سياسة عربية

حساب جهادي: أبو قتادة حكم بإعدام أحد مؤسسي النصرة ومصدر ينفي

قال "مزمجر الشام" إن "أبو قتادة" حكم بإعدام "رحال" بفتوى "الاستفاضة" - أرشيفية
كشف الحساب الجهادي الشهير "مزمجر الشام"، فصولا من الحكاية الغامضة لـ"أبو حسين رحال"، أحد مؤسسي تنظيم "جبهة النصرة"، والذي يقبع في سجون التنظيم ذاته منذ أكثر من عام، حيث صدر حكم الإعدام بحقه.

"مزمجر الشام"، نقل رسالة قال إنها صادرة عن بعض مناصري رحال داخل "جبهة النصرة"، وتفيد بأن حكم الإعدام بحقه صدر من الأردن، وتحديدا من منظر التيار السلفي الجهادي، "أبو قتادة الفلسطيني".

وتبدأ بداية قصة "أبو حسين رحال" البالغ من العمر 40 عاما، وفقا لـ"مزمجر الشام"، بدخوله في السلك العسكري منتصف العقد الماضي، مضيفا: "لم يبق طويلا حتى باشر بمساعدة بعض المنتسبين إلى تنظيم القاعدة من أقاربه عام 2005".

وأوضحت الرسالة أن رحال "اعتقل من قبل النظام عام 2006 وأحيل إلى عدة أفرع للتحقيق، وسجن في سجن صيدنايا الشهير، ثم تم تسريحه، وإلزامه الجلوس في منزله تحت رقابة شديدة من 
المخبرين".

يشار إلى أن أحمد حسين رحال "أبو حسين رحال"، ينحدر من قرية معردبسة التابعة لمدينة سراقب في ريف إدلب.

وأشارت الرسالة المطولة التي اطلعت عليها "عربي21"، بأن "أبو حسين رحال" بدأ بالإعداد للعمل المسلح منذ اللحظة الأولى لانطلاق المظاهرات السلمية في درعا، علما منه بأن المظاهرات لن تجدي نفعا مع نظام الأسد.

وتابعت الرسالة: "التف حوله الكثير من أبناء المنطقة، وذاع صيته في أكثر المحافظات، وحاول النظام القبض عليه، أو قتله كثيرا، ولم يستطع ذلك".

وبحسب الرسالة، فإن رحال انضم إلى كتائب "أحرار الشام"، فور إنشائها، كانت تربطه علاقة قوية بحسان عبود "أبو عبد الله الحموي"، أمير "الأحرار" السابق، وتابعت الرسالة: "كان رأس حربة بالنسبة للكتائب في إدلب، حلب، وحماة، وشارك في العديد من المعارك في تلك المناطق، كما أمّن انشقاق العديد من ضباط، وجنود النظام".

وعن سبب انتقال "أبو حسين رحال" إلى "جبهة النصرة"، قالت الرسالة: "بعد إصرار بعض قادة جبهة النصرة، وشرعييها عليه، قام أبو حسين بالانضمام إلى النصرة ليكون من المؤسسين والمعززين لدور جبهة النصرة في الشمال".

وتحت العنوان الفرعي "كيف بدأت المؤامرة؟"، أوضحت الرسالة أن رحال انحاز مباشرة إلى الجولاني في بداية الخلاف مع تنظيم الدولة، حيث كانت تربطه به علاقة وطيدة، وأضافت: "وشدد على 
استئصال أنصار دولة العراق من الشام، قبل أن يستفحل خطرهم، وهو خبير بمثل هؤلاء، وأول من حاربهم، وطردهم من منطقته بعد اغتيالهم لخيرة المجاهدين، وقتالهم للفصائل الأخرى".

وكشفت الرسالة أن عناصر تنظيم الدولة حاولوا اغتيال "أبو حسين رحال"، أكثر من مرة، وأضافت: "منها أنهم كلفوا خلية لهم في بلدته معردبسة فيها محمد عبد المنعم شيخ قاسم، وحسين البكور، وهاني شيخ قاسم، بزرع عبوات له، ولعناصره، فتم كشف عبوة منها".

وتابعت الرسالة: "عند محاولة القبض عليهم، اشتبكوا مع عناصر أبي حسين وتم القبض على هاني وتسليمه للشيخ يعقوب العمر، "قاضي جبهة النصرة، وسرعان ما تم اغتيال الشيخ يعقوب، وقام حسين شيخ قاسم "الأمني في جبهة النصرة"، بإخراج هاني أخيه من السجن وتوظيفه معه كأمني في النصرة، ونشر إشاعة بين الناس؛ أن أبا حسين هو من فجر الشيخ يعقوب، وذلك بمساعدة الشرعي "علي وهوب (أبو محمد)" لأغراض و غايات شخصية.

