صحافة دولية

دعوات لحكومة ائتلافية.. والحجاب ينتصر على العلمانية

الصحافة التركية - الصحافة التركية الاثنين
عرضت الصحافة التركية في عددها الصادر صباح الاثنين، المشهد التركي المرتقب لحكومة ائتلافية بين الأحزاب التركية المتنافسة لقيادة البلاد. وتنقل الصحف عن زعيم حزب العدالة والتنمية، رئيس الحكومة التركية "أحمد داود أوغلو" تأكيده على أنه سيفعل كل ما بوسعه من أجل تأسيس حكومة فاعلة وقادرة على إدارة البلاد بشكل جيد، متمنيا أن تكون المشاورات التحالفية بعيدة عن المخالفات لمعالم التسامح الرمضانية، وأن تكون نابعة من روحه التعاونية والتكافلية. 

داود أوغلو: بابنا مفتوح لتأسيس حكومة ائتلافية

نقلت صحيفة "صباح" في خبر لها عن رئيس الحكومة التركية "أحمد داود أوغلو" قوله إن "موقفنا واضح جداً، شعبنا أعطى قرارا بخالص إرادته بأن الحكومة المُقبلة ستكون ائتلافية، لذا نحن نفتح بابنا التشاوري أمام الجميع وسنتحدث بجميع التفاصيل مع جميع الأحزاب، ومن ناحية أخلاقية وسياسية نحن مصرون على الوقوف في المكان الصحيح لتقييم الوضع الحالي".

وتورد الصحيفة أن داود أوغلو قال في تقييمه لتصريحات زعيم حزب الحركة القومية "دولت باهجلي" الخاصة بشروط التحالف: "نحن سنبدأ العمل في التشاور والتباحث الرسمي لتأسيس الحكومة الائتلافية فور أخذنا أمر تشكيل الحكومة من قبل رئيس الجمهورية، وإلى ذلك الحين، فإن بابنا مفتوح أمام الجميع للتشاور، سنتكلم بشجاعة وبكل وضوح مع جميع زعماء الأحزاب السياسية الأخرى. وفور حصولي على مهمة تشكيل الحكومة على الفور فسأذهب وسأتحدث مع جميع زعماء هذه الأحزاب، هذه هي الحقيقة الحالية وما سواها من أخبار متراشقة هنا وهناك غير صحيح، وما هي إلا تعليقات شخصية. بالطبع يستطيع الجميع التعليق على الوضع الحالي ولكن أي معلومة لم أذكرها أنا بشخصي لا تمثل حزب العدالة والتنمية إطلاقاً".

وقال داود أوغلو: "سنفعل كل ما بوسعنا من أجل تشكيل حكومة فاعلة وقادرة على إدارة البلاد بشكل جيد، وبابنا وآذاننا وعقلونا غير مغلقة على أحد، وأتمنى ألا تكون مشاوراتنا التحالفية مخالفة لمعالم التسامح الرمضانية، بل أتمنى أن تكون نابعة من روحه التعاونية والتكافلية".

دراسة: أتراك نادمون على عدم التصويت للعدالة والتنمية 

ذكرت صحيفة "ستار" أن جميع الأسئلة التي يبحث عن إجابتها الرأي العام بعد الانتخابات البرلمانية التركية، قام بإجابتها رئيس شركة ماك للأبحاث "محمد علي كولات".

ونقلت الصحيفة عن "علي كولات" قوله: "بحسب الأبحاث الأخيرة التي قمنا بها، نتيجة حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية كانت كما حسبنا بالضبط تقريباً، ولكن الحزبين الآخرين اللذين يعتبران أكثر تنافسا -أقصد حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطية- خاصة بعد تفجيرات ديار بكر، أي بعد إجرائنا للأبحاث بأسبوعين، تغيرت نتيجتهما بشكل كبير؛ حيث إن هذه التفجيرات أثرت بشكل كبير على نفسية الناخب الكردي الذي شعر بأن هذه التفجيرات محاكة من قبل أفراد لهم علاقة باستخبارات، الأمر الذي جعل ثقته بحزب العدالة والتنمية تنخفض".

ويلفت "علي كولات" إلى أن تفجيرات ديار بكر هي التي حددت نتائج الانتخابات هناك: "آخر أسبوع قبل الانتخابات، كان حزب الشعوب الديمقراطي يسعى لتخطي السقف الانتخابي عن طريق المواطنين الأتراك (البيض) أنصار حزب الشعب الجمهوري، إلى جانب أنه كان يستخدم أسلوب التهديد والوعيد في جنوب وشرق جنوب الأناضول ليجبر المواطنين المقيمين هناك على الإدلاء بأصواتهم لصالحه، لكنه، على الرغم من هذا كله، بقي خائفا وقلقا من عدم قدرته على تخطي السقف الانتخابي، فاتجه إلى استخدام الأساليب التحريضية على حزب العدالة والتنمية وحكومته، فافتعل انفجارات ديار بكر في مهرجانه الانتخابي الأمر الذي جعل الناخب الكردي يزيد من شعوره بالاضطهاد وكره الحكومة، وانتخب هذا الكردي، الذي كان ينتخب حزب العدالة والتنمية في السابق، حزب الشعوب الديمقراطي.. هذه التفجيرات زاد من رصيد حزب الشعوب الديمقراطي الانتخابي 2.3 نقاط".

ويؤكد "علي كولات" للصحيفة أن هذه النتيجة استسقيناها من أبحاثنا التي طبقنها قبل الانتخابات وبعدها. 

وبحسب ما أفاد به "علي كولات" فإنه لو حدثت انتخابات اليوم، فسيكون رصيد حزب العدالة والتنمية الانتخابي 43.5%: "يوجد هناك انطباع ندم بنسبة 2% وسط الناخبين، في منطقة