كتبت ربيعة الكواري: يعيش الشعب المصري مأساة حقيقية، ربما لم يمر بها منذ عقود بسبب الضغوط النفسية وصعوبة الحياة المعيشية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب عدم استقرار النظام السياسي في ظل حكومة لا نعرف متى ستستمر وإلى أين ينتهي مصيرها، وهذه هي الحقيقة التي يتساءل عنها الشارع المصري اليوم.
وخلال أحداث الفترة القصيرة الماضية في مصر وما آلت إليه لكارثة سياسية قد تتضاعف عواقبها على هذا البلد العزيز في القريب العاجل، نستطيع القول بأن الاتجاه السياسي قد يأخذ بعدا آخر، وهنا أورد بعض الآراء لإخواننا المصريين الذين بدأوا لا يشعرون بالطمأنينة تجاه هذه الأحداث المأساوية والمستغربة على شعب مصر.
يقول أحدهم:
لعل لقمة العيش والبحث عن مصدرها تظل الشغل الشاغل كقضية اساسية لكل المصريين اليوم، فنحن لا نريد سوى الاستقرار الاقتصادي وهذا بالطبع لن يتحقق الا بنظام سياسي يسعى لاستقرار مصر أولا وأخيرا لتوفير حياة كريمة لكل أفراد الشعب.
ويقول آخر:
نريد من النظام السياسي الحاكم في مصر ان يخفف على هذا الشعب حدة انفعاله وتعامله بقسوة مع الأحداث الجارية عبر اتباع شيء من التعقل والعدالة وعدم إثارة الشارع أكثر مما مضى.
ويقول ثالث:
الخوف أن تتحول مصر في قادم الأيام إلى "برك من الدماء" بسبب ردة الفعل العكسية على ما تتخذه الحكومة من قرارات يرى الكثير من المصريين أنها متعجلة ولا تخدم مصلحة هذا الشعب الذي لا يستحق كل ما يحدث.
ويقول رابع:
نعم لمحاسبة المقصرين، ولا للخلط بين الأوراق، وبخاصة من يرتكب الجرائم ويسيء إلى مصر، وبين الشرفاء من هذا الشعب الذين لا حول لهم ولا قوة وقد نالهم الظلم بقرار جائر انعكس على الشارع المصري برمته وجعله لا يسكت عن كل هذه "التجاوزات" كما يقول صاحب هذا الرأي!
ويقول خامس:
أحداث الاغتيالات التي تشهدها مصر هذه الأيام تذكرنا بأحداث الشغب والأيام المشؤومة التي عاصرها الرئيس المصري الأسبق "محمد أنور السادات " وبخاصة في أيام حياته الأخيرة، حتى لقي حتفه بسببها بعد ذلك!!
أما الأخير فعلق قائلا:
اسالوا الشارع المصري عن الشعارات التي كانت وما زالت ترفع في المظاهرات حتى الآن ومنها: عايزين نشتغل، عايزين ناكل، مش عايزين بطالة، عايزين كهرباء وغاز، عايزين رغيف، عايزين أمن وأمان وعدالة اجتماعية، عايزين طوابير الانتظار تختفي، عايزين مياه نظيفة، عايزين نعيش زي كل الناس، كفاية فقر، كفاية قرف، كفاية سجن وتعذيب، كفاية دولة بوليسية، كفاية فوضى في القضاء، وكفاية انهيار في خدمات التعليم والصحة والاقتصاد!!
في الختام:
نتمنى من قلوبنا كخليجيين للإخوة في مصر كل الخير، فمصر غالية علينا، ولا غنى عنها في رسم سياسة الأمن والأمان لجميع البلدان العربية، وهي الدولة الكبرى للعب الدور المحوري للوحدة العربية، وما يؤثر فيها يؤثر فينا جميعا. ففي عهد الرئيس جمال عبدالناصر قبل أكثر من 45 سنة كان الشعب المصري يعيش أفضل حالاته الاجتماعية، وعندما مات سنة 1970م ماتت معه كل القيم والمبادئ التي كانت سائدة في المجتمع المصري ومنها قيمة "الشعور بالأمان"، فطفا على السطح عامل "عدم الثقة" وانتشرت بينهم "ثقافة الخوف"، وهذا هو الواقع المر الذي يعيشه هذا الشعب في هذه اللحظات العصيبة من تاريخ مصر الحديث.
** كلمة أخيرة:
حفظ الله مصر من كل مكروه.. وحمى ثورتها من التشويه.. وللشعب المصري ربّ يحميه!!
(عن الشرق القطرية- الأحد 5 تموز/ يوليو 2015)