احتفت الصحف المصرية الصادرة الأحد، بمقال نشره الداعية اليمني المثير للجدل، الحبيب علي الجفري، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت عنوان: "الله المستعان"، هاجم فيه بضراوة، الذين "يدعون حمل راية التربية الإسلامية، ويعتبرون أنفسهم أصحاب "المشروع الإسلامي"، على حد وصفه.
وربطت الصحف بين مقال الجفري الذي نشره السبت الماضي، وحادث تفجير "القنصلية الإيطالية" بوسط القاهرة، ونشرته كاملا كل من صحيفتي "الأهرام"، و"الشروق".
ولجأ الجفري في مقاله إلى الكلام بضمير الغائب عمن يهاجمهم، فيما رأى مراقبون أنه يقصد مناهضي الانقلاب العسكري بمصر، وتحديدا "جماعة الإخوان المسلمين"، الذين تحملهم سلطات الانقلاب مسؤولية أي تفجيرات تحدث بمصر، وتتهمهم بالإرهاب، دون أي دليل أو بينة، وتمارس بحقهم أشد ألوان التنكيل، والتشويه، والاضطهاد.
وفي مقدمة مقاله قال الجفري: "يحرضون على جيش بلادهم، ويتوعدون بضرب المصالح الاقتصادية، ويهددون البعثات الدبلوماسية، ويفتون بقتل القضاة والعلماء، والمفتين والمثقفين والإعلاميين، وكل من أيد إسقاطهم من عموم الشعب، وبعد التنفيذ يتبرأ منها كبارهم، ويلصقونها بأجهزة الدولة، بينما يحتفل بها صغارهم، ويُبررونها بالثأر والقصاص".
وزعم الجفري أن: "من يستنكر جرائمهم يُقذف فى وجهه بالاتهامات المقولَبة الجاهزة "علماء السلطان، عالم البلاط، شريك فى الدماء، قاتل، ضال، شيعي، صوفي، جامي، مُرجئ، علماني، نصراني، صليبي، صهيوني، عميل، خائن"، وأنهم "يستحلون الكذب تحت شعار "الحرب خدعة"، ويُجاهرون بشرعنة فُحش القول، وأسلمة البذاءة، وينسبون ذلك، زورا وبُهتانا، إلى الله ورسوله، تعالى الله عن ذلك، وحاشا رسوله الكريم"، بحسب قوله.
وتابع الكاتب هجومه بالقول: "يعقدون الصفقات مع الدول الخارجية، ويعتبرون ذلك من الحكمة، وحسن التدبير السياسي، ويستغيثون بها فى الأزمات، ويُحرضونها على ضرب أوطانهم، ثم يتّهمون مخالفيهم بالخيانة، والعمالة للخارج"!
واستطرد في هجومه على مناهضي الانقلاب: "يستميلون الخارج بدعوى حقوق الإنسان والديموقراطية والحريات، ويسترضونه بإنكار سعيهم لتطبيق الشريعة أو العمل الجهادي، ويستنكرون العمليات الإجرامية، ويُدين كبارهم الإرهاب، بينما يُخاطبون الداخل بلغة الجهاد، وتطبيق الشريعة الإسلامية، وإحياء الخلافة، والثأر".
وواصل هجومه غير المسبوق بالقول: "يقومون بتعبئة الشباب، ويعدونهم بالتمكين، ويمنونهم بالنصر، ويُقسمون لهم على ذلك بالأيمان المُغلَظة، ويزجون بهم فى المواجهات الدامية، ثم يستغلون غضبهم، وحرقة قلوبهم على من فقدوا من الأحبة، ليُغرقوهم فى دوامة الثأر والقصاص، ثم يُتاجرون بدمائهم فى استمالة شعوب العالم، وإخراس كل من يُعارض جرائمهم بِعَصا المظلومية، وبكائيات "الهولوكست" التي صنعوها بأيديهم الملوثة بالدماء"، وفق وصفه.
واختتم الجفري مقاله مستدركا: "ثم يحدثونا، بعد كل هذا، عن نُصرة الإسلام، وإحياء الخلافة، وتحرير الأقصى، ويدعون حمل راية التربية الإسلامية، ويعتبرون أنفسهم أصحاب "المشروع الإسلامي"، على حد تعبيره.
وعلي زين العابدين الجفري، من مواليد 16 نيسان/ أبريل 1971م، في جدة بالسعودية، وإقامته في اليمن، واتهم بأنه "شيعي متدثر بلباس المتصوفة"، وبأنه يدعو "إلى التصوف المنحرف".
ومن أبرز خلافاته أثناء زيارته إلى المسجد الأقصى ما اعتبره جمع من العلماء خلافا لإجماع علماء السنة، كما انتقده خطيب المسجد الأقصى، وطالبت هيئة مقدسية بتقديمه للمحاكمة الشرعية، لأنها تعد نوعا من التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
وليست تلك المرة الأولى التي يهاجم فيها الجفري، الإخوان، لكنها الأعنف والأشرس، ويأتي هجومه الجديد على الرغم من أنه يزعم تحليه بلطيف القول، وأنه يدعو للتآلف والتسامح، فيما يلاحظ مراقبون أنه لم ينبس ببنت شفة في استنكار مذابح العسكر، وإراقتهم للدماء، وانقلابهم على الديمقراطية، وقمعهم لحريات الرأي، والتعبير، وغيرها من الانتهاكات.