حصلت "عربي21" على وثيقتين تفضحان دور النظام السوري في دعم محاولات القوى الكردية المعادية لتركيا من أجل تنفيذ هجمات مسلحة وأعمال إرهابية، بما فيها اغتيالات سياسية، داخل الأراضي التركية، وتحديداً في كل من أنقرة واسطنبول، وهي الوثائق التي يقول المصدر الذي زود "عربي21" بها إنها السبب وراء عملية عسكرية واسعة ستقوم بها
تركيا في شمال
سوريا.
وبحسب الوثائق، فإن مسؤولين سوريين كبارا وافقوا على تقديم الدعم والتمويل للقوى الكردية المعادية لتركيا، من أجل البدء بشن هجمات تؤدي إلى "عدم إبقاء العدو التركي يرتاح"، كما جاء في واحدة من المراسلات السرية السورية، التي حصلت عليها "عربي21" حصرياً، والتي أكدت أيضاً أن "تركيا ستشهد اضطرابات كثيرة في الأيام المقبلة بعد الترتيبات المجهزة لهم".
ويأتي الكشف عن هذه الوثائق بعد ثلاثة أيام فقط من تداول أخبار مفادها أن الجيش التركي أرسل تعزيزات إلى محافظة كيليس، إضافة إلى أرتال عسكرية نحو بلدة إل بايلي الحدودية، كما وضع الجيش التركي حواجز عسكرية على الطرقات الواصلة بين البلدات الحدودية، فيما أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده لن تسمح بفرض أمر واقع عليها من أي جهة، وأنها لن تسكت على أي تغيير للخارطة السياسة أو الديمغرافية للمنطقة.
وبعد ذلك بساعات قال إبراهيم قالين مستشار الرئيس التركي إن بلاده لن تسمح لأي منظمة إرهابية بأن ترسخ وجودها على الحدود الجنوبية للبلاد.
وتمثل الوثيقة الأولى رسالة سرية بعث بها رئيس فرع إلى رئيس شعبة داخل جهاز المخابرات التابعة للنظام السوري، يبلغه فيها أن وزير الدفاع واللواء علي مملوك زارا بتاريخ 2015-6-17 مدينة القامشلي، حيث التقى الوزير بكبار قيادات حزب العمال، كما التقى بوفد أرسله مسعود البرزاني برئاسة ابنه مسرور، مع شخصيات من الكتل السياسية في كردستان العراق، وقد وافقت الأطراف جميعها على التعاون الكامل والمطلق بإنزال عناصر من الحرس الثوري الإيراني وعناصر حزب الله في مدينة المالكية التابعة لمدينة القامشلي، ويتم بعدها تحركهم إلى مدينة تل أبيض وصولاً إلى حلب، وفتح خطوط الإمداد لهم والعمل على السيطرة الكاملة على الحدود.
وتقول الرسالة إن "وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج وافق على جميع طلبات حزب العمال وتوسيع سيطرتهم على محافظة الحسكة، ووعدهم بالدعم الكامل وإدارة شؤونهم بالمطلق، فيما وعد وفد البرزاني بالدعم داخل العمق التركي في المدن الكردية والكردية العلوية".
وتقول الرسالة إن الوزير فريج "أمرهم (أي
الأكراد) بدعم الخلايا الشيعية في الرقة لضرب داعش، كما سمح وزير الدفاع بدخول قوات البيشمركة تحت لواء حزب العمال على الولاء التام للقيادة السورية، وعدم إبقاء العدو التركي يرتاح، وفي الأيام المقبلة ستشهد تركيا اضطرابات كثيرة بعد الترتيبات المجهزة لهم".
أما الوثيقة السرية الثانية التي حصلت عليها "عربي21" فتحمل الرقم (15721/85)، وهي رسالة موجهة من الفرع 330 إلى مدير إدارة المخابرات العامة وجاء فيها: "بعد المتابعة من المصدر الداخلي رقم /43/ رصد المصدر وصول سبعة عشر عنصراً، ينتمون إلى حزب جبهة التحرير الشعبي الثوري المعارض للعدو التركي، تم إدخالهم إلى سوريا عن طريق وحدات حماية الشعب الكردية لتدريبهم على عمليات التفجير والاغتيال والخطف لشخصيات تركية مهمة وذات نفوذ داخل العمق التركي المعادي / أنقرة - اسطنبول / وهم ما يزالون في معسكرات التدريب لوحدات الحماية الكردية، يتنقلون بين قرية تل معروف وبلدة القحطانية، علماً بأن تدريباتهم تستمر ثلاثين يوماً ويتم إعادتهم إلى بلادهم للعمل في العمق التركي المعادي. يرجى الاطلاع والتوجه".
وتؤكد الرسالة الثانية أن النظام السوري بدأ بالفعل تدريب عناصر كردية من أجل تنفيذ عمليات إرهابية داخل الأراضي التركية تشمل الاختطاف والاغتيال، وهو ما يفسر إلى حد كبير التعزيزات العسكرية التي دفعت بها تركيا إلى الحدود مع سوريا.