قائد شرطة الأنبار يعفو عن عناصره الذين تابوا لتنظيم الدولة

منذ أن سيطر تنظيم الدولة على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار أعلن عفوا عاما عن جميع منتسبي الأجهزة الأمنية من الصحوات والجيش والشرطة من أهل السنة، بشرط تسليم أسلحتهم وإعلان "التوبة"، على حد وصفه، وبالفعل استجاب المئات من العناصر الأمنية لهذا الإعلان، وأعلنوا "توبتهم" لدى التنظيم.

بدورها، أعلنت قيادة شرطة الأنبار عفوا عن عناصر الشرطة الذين أعلنوا توبتهم لدى التنظيم، بشرط التحاقهم بالمعسكرات التابعة للأجهزة الأمنية.

وفي حديث خاص لـ"عربي21"، قال العقيد علي العيساوي، آمر مركز شرطة الفارس العربي في عامرية الفلوجة، إن قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج كسار، منح مهلة 48 ساعة للعناصر الذين تنصلوا من الخدمة، ولجأوا إلى تنظيم الدولة، حيث أن المهلة تمثل عفوا منه عمن سيعود لـ"رشده"، ويلتحق بعمله في قوة استعادة المدينة، على حد قوله.

لكن العيساوي أوضح: "أن الاستجابة كانت سلبية جدا، ولم نسجل حضور أي عنصر بسبب عدم توفر موقع للالتحاق". وقال: "حاولنا معالجة الأمر، حيث خصصنا موقعا في قاعدة الحبانية بطاقة استيعابية قدرها ستة آلاف مقاتل، وسيتم بدء استقبال المستفيدين من عفو قائد شرطة الأنبار في منتصف شهر تموز /يوليو، ونحن متفائلون بأن هذا العفو سيجد آذانا صاغية"، حسب قوله.
 
 وعن إستعدادت ما تبقى من شرطة الأنبار للدفاع عن آخر معقلين للحكومة في شرق الأنبار، في منطقتي الخالدية وعامرية الفلوجة، قال العقيد العيساوي: "الاستعدادت والمعنويات جيدة، والدليل أننا تمكنا من الصمود  لفترة أكثر من شهر بعد سيطرة التنظيم على مدينة الرمادي".

وأضاف: "نحن نقاتل على خطوط الصد، وما زلنا نسيطر على الخالدية وعامرية الفلوجة، ونتوقع في أي لحظة هجوماً للتنظيم، لكننا لن نستسلم وسندافع عن سيادة العراق، ونستعيد مدننا ومناطقنا قريبا"، وفق تأكيده.
 
وتحدث العيساوي عن توقعاته بشأن العفو الذي أصدره قائد شرطة الأنبار، ومدى استجابة العناصر الأمنية، قائلا: "التنظيم يتعامل بقسوة مع العناصر التي تقع في قبضته، ولا أدري كيف كان شعور الذين تركوا السلاح وتخلوا عن قتال التنظيم بعد أن عرض عليهم التنظيم التوبة والمذلة، ولا أعلم عن ماذا يتوبون؟ لكني أتوقع أن الاستجابة ستكون ممتازة رغم القبضة الأمنية للتنظيم".
 
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة من قائد شرطة الأنبار تدل على أن الأجهزة الأمنية تعاني من نقص كبير في عدد عناصرها؛ لأن إصدار قرار بالعفو مجازفة كبيرة، خصوصا أن التنظيم قد يستغل الأمر لاختراق الأجهزة الأمنية.
 
ويعد معسكر الحبانية (15 كيلو متر غرب الفلوجة) من أهم القواعد العسكرية في المنطقة الغربية من العراق، فهو معسكر للتدريب، وقاعدة طيران تابعة لقيادة قاعدة تموز الجوية في الهضبة الغربية. وكانت هذه القاعدة سابقا، ومنذ الغزو الأمريكي للعراق، قاعدة مهمة للتدريب، وانطلاق المروحيات الأمريكية في العمليات القتالية. ومنذ سيطرة تنظيم الدولة على الرمادي ضرب حصارا خانقا على هذه القاعدة بغية السيطرة عليها، والتخلص من أكبر تمركز للقوات العراقية بين الفلوجة والرمادي.