ملفات وتقارير

حقائق حول الحرب على تنظيم الدولة في السعودية

تشير بيانات رسمية إلى ازدياد عدد المنضوين بصفوف التنظيم في السعودية - أرشيفية
رغم الحملة الأمنية التي تقوم بها السلطات الأمنية السعودية المتواصلة، بهدف "ملاحقة أفراد تنظيم الدولة وإحباط عملياته"، إلا أنه يلاحظ من خلال البيانات الرسمية، بشأن عمليات التنظيم، ازدياد عدد المنضوين في صفوف الأخير.

أحدث تلك البيانات، أعلنته وزارة الداخلية السعودية، في 18 تموز/ يوليو الجاري، كشفت فيه أنها تمكنت خلال الأسابيع القليلة الماضية، "من الإطاحة بتنظيم مكون من خلايا عنقودية مرتبطة بتنظيم الدولة، واعتقال 431 متورطا فيها من ثماني جنسيات".

وأشار البيان إلى "مسؤولية الموقوفين عن تنفيذ خمس هجمات (ثلاث ضد الشيعة شرقي المملكة، و2 ضد رجال الأمن بالرياض)، بينهم 144 يعملون على الترويج للتنظيم عبر شبكة الإنترنت، وتجنيد العناصر للانضمام له".

ولفت البيان، أنه نتج عن الهجمات الخمس، مقتل 37 شخصا، ما بين رجال أمن ومواطنين، وستة مسلحين، إضافة إلى إصابة 120 من رجال الأمن والمواطنين. 

ما تضمنه البيان الأخير، وما سبقه من بيانات، يكشف عن عدد من التحديات، تواجه الجهود الأمنية السعودية، في حربها ضد تنظيم الدولة من بينها: 

- استخدام التنظيم وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد المزيد من الأفراد في صفوفه (رغم الإعلان عن اعتقال 144 شخصا يعملون على الترويج للتنظيم عبر شبكة الإنترنت، وتجنيد العناصر للانضمام له)، إلا أن خبراء يؤكدون أن الرقم يعني البداية فقط، وأن العدد أكبر من ذلك بكثير.

- استغلال التنظيم لصغار السن الذين لا يتوفر لهم سوابق أمنية، ولم يسبق لهم السفر، إدراكا منهم أن هذه الحالات يصعب اكتشاف بوادرها.

- لجوء عناصر التنظيم إلى استخدام الأحزمة الناسفة في معظم عملياته، لتفادي الإجراءات، وإحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية.

-  سهولة الحركة والتنقل بين الدول الخليجية (لمواطني دول الخليج)، الأمر الذي يتيح سهولة حركة معتنقي فكر التنظيم بين هذه الدول.

- اتخاذ السعودية قاعدة للانطلاق لتنفيذ التنظيم عملياته ضد دول مجاورة (فجّر انتحاري سعودي نفسه في مسجد الإمام الصادق، بمنطقة الصوابر في العاصمة الكويتية بتاريخ 26 حزيران/ يونيو الماضي، في أثناء صلاة الجمعة، وسقوط 27 قتيلا).

- عدد كبير من قادة وأفراد التنظيم في سوريا والعراق، من السعوديين ذوي ارتباطات بأشخاص يحملون نفس أفكارهم داخل المملكة (قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، في تصريح له، في آذار/ مارس الماضي، إن عدد السعوديين الذين ذهبوا لمناطق تشهد صراعات خلال الأعوام الأربعة الماضية بلغ 2284 شخصا، عاد منهم 645 شخصا).

- اتساع الرقعة الجغرافية للمملكة، وعدم وجود مكان تمركز محدد لعناصر التنظيم، حيث إن معظم أماكن عمليات التنظيم في المنطقة الشرقية (حيث الوجود الشيعي)، والرياض (وسط)، حيث تم استهداف عدد من رجال الأمن، وأجنبي  دنماركي، وعرعر (الحدود الشمالية مع العراق).

فيما تم اعتقال عناصر للتنظيم في أماكن متفرقة من المملكة، كان أبرزها خلية أطلقت على نفسها اسم (جند بلاد الحرمين)، وهي تنتمي لتنظيم الدولة في القصيم (وسط) ، و إحباط عمليات تستهدف منشآت أمنية وحكومية في محافظة شرورة (جنوب المملكة).

- اقتراب المملكة جغرافيا من المواقع المضطربة التي ينشط فيها التنظيم في سوريا والعراق.

في المقابل، فإن أبرز عناصر القوة لدى قوات الأمن السعودية في حربها ضد التنظيم:

- الخبرة في مجال مكافحة الإرهاب بشتى الطرق، التي تراكمت على مدار السنوات الماضية، وسجلت نجاحا كبير في القضاء على تنظيم القاعدة في المملكة.

- نجاح قوات الأمن السعودية في اعتقال عدد كبير من أفراد التنظيم، والتعرف على آلية العمل، وطرق التجنيد، والأهداف المحتملة.

- الدعم الروحي من رجال الدين في المملكة لقوات الأمن في مكافحتها تنظيم الدولة.

- التعاون الاستخباراتي والأمني الدولي لمكافحة التنظيم، (كما يواصل تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ويضم في عضويته عددا من الدول العربية والغربية من بينها السعودية، شن غارات جوية على مواقع للتنظيم، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا).

أبرز الهجمات
   

وتعد السعودية أكثر دولة خليجية تعرضت لهجمات من التنظيم، وجاء الشيعة ورجال الأمن على رأس قائمة أهداف التنظيم في المملكة.

بدأت هجمات التنظيم في المملكة، بعدما بث الأول، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تسجيلا صوتيا لزعيمه أبو بكر البغدادي، دعا فيه أنصاره، للقيام بعمليات ضد "المشركين في جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم"، في إشارة إلى المملكة العربية السعودية، معلنا تمدد التنظيم إلى عدد من الدول مثل السعودية، ومصر، والجزائر، واليمن، وليبيا.

وفي الثالث من الشهر ذاته، شهدت المملكة أول هجوم للتنظيم استهدف حسينية للشيعة، بقرية الدالوة، في محافظة الأحساء، شرقي المملكة، أسفر عن مقتل ثمانية مواطنين، أتبعه عمليات مداهمة واعتقالات، أسفرت عن مقتل ثلاثة مطلوبين، واثنين من رجال الأمن.

فيما كانت آخر هجمات التنظيم، يوم 16 تموز/ يوليو الجاري، حيث أعلنت الداخلية السعودية إحباطها محاولة تفجير سيارة مفخخة، في إحدى نقاط التفتيش، على طريق الحائر، جنوب العاصمة الرياض، وأسفر الهجوم عن إصابة اثنين من رجال الشرطة، ومقتل المهاجم.