يستكمل موقع "جنوبية"
اللبناني، عرض تقاريره حول مخطط "
سرايا المقاومة"، التابعة لحزب الله، في "السيطرة على إقليم
الخروب في لبنان".
وبيّن الموقع أن "أبناء إقليم الخروب وساحله يعيشون قلقا ممزوجا بالخوف من المخطط الذي يحضّره
حزب الله لبلداتهم، وتحديدا بعد ارتفاع وتيرة تجنيده عناصر تابعة لسراياه، من شبّان سنّة، في هذه البلدات، والقلق الأكبر اليوم على بلدة الناعمة".
وتساءل الموقع في ضوء المخاوف التي يعيشها أبناء الإقليم عن ماهية دور "سرايا المقاومة" في بلدات لا تقع على الحدود مع إسرائيل.
ولفت إلى أن "القلق عاد ليخيّم على مناطق خلدة والناعمة وإقليم الخروب، خصوصا بعد حادثة السعديات الأخيرة التي فتحت العيون على خطر يتغلغل منذ أحداث السابع من أيار/ مايو 2008، ويستهدف أبناء البلدات الساحلية وبلدات إقليم الخروب، ألا وهو خطر سرايا المقاومة"، وفق تقرير الموقع.
وأوضح أن عدد المنتسبين إلى سرايا المقاومة قبل أحداث أيار/ مايو 2008 "كان لا يتعدّى عدد أصابع اليدين في إقليم الخروب كلّه"، وبالتالي، لم يستطع المنتسبون إلى حزب الله تشكيل قوى عسكرية فعّالة وضاغطة على الأرض، أثناء تلك الأحداث، فقد بقيت مناطق إقليم الخروب والناعمة آمنة ومستقرّة، "واستطاع أبناؤها تشكيل قوى ضاغطة من خلال نزولهم إلى الساحل، وقطعهم الطريق احتجاجا على ما حصل في بيروت من اجتياح واحتلال نفّذه حزب الله وحلفاؤه".
وأوضح أن حزب الله استدرك بعد أحداث السابع من أيار/ مايو أنّه يحتاج إلى تأمين خطّ الساحل الذي يربط الجنوب ببيروت، وتعزيز وجوده في هذه المناطق، حتي لا يتكرر سيناريو قطع طريقه الحيوي له ولجمهوره، من وإلى جنوب لبنان. "لذلك قرّر القيام بانقلاب جيوسياسي جديد داخل الأراضي اللبنانية".
ونوه الموقع إلى أن الحزب "حزك أدواته البشرية في هذه البلدات، وضخّ المال، واستخدم أسلوب التغرير ليصطاد العاطلين عن العمل"، وقد استحدث المراكز وبنى المجمعات السكنية. وقد نجح اليوم بزرع عناصره وبأعداد لا بأس بها في إقليم الخروب والناعمة التي ينتمي أغلب أبناؤها إلى الطائفة السنية، مع قليل من المسيحيين"، وهي مناطق تقع جغرافيا على حدود الشوف ذات الأغلبية الدرزية.
ووصف الموقع المعروف بمعارضته لحزب الله سرايا المقاومة بـ"سرايا الفتنة"، لافتا إلى أن أغلب أبناء إقليم الخروب يطلقون عليها هذا الوصف أيضا، مشيرا إلى أن هذه السرايا "ساهمت في انتشار السلاح بشكل عشوائي في بيروت".
وذكر الموقع أن "الشباب المنتمون إلى سرايا المقاومة، وبحسب تأكيد أكثر من مصدر في الإقليم، هم شبّان عاطلون عن العمل، استطاع حزب الله تجنيدهم، بعد محاولات عدّة من التواصل معهم والإلحاح عليهم لتغريرهم، وهم شبّان يعيشون ظروفا مادية صعبة.
وقال إنه في النهاية نجح الحزب في إغراء عدد كبير منهم، بالراتب الشهري الذي يتراوح بين 400 و700 دولار أمريكي، بالإضافة إلى قطعة السلاح، والتأمين الصحّي أحيانا، وربمّا التعليمي للأطفال، لمن لديهم عائلات، وبالطبع الحماية السياسية والأمنية.
وأضاف انهم يلتحقون بدورات عسكرية داخل معسكرات تابعة للحزب في البقاع.
وتابع: "في الآونة الأخيرة ذهب الحزب إلى استغلال الوضع المعيشي الصعب للاّجئين السوريين، فراح يجنّد لاجئين منهم في إقليم الخروب، ولاجئين سوريين من أصل فلسطيني يعيشون في وادي الزينة، حيث يوجد تجمّع للفلسطينيين، جنّدهم لصالح مشروعه مقابل راتب شهري".
واعتبر الموقع أن "اهتمام وتغلغل حزب الله في بلدات إقليم الخروب والبلدات المحاذية للخط الساحلي، تقلق أهالي هذه المناطق، فهم يتساءلون يوميا عن المخطط الذي يحضّر لمناطقهم. أمّا الخوف الأكبر اليوم فهو على بلدة الناعمة حيث تحاول سرايا المقاومة إحداث خلافات قائمة على الفتنة بين أبناء البلدة الواحدة التي ينتمي البعض منهم إلى اتجاهات سياسية مختلفة".
وأنهى موقع "جنوبية" تقريره، بالتنويه إلى أن حزب الله "ما يزال يزرع عناصر له في كل مكان في لبنان، ليس من أجل محاربة إسرائيل بل من أجل زرع الفتنة، التي لا تخدم إلا أعداء لبنان، وعلى رأسهم إسرائيل. وهدفه أيضا إيجاد بلبلة في مناطق خصومه، تحديدا في المناطق التي توالي تيار المستقبل، كما أنّه يزيد من لبسط سيطرته على أكبر رقعة ممكن من لبنان"، وفق الموقع.