يواصل
تنظيم الدولة تحقيق بعض التقدم في جبهة
سامراء، في محافظة صلاح الدين في
العراق، منذ عدة أيام، مع تراجع لقوات
الحشد الشعبي الشيعية عن بعض مواقعها الدفاعية غرب المدينة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد أن تمكن تنظيم الدولة من استعادة السيطرة على مناطق مهمة في مدينة بيجي، كان قد خسرها سابقا لصالح الحشد الشعبي، الأمر الذي أثّر بشكل ملحوظ على معنويات القوات الحكومية، والحشد الشعبي في سامراء ومحيطها.
وكان متابعون من داخل المدينة قد أكدوا لـ"عربي21"؛ أن تنظيم الدولة صعّد من عملياته القتالية خلال الأيام الثلاثة الماضية في الجهة الغربية من مدينة سامراء، وسيطر على أجزاء من منطقتي النخوة والخزيمى، وهما في غاية الأهمية بالنسبة للطرف المدافع عن المدينة.
وعن أسباب تراجع القوات الأمنية العراق ومليشيات الحشد، يرى مسؤول التنسيق بين قيادة الحشد الشعبي وصحوات سامراء، سامر حميد، في حديث خاص بـ"عربي21"، أن "أسباب التراجعات في محيط سامراء عديدة، لكن أهمها هو تشتت قوة الحشد الشعبي بين بيجي والرمادي والفلوجة".
وأوضح حميد أن تنظيم الدولة "نجح بتشتيت قواتنا في مساحات كبيرة، وهذا ما نبهنا عليه مرارا"، مضيفا: "نحن كقادة للصحوات نمتلك خبرة سنين في قتال التنظيم، لكننا لم نجد آذانا صاغية، بل نحن متهمون بأننا سلمنا سامراء وأن الحشد هو من أنقذها من يد التكفيريين".
ويؤكد حميد وجود صراعات بين القوات المدافعة عن المدينة، "من بينها الصراع على القيادة بين قيادة عمليات سامراء والحشد الشعبي، يوازيه صراع داخل الحشد الشعبي نفسه، بين منظمة بدر وعصائب أهل الحق وحزب الله وحركة النجباء، على القيادة والصدارة بغية الحصول على دعم أكبر".
وأضاف: "بتنا نسمع كلمة الفصيل بدلا من الحشد الشعبي، وهو انقسام أدى لتقدم تنظيم الدولة، ومن المتوقع أن يتوغل أكثر بعد أن كشف الخطوط الهشة للحشد، عندما انسحب (الحشد) من مواقع قرب خط اللاين، وترك مواقعه بدل أن يواجه التنظيم ويرد الهجوم"، حسب قوله.
ويواصل سامر حميد حديثه لـ"عربي21" بالقول: "من المستغرب أن يُتهم أبناء المدينة بأنهم لا يقاتلون، ولا أدري كيف نقاتل، وقد سُحبت الصلاحيات كافة من الصحوات وشرطة المدينة، وقد طُلب منا تقديم أبناء المدينة للقتال في صفوف الحشد الشعبي، الأمر الذي لم يلق إقبالا من أبناء سامراء".
وعن أوضاع مدينة سامراء وما يعانيه المواطنون فيها، قال حميد: "للأسف بدل أن تكون مدينتنا آمنة بسيطرة الحكومة عليها، تحولت إلى سجن كبير تتخلله عمليات تصفية حسابات ونشر غسيل بين فصائل الحشد"، حسب تعبيره.
أما عن أسباب تركيز تنظيم الدولة على سامراء، قال المنسق بين قوات الصحوة والحشد في المدينة: "السبب الأهم هو أن التنظيم يعلم جيدا أن سامراء، وتحديدا جزيرة سامراء، هي خط الدعم الرئيسي بين الموصل والرمادي، ومن جهة أخرى يحاول التنظيم فرض سيطرته على جزيرة سامراء لربطها بصحراء الأنبار وصولا للحدود السورية، بغية عدم ترك فجوة بين قواعده وخطوطه الأمامية".
وعن سبب الخسائر الكبيرة التي تلقتها مليشيات الحشد الشعبي في محيط سامراء، فيعود إلى "معرفة مقاتلي تنظيم الدولة بالمنطقة، كون الكثير منهم هم من أبناء تلك المناطق، في مقابل جهل الحشد الشعبي الذي على ما يبدو لا يمر بأفضل أيامه"، على حد قوله.
وتعتبر مدينة سامراء العراقية (125 كم شمال بغداد)، من أكثر المناطق التي يوليها الحشد الشعبي اهتماما، نظر للقدسية الكبيرة للمدينة عند الشيعة، بسبب وجود ضريح الإمامين العسكريين، إضافة إلى ما يقولونه عن وجود "سرداب" سامراء الذي يعتقد الشيعة أنّ المهدي المنتظر قد دخل فيه.