سياسة عربية

تهجير العرب من الحسكة بحجة وجود خلايا نائمة لتنظيم الدولة

تهجير العرب من الحسكة بحجة وجود خلايا نائمة لتنظيم الدولة - أرشيفية
تمارس "وحدات حماية الشعب" الكردية المزيد من الضغط على أبناء الأحياء السكنية في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، لتهجير المكون العربي من بعض الأحياء ذات الأهمية الجغرافية للوحدات الكردية، مستغلة في ذلك الصراع الدائر مع تنظيم الدولة في المحافظة.

من ناحيته، أكد الناشط الإعلامي سراج الحسكاوي من خلال اتصال هاتفي مع "عربي21"، قيام "وحدات حماية الشعب" الكردية بالضغط على "المكون العربي" في حي النشوة الواقع جنوبي الحسكة، بهدف إفراغه من العرب لصالح أهداف استراتيجية للمشروع الكردي في المنطقة، في ظل ما تشهده سوريا من تطورات ميدانية.

وقال الحسكاوي: "رفعت وحدات حماية الشعب الكردية منسوب أعمالها لترهيب السكان في حي النشوة الخاضع لسلطتها وسلطة مليشيات الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري، وبدأت بنشر أخبار عن وجود "خلايا نائمة" لتنظيم الدولة في الحي، تهدف إلى القيام بعمليات تفجير، الأمر الذي سيحول الحي لساحة صراع مع ما بين التنظيم والوحدات، لتبدأ عدة عائلات بإفراغ  الحي والنزوح منه، خوفا من جحيم المعارك".

وبحسب "الحسكاوي"، فإن هذه الأخبار ما هي إلا "مجرد شائعات تطلقها "وحدات حماية الشعب" بين السكان لتهجير الأهالي بحجة التنظيم، مؤكداً أن التنظيم ما زال بعيدا للغاية عن الحي بمسافة لا تقل عن ثمانية كيلو مترات، وأن أقرب نقطة للتنظيم منه هي "مدرسة السواقة الدولية" الواقعة على طريق "أبيض" جنوب غربي الحسكة".

وطبقا للحسكاوي، فإن الأهمية الاستراتيجية لحي النشوة بالنسبة لـ"الوحدات الكردية"، تنبع من أن الحي يقف عائقا في مشروعها التاريخي لبناء الدولة الكردية بسبب الثقل العربي العشائري الموجود فيه، إضافة لوجود بعض الأقلية المسيحية، لذا تسعى "وحدات حماية الشعب"، إلى تهجير المكون العربي فيه، متذرعة بالتنظيم لتنفيذ ذلك، كما أن الحي يغص بالعناصر المقاتلة التي كانت قد سبق وانتسبت إلى "الجيش السوري الحر" وإلى التشكيلات الإسلامية، وأن هذه السبب زاد من خوف "وحدات حماية الشعب" من إمكانية انتساب العناصر إلى تنظيم الدولة فيما بعد.

وأوضح الناشط الإعلامي، أنه "لا نية لتنظيم الدولة السيطرة على حي النشوة، وذلك لأن التنظيم لا يريد الدخول في معركة مكشوفة مع "التحالف الدولي"، وبالتالي لا يريد خسارة عناصره دون الحصول على مكاسب جغرافية".

وتابع بأنه بناء على ذلك، لذا، ومن خلال الأحداث الأخيرة، فإن تنظيم الدولة اتبع سياسة العمليات الفردية بضرب أهداف متنوعة لـ "وحدات حماية الشعب" من خلال "المفخخات، والاغتيالات"، دون اللجوء لمواجهات مباشرة رغم قدرته العسكرية التي تخوله التمدد إلى الحي أو إلى أحياء أخرى، إلا أن عمليات التنظيم تودي بحياة المدنيين، في المناطق التي يستهدفها وكان أخرها مقتل عائلة مسيحية في أحد التفجيرات، بالإضافة إلى العشرات من العرب.

بدورها، كشفت مصادر مقربة من "وحدات حماية الشعب" الكردية، عن معلومات تقول إن تنظيم الدولة يسعى إلى الهجوم واحتلال الحسكة، وأن التنظيم سيستخدم في هذا الهجوم الغازات الكيماوية.

وأضافت المصادر أن "اجتماع التنظيم جاء للبت في الهجوم على الحسكة خلال الأيام القليلة المقبلة، وأن الهجوم سيكون أثناء عاصفة رملية قد تضرب المنطقة، حتى لا تتمكن طائرات التحالف الدولي من إعاقة الهجوم، وأن هذه المعركة ستكون بالتنسيق مع من وصفتها بـ"الخلايا النائمة" في المناطق التي تسيطر عليها "الوحدات الكردية" .

وكانت وحدات حماية الشعب الكردية، قد أعلنت سيطرتها على حي النشوة جنوبي الحسكة، في الـ25 من شهر تموز/ يوليو من العام الحالي، عقب مواجهات عنيفة دارت مع عناصر تنظيم الدولة قبل انسحاب الأخير منها، تحت تأثير الضربات الجوية للتحالف الدولي.