وأكملت الرسالة: "ثم بدأوا بتلفيق التهم و جمع الناس، و تأليبهم ضد أبي حسين، حتى أنهم وعدوا أهل الشبيحة والمخبرين، الذين قتلهم أبو حسين في بداية الثورة بأخذ حقهم منه، بالإضافة إلى الخوارج الذين قتلوا، وسجنوا في المنطقة، خاصة زياد الأمين، الذي قتل عنصرين من صقور الشام و قتلوه".

ومن التهم التي قالت الرسالة إنها "لفقت" لرحال، "أنه كان يتعامل مع جمال معروف، وحركة حزم، طبعا هذا بعد إنهاء جبهة النصرة لهما، وتناسوا أن جبهة النصرة ككل كانت تقاتل في المعارك جنبا إلى جنب معهم قبل ذلك".

وأضافت الرسالة: "قام علي وهوب بنسج خيوط المؤامرة، والكيد، وألب بعض قادة النصرة بأدلة واهية لاستدراج أبي حسين إلى المحكمة، ثم القبض عليه، وعلى أخوته، وأبناء عمومته، ومصادرة كل الأسلحة والذخيرة والممتلكات الخاصة بهم".

وكشفت الرسالة أنه "وبعد فتح الملفات المقدمة ضده، من قبل قضاة النصرة، لم يثبت في حق رحال أي جرم باعتراف القضاة أنفسهم"، وأضافت: "بعض الشرعيين والأمنيين كانوا يلحون على إبقائه في السجن بحجج واهية وتسويف خوفا منهم أن يعود لمكانته السابقة، فهو يشكل تهديدا كبيرا للغلاة، وأنصار الخوارج في جبهة النصرة، وتم عزل أول قاضي برأ أبا حسين".

المحور الأخطر في القضية، التي سردتها الرسالة، هي حينما "رفض أبو محمد الجولاني طلب قتل أبو حسين تعزيرا، وعندها سارع هؤلاء للاتصال بأبي قتادة، فأفتى لهم عن بعد، بقتل أبي حسين بحكم (الاستفاضة)".

و "الاستفاضة"، بحسب ما عرّفها ابن القيم، هي: "الاشتهار الذي يتحدث به الناس وفاض بينهم"، وتابعت الرسالة: "لا خلاف بين العلماء في حجية الاستفاضة، ولكن في أمور محدودة، واتفقوا على حجيتها في إثبات النسب، والموت، والملك المطلق، واختلفوا فيما سوى ذلك، لكنهم اتفقوا على أن الشهادة بالاستفاضة لا تقبل في الحدود، والقصاص كما ذكر ابن قدامة في عمدة الفقه، حتى ولو شاع الذكر بين الناس فهذه القضايا لا تقبل فيها إلا شهادة من رأى وعاين لا من سمع قيلا عن قال".

وتابعت الرسالة: "فهل يا أولي الفقه ويا أولي الألباب والنهى، يحكم بالإعدام على رجل لأن الناس تكلمت عنه أنه قتل أو سرق أو فعل أو ترك؟، وهل يقتل رجل بزعم الناس، وبلا شهادة عدول يشهدون بما، رأوا كالشمس في رابعة النهار؟ و هل يقتل رجل يشهد أهل الثغور بأنه مجاهد، ويشهد أهل الشبيحة، والخوارج بأنه قاتل؟ مالكم كيف تحكمون؟".

وخُتمت الرسالة برجاء إلى الجولاني، ومجلس شورى "جبهة النصرة"، جاء فيه: "ألم يأن لكم أن تفرجوا عن القائد السجين الذى نكأ جراح أعداء الله، وكان شوكة في حلوق النظام، والدواعش، أيصح في شرعنا سجنه بالشبهة، والشائعات، وقتله بالشبهة، والشائعات؟".

وتابعت: "ألا يكفي سجن سنة؟ ألا يكفي مصادرة الأموال؟ ألا يكفي ضيعة العيال؟ ألا يكفي لوعة والد أبي حسين، الشيخ الكبير الذي حرم من زيارة ابنه في سجن جبهة النصرة ثمانية أشهر وابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم؟".

يشار إلى أن "أبو حسين رحال"، كان محسوبا على "التيار المعتدل"، داخل "جبهة النصرة"، والذي يضم عددا من القادة منهم "أبو مارية القحطاني"، و "مظهر الويس" و صالح الحموي "أس الصراع في الشام"، الذي فصل قبل فترة.

بدورها تواصلت "عربي21"، مع مصدر مقرب من "أبو قتادة"، نفى بأن يكون قد أصدر أي فتوى بهذا الخصوص.

وقال المصدر إن حساب "مزمجر الشام"، يشن في الفترة الأخيرة حملة "تشويه، وكذب"، على "أبو قتادة".

وبيّن المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ"عربي21"، أن بعض الأشخاص في "جبهة النصرة"، يسعون لإسقاط شخص "أبو قتادة الفلسطيني"، عبر تشويه سمعته داخل صفوف التنظيم.