أنه "لا يمكن تبرير وتجاهل ما شهدته مدن وبلدات ريف درعا بأي حال من الأحوال؛ من مصالحات وتسوية أوضاع بين أبنائها والنظام السوري، فرغم الموت والبراميل التي اعتدنا عليها، إلا أن درعا وريفها تعد منبع الزراعة والخيرات السورية، وهي غير محاصرة، على خلاف الكثير من المدن والبلدات التي ما تزال محاصرة منذ سنوات والتي ما تزال صامدة في وجه الأسد"، وفق تعبيره.
وأشار أبو محمد إلى أن "أسوأ ما شهدناه في الأعوام الأخيرة من الثورة السورية هو عامل الاتكالية، فغالبية من قرر مصالحة النظام السوري هم من هذا الطيف"، مضيفا: "يريدون قبض رواتبهم وهم جالسون في منازلهم دون اللجوء إلى العمل، وهذا الأمر كرسه النظام السوري معهم خلال الأعوام السابقة من الثورة"، وفق قوله.
وكان ناشطون سوريون قد بثوا تسجيلا مصورا يظهر اعتراض الثوار في سوريا حافلة كانت تنقل مدنيين وموظفين من بلدات في ريف درعا إلى مواقع تواجد النظام السوري، بهدف إجراء مصالحة وتسوية أوضاع معه، إلا أن الثوار رفضوا السماح لهم بالمرور وإعادتهم إلى المناطق التي أتوا منها.
وبحسب الناشطين، فإن غالبية المتواجدين في الحافلة كانوا من الموظفين المنشقين عن النظام خلال الأعوام الأولى من الثورة السورية.
وبدروها، بثت مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري، صورا لعشرات المدنيين من أبناء محافظة درعا، وصورا أخرى لعشرات البنادق الآلية، قالت إنها عمليات تسوية أوضاع لأكثر من 700 مدني ومسلح من درعا مع النظام السوري، على حد زعمها.