سياسة عربية

مئات اللاجئين السوريين مشردون في أثينا اليونانية

لا يتلقون أي مساعدات من الحكومة اليونانية - عربي21
يتدفق المئات من اللاجئيين السوريين يوميا إلى الجزر اليونانية، قادمين من تركيا، منهم من يموت غرقا، ومنهم من يصل إلى العاصمة أثينا للانطلاق نحو أوروبا.

العشرات منهم مشرد في ساحة أمونيا القريبة من البرلمان والحدائق المحيطة بها، نساء وأطفال وشباب في منتصف العمر جميعهم نيام في العراء وعلى أرصفة الشوارع. 

يقول أحمد، أحد السوريين الذين وصلوا حديثا إلى أثينا، والذي ينوي الذهاب إلى السويد مع عائلته المكونة من ثلاثة أفراد، إنه قدم من مدينة بودروم التركية باتجاه جزيرة كوس اليونانية بعد رحلة وصفها بالخطيرة، وتكلفتها باهظة، استمرت لأكثر من ثلاث ساعات، بعدها استلمهم خفر السواحل اليونانية ووضعهم في ملجأ مع مئات اللاجئين، إلى أن تم إعطائهم تصريح عبور إلى العاصمة أثينا.

ويضيف أحمد في حديثه لصحيفة "عربي 21": "الآن نحن في هذه الحديقة، الفنادق تكلفتها عالية، ولا مكان لإيواء اللاجئين من قبل السلطات هنا، نحن ننتظر الإشارة من المهرب منذ أسابيع، للانطلاق باتجاه مقدونيا لنصل بعدها إلى السويد".
 
بدوره قال نادر حلبوني عضو تجمع "البيت السوري في اليونان" في تصريح خاص لـ"عربي 21" : "إن أكثر من 300 شخص يصل إلى العاصمة من السوريين، أغلبهم يحملون القليل من النقود، لا مكان لدينا لإيوائهم، ولا إمكانيات ضخمة لنقدم لهم الغذاء والدواء، هناك متطوعون ومتبرعون يأتون بالقليل والسلطات اليونانية لا تساعد في هذا الموضوع ، حزب "سيرزا" الحاكم قبل الانتخابات قدم المساعدة وتعاطف مع الاجئين السوريين لأغراض سياسية كونه كان حزبا معارضا، وبمجرد أن حصل على الأغلبية في البرلمان تخلى عنهم بسبب الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعصف بالبلاد" 

وأضاف حلبوني: "هناك جمعيات غير حكومية، ومنظمات إغاثية تقدم بعض الدعم، لكنها قليلة جدا مقارنة بالكم الهائل من اللاجئين القادمين يوميا". وناشد حلبوني السلطات اليونانية والاتحاد الأوروبي للتدخل وتحمل مسؤولياتهم أمام هذه الأزمة اليومية التي يعيشها العشرات من السوريين الهاربين من الموت في بلدهم.
 
وقد أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الجمعة الماضية، بأن ما معدله ألف لاجئ يصلون يوميا إلى الجزر اليونانية مما يشكل حالة طوارئ لا سابق لها في اليونان وبلدان أخرى، وقالت المفوضية إنه منذ بداية العام وصل عدد كبير من الأشخاص -77,100 شخص إلى اليونان عن طريق البحر- والكثيرون منهم على متن قوارب رديئة وغير آمنة، وإن حوالي 60 في المئة من القادمين الجدد هم من سوريا في حين أن الآخرين يأتون من أفغانستان، والعراق، وإريتريا والصومال.

وقد صرح المتحدث باسم المفوضية، وليام سبيندلر، في مؤتمر صحفي بجنيف الجمعة الماضية  قائلا: "إن الوضع الاقتصادي المتقلب في اليونان إلى جانب ارتفاع أعداد الوافدين الجدد يضع ضغطا شديدا على مجتمعات الجزر الصغيرة التي تفتقر إلى البنية التحتية والخدمات الأساسية للاستجابة الكافية للاحتياجات الإنسانية المتزايدة".

وقالت المفوضية إن عدد الأشخاص القادمين أصبح مرتفعا جدا الآن لدرجة أن السلطات والمجتمعات المحلية لم تعد قادرة على معالجة الوضع على الرغم من كل الجهود المبذولة، وأن غالبية اللاجئين القادمين إلى اليونان تنتقل محاولة الوصول إلى بلدان في غرب وشمال أوروبا من خلال منطقة غرب البلقان.

 وشهدت البلدان في هذه المنطقة مثل؛ جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة، وصربيا ارتفاعا ملحوظا في عدد اللاجئين، وفي النصف الأول من هذا العام، سعى حوالي 45,000 شخص إلى طلب اللجوء في المنطقة أي ما يزيد بتسعة أضعاف تقريبا عن العدد المسجل في الفترة نفسها من عام 2014.

مع ذلك، لا يشكل هؤلاء سوى عددا صغيرا من اللاجئين الذين يدخلون هذين البلدين إذ أن معظمهم يتابعون طريقهم مباشرة إلى هنغاريا وإلى الشمال، ويقدر أن يكون نصف اللاجئين الذين يمرون من المنطقة غير مسجلين من قبل السلطات، وهم معرضون للعنف والاعتداء من قبل المهربين والعصابات.