سفير السعودية بمصر يرد على أسئلة صحفها حول علاقة البلدين
لندن - عربي2105-Aug-1512:03 AM
شارك
القطان أكد أن مصر والسعودية تتفقان على الحل السياسي في سوريا - أرشيفية
قال السفير السعودي في القاهرة أحمد القطان، إن الإعلان المصري السعودي الذي صدر في القاهرة الخميس الماضي "برهن بوضوح على عمق علاقات البلدين، وبرهن أكثر على أن كل التحليلات التي تحدثت عن وجود خلافات بينهما غير صحيحة".
ونقلت صحيفة الشروق المصرية، المؤيدة للانقلاب، عن القطان قوله خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية وبعض الكتاب، عصر الثلاثاء، إن "إعلان القاهرة فاجأ كل المتربصين بعلاقات البلدين"، مضيفا بقوله إن "الناس سيعرفون أكثر في الأيام المقبلة أن هناك طفرة في علاقات البلدين خصوصا فيما يتعلق بالاستثمارات التي يراها الأهم؛ لأنها تترك أثرا وتوفر فرصا للتوظيف"، بحسب تعبيره.
كشف السفير عن أن هناك زيارات تمت بالفعل من قبل مستثمرين سعوديين للبحث في نوعية الاستثمارات المتوقعة، وأن المصريين سوف يستمعون قريبا إلى ما يسرهم في هذا الشأن، على حد قوله.
وتابعت الصحيفة، نقلا عن القطان، بأن "التعاون بين البلدين ينطلق إلى آفاق جديدة"، مضيفا أن الملك سلمان وخلال لقائه الأخير مع وزير الخارجة المصري سامح شكري كرر ثلاث مرات حرصه الشديد على دعم مصر واستقرارها وأمنها، فيما قال القطان إن "الرجل الذي تطوع في شبابه عام 1956 للقتال مع مصر، وفي عام 67 لدعمها، لا يمكن أن نشكك في التزامه"، مؤكدا أنه لا يوجد أي خلاف بين ملوك السعودية فيما يتعلق بدعم مصر؛ لأنها محور المنطقة"، بحسب قوله.
وأكد القطان أن التعاون العسكري بين البلدين على "أعلى مستوى يمكن تخيله"، وما حدث في اليمن كان مجرد نموذج تطبيقي على ذلك، مشيرا إلى أن قرار الملك سلمان بتنفيذ عاصفة الحزم أعاد الهيبة للأمة العربية، بحسب تعبيره.
وكشف القطان عن الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد سوف يرأس الوفد السعودي في احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة، وأنه تم الاتفاق بالفعل على زيارة يقوم بها الملك سلمان لمصر، دون تحديد للموعد.
ونقلت الصحيفة أن القطان قال إن "على العرب أن يعتمدوا على أنفسهم فقط بعد الله، وليس علينا أن ننتظر أمريكا".
وخاطب القطان رؤساء تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط والجمهورية والمصري اليوم واليوم السابع والشروق وبعض الكتاب، قائلا: "أنتم لا تعرفون غلاوة مصر عندنا إزاي.. أنا عارف قيمة هذا البلد جيدا، لأنني تعلمت هنا، وعشت هنا، ومن لا يحب مصر وشعبها حاقد، مصر بلد رئيسي في المنطقة والعالم كله"، مضيفا "ومن الذي لا يحب مصر؟"، على حد قوله.
وعن حقيقة زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى السعودية، قال القطان إن الرجل ذهب لأداء العمرة، وبلاده لا يمكنها أن تمنع أي شخص من ذلك حتى لو كان مختلفا معها تماما، ثم استقبل الملك في الأيام الأخيرة من رمضان الكثيرين من ضيوف المملكة الذين أدوا العمرة، ولم يزد الأمر عن مجرد مصافحة باليد، وكل ما نشر غير ذلك ليس صحيحا.
ونفى القطان بصورة قاطعة أن يكون الكاتب جمال خاشقجي أو أي كاتب غيره يمثل وجهة النظر السعودية الرسمية.
وقال إن هناك من كتب أنه سيتم تغييره كسفير في القاهرة، وهناك من كتب أن المساعدات السعودية لمصر سوف تتوقف، لكن أيا من ذلك لم يحدث.
وبشأن ويكليكس، قال القطان إن كل ما نسب إليه فيها إذا ثبت صحتها يعكس حبه وتقديره لمصر.
وحول الأوضاع في اليمن، قال القطان إن أمن قناة السويس يبدأ من باب المندب، والدور المصري في استعادة الشرعية مركزي ورئيسي، وإن علي عبد الله صالح يتحمل مسؤولية الدمار الذي لحق ببلاده، مؤكدا أن السعودية "لن تقبل بأن تكون إيران خلفها في اليمن، ولن نترك إيران تعبث في المنطقة، واليمن خط أحمر، وإن الحملة العسكرية سوف تستمر حتى تعود الشرعية، وعندما يحدث ذلك، فإن الحوثيين مدعوون للحوار"، بحسب ما نقلت الشروق.
وكشف القطان عن أن بلاده ترغب في علاقات طبيعية مع إيران؛ لأنها دولة مهمة ولها تأثير، لكن بشرط جوهري هو ألا تتدخل في شؤوننا، قائلا: "نرجو أن لا تقوم إيران باختبار قوتنا في اليمن أو في البحرين"، معتبرا أن "الفكر الإمبراطوري" ما يزال مسيطرا على إيران، بحسب تعبيره.
وتمنى القطان أن تغير إيران سياستها، لكنه لا يتوقع ذلك، مؤكدا على أن بلاده رحبت بالاتفاق النووي، "وما سيسمح به لإيران سوف نسمح به لأنفسنا".
وتساءل القطان بقوله: "إذا كانت إيران تتدخل في شؤون المنطقة وهي تحت الحصار.. فماذا ستفعل عندما تتدفق عليها 150 مليار دولار استثمارات ومساعدات من الغرب، خصوصا أنها تسعى في كل مكان لنشر الفوضى وخلق بيانات موازية للدولة، كما فعلت في لبنان وفي اليمن؟"،
وعن الوضع في سوريا، أكد القطان أنه لا توجد خلافات بين البلدين بشأن الحل، وربما كان هناك في الماضي خلاف حول سبل الوصول إلى الحل وليس جوهره، والآن صار هناك اتفاق على الوسائل والطريق.
وأكد القطان أن مصر والسعودية تتفقان على الحل السياسي، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ووقف العمليات العسكرية، ووقف إبادة الشعب السوري، والحفاظ على المؤسسات، ونفى القطان نفيا قاطعا أي زيارات متبادلة بين المسؤولين السوريين والسعوديين، مضيفا :"أجزم بأن الأسد لن يكون له دور في أي حل مستقبلي"، مؤكدا أن بلاده تدعو إلى العودة إلى مسار "جنيف".
وقال القطان إن الجيش السوري عقائدي، ويقتل شعبه، ولا يهمه إلا أمن النظام، فى حين أن الجيش المصري حر ووجد ليحمي شعبه.