سياسة عربية

بلدة الطيبة بريف دمشق الغربي تدخل في هدنة مع النظام

واجهت البلدة قصفا على مدى أكثر من عام - أرشيفية
مثلها كمثل بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم وبرزة والمعضمية في ريف دمشق.. تدخل بلدة الطيبة في ريف دمشق الغربي في هدنة مع النظام السوري، بعد عام وثلاثة أشهر من بدء المعارك فيها.

وكانت قوات النظام أطلقت حملة عسكرية ضخمة في العام الماضي، تهدف إلى تأمين طريق درعا القديم، وإبعاد الثوار عنه، حيث بدأت الحملة باحتلال مناطق الثورة وعين السودا وعين البيضا، متجهة نحو الطيبة.

حاول النظام اقتحام الطيبة عدة مرات، ولم ينجح في السيطرة عليها بشكل كامل، بعد استنفار الفصائل في المنطقة للحفاظ عليها، وأهمها "تحالف الراية الواحدة"، الذي استمر في الرباط على جبهة الطيبة وصد محاولات اقتحامها، في ظل استهدافها اليومي من المدافع المتمركزة على الجبال المحيطة بها.

وفي الآن ذاته، استمرت محاولات النظام للوصول لشكل من أشكال الهدنة مع وجهاء البلدة والمسؤولين فيها.

ومؤخرا، تمكن طرفا المفاوضات من الوصول لهدنة تتضمن عدة بنود، تحدث عنها الظاهر بيبرس، أحد المسؤولين في المجلس المحلي لبلدة الطيبة.

وأوضح بيبرس لـ"عربي21" أن "الاتفاق نص على عدة بنود، منها فتح الطريق الواصل بين البلدة ومخيم خان دنون، وإزاله المتاريس والسواتر الترابية، إضافة لتراجع قوات الأسد مسافة 250 مترا باتجاه دنون، وإقامة حاجز على مدخل الطيبة، وإخلاء منازل المدنيين من قبل مقاتلي الطرفين، وإزالة الدشم من فوق أسطح المنازل، وعودة الأهالي إلى منازلهم وممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، وفتح المدارس، ووضع نقطة لعناصر الجيش الحر عند فرن الطيبة، وإصلاح شبكات الكهرباء والهواتف والمياه، وإدخال المواد الأساسية للمدنيين، وعدم تعرض الحاجز التابع لقوات الأسد للمدنيين القادمين للبلدة والفلاحين الذين يعملون في مزارعهم".

ولفت الظاهر بيبرس إلى أنه تم فتح الطريق الواصل بين بلدة الطيبة وخان دنون في صباح يوم السبت، بوجود عدد كبير من أهالي البلدة الذين دخلوا إلى منازلهم التي أبعدتهم آلة الحرب عنها قبل أكثر من عام.

وكانت المفاوضات بدأت منذ عام تقريبا، "ولكن كان هناك الكثير من العرقلة من قبل قوات النظام، فهذه الشروط هي ذاتها الشروط التي كانت توضع في كل مرة، إلا أن النظام كان يرفض الشروط، ما زاد من تدمير المدينة بسبب القصف اليومي"، على حد وصفه.
 
وبيّن عضو المجس المحلي في الطيبة أن الأمور تمر بشكل جيد، "ولكن النظام لا عهد له في النهاية"، وقال إن النظام اختار التفاوض والتنازل عن شروطه لعدة أسباب، منها أن "نظام بشار الأسد في الاقتحام الأول قام بقصف البلدة بأكثر من 600 قذيفة فقط من أجل أن يتقدم 300 متر، وقد حاول عدة مرات للتسلل، لكن باءت محاولاته بالفشل. كما أن البلدة منطقة غير استراتيجية، وبالتالي ليس مضطرا أن يستنزف قواته هنا، بالإضافة إلى أن النظام في هذه الأيام في أضعف حالاته بحسب المعطيات الملموسة من طريقة التفاوض"، حسب تقديره.

وتحدث الظاهر بيبرس عن تعاون ملموس من قبل الفصائل المقاتلة على جبهة الطيبة مع لجنة التفاوض، خاصة أن "سكان البلدة الذين نزحوا عنها عانوا الكثير من التشرد في البلدات المجاورة؛ لأن أغلبهم من الفلاحين البسطاء، ولكنهم شعب كرامته أغلى من كل شيء"، بحسب وصفه.