فوضى عارمة وعشرات الإصابات في احتفالية الزمالك بالدوري

اقتحم عشرات الآلاف من مشجعي الزمالك مقر النادي وتسببوا في حالة من الفوضى العارمة في أثناء الاحتفالية التي أقيمت الجمعة بمناسبة تتويج فريق الكرة بلقب الدوري المصري الممتاز.

وكان الزمالك قد أعلن فتح أبواب النادي أمام مشجعيه للاحتفال ببطولة الدوري، التي حصل عليها فريق كرة القدم لأول مرة منذ 11 عاما.

واحتشدت الجماهير في مدرجات وأرضية ملعب "حلمي زامورا" داخل النادي؛ انتظارا لوصول لاعبي الفريق للاحتفال بالدوري، ما تسبب في عشرات الإصابات بين حالات إغماء واختناق جراء التدافع والزحام الشديد.

 وبعد أن امتلأ النادي عن آخره بالمشجعين انتقلت أعداد كبيرة من الجماهير إلى الشوارع المحيطة، وتسببوا في شلل مروري بمنطقة المهندسين وميت عقبة بالجيزة.

إصابة 11 باختناق

وأعلنت وزارة الصحة في بيان لها - تلقت "عربي21" نسخة منه - إصابة 11 من مشجعي الزمالك باختناقات وكدمات بسبب التدافع، أحدهم إصابته خطيرة، ونفت وقوع أي حالات وفاة بين الجماهير.
لكن شهود عيان أكدوا إصابة العشرات بإصابات متعددة بسبب الزحام الشديد.

من جانبه، نفى مرتضى منصور، رئيس النادي وجود أي حالات وفاة بين الجماهير، وأكد أنه حرص بنفسه على إخلاء المنصة الرئيسية والإشراف على إسعاف المصابين.

وشهدت المنصة العديد من حالات الإغماء بين الجمهور، فضلا عن سقوط أحمد مرتضى منصور عضو مجلس إدارة النادي مغشيا عليه وتم نقله إلى مستشفى النادي لتلقي العلاج.

وانتقد مراقبون حالة الهرج والمرج التي سادت النادي وغياب التنظيم عن هذه الاحتفالية التي كان من المتوقع أن يحضرها عشرات الآلاف، خاصة وأن مدرجات معلب حلمي زامورا تعاني من مشكلات هندسية وآيلة للسقوط، وكان من الممكن أن تتسبب في كارثة.

إلغاء الاحتفالية

وفي أثناء احتفال اللاعبين على المنصة الخاصة التي أقيمت على أرضية الملعب، صعدت أعداد كبيرة من الجماهير إلى المنصة، وفشل مسؤولو الأمن في السيطرة على الموقف وإعادة النظام، وتعرضت أجزاء من المنصة للتصدع الجزئي، ما دفع اللاعبين إلى مغادرتها سريعا.

كما قام الآلاف من الجماهير باقتحام المبنى الاجتماعي داخل النادي، ما تسبب في إصابة عدد من الجماهير وأعضاء النادي.

كما حاصرت الجماهير لاعبي الفريق داخل غرفة خلع الملابس من أجل التقاط الصور معهم، 
وبسبب هذه الفوضى، ألغيت فقرات الحفل، وتم إنزال لاعبي الفريق من فوق المنصة بعد دقائق من صعودهم عليها، وسط تحذيرات من انهيارها بالكامل.

وفي رد فعل على هذه الفوضى، قرر مرتضى منصور رئيس الزمالك إقالة المدير التنفيذي للنادي ومدير الأمن بسبب فشل تنظيم الاحتفالية.

وأمام حالة التدافع الشديد، قرر رئيس نادي الزمالك مغادرة الملعب، معلنا إلغاء الاحتفالية، بعد دقائق قليلة من بدايتها، وتم إخراج اللاعبين والجهاز الفني من الأبواب الخلفية للنادي خوفا من تفاقم الوضع.
وقابلت الجماهير قرار إلغاء الاحتفالية باستياء شديد، ورفضت مغادرة النادي وطالبت اللاعبين بالعودة إلى الملعب لاستكمال الاحتفال معهم.

وانتابت مجلس الإدارة حالة من الارتباك بسبب تزايد الأعداد، وحاول أعضاء مجلس الإدارة احتواء الموقف وناشدوا الجماهير عبر مكبرات الصوت مغادرة النادي؛ حرصا على سلامتهم وحتى تخرج الاحتفالية بمستوى يليق بحجم نادي الزمالك، ولكن دون جدوى.
وحذر مسؤولو الأمن بالنادي الجماهير من احتمال سقوط المدرجات، لكن المشجعين استمروا في إشعال الألعاب النارية وترديد الأغاني ابتهاجا بتحقيق اللقب.

التجديد لفيريرا

على جانب آخر، وكما كان متوقعا، تراجع مرتضى منصور عن الاستقالة التي أعلنها من رئاسة الزمالك، وأكد استمراره في قيادة النادي حتى انتهاء مدته الانتخابية بعد ثلاث سنوات من الآن.

وأوضح منصور أن الضغوط الشديدة التي مارسها عليها جماهير النادي وأعضاء مجلس الإدارة، هي التي أجبرتها على العدول عن قراره بالتنحي.

وأعلن رئيس الزمالك التوصل لاتفاق بين النادي ومدربه البرتغالي "جيسفالدو فيريرا" المدير الفني للفريق الأول، ليقود الزمالك في الموسم المقبل سعيا للحفاظ على حالة الاستقرار الفني التي يتمتع بها الفريق حاليا.

كان الزمالك قد أكد جدارته بالفوز ببطولة الدوري العام لكرة القدم بعد فوزه على فريق طلائع الجيش بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في المباراة التي أقيمت بينهما، الأربعاء، على ملعب "بترو سبورت" بالقاهرة.

وكان الأهلي قد أهدى الزمالك اللقب بتعادله، الثلاثاء، مع نادي سموحة السكندري بهدف لكل فريق، ليصبح فارق النقاط بينهما غير قابل للتعويض في المبارتين المتبقيتين من عمر المسابقة، حيث وصل الزمالك إلى النقطة 86 بينما حل الأهلي في المركز الثاني برصيد 77 نقطة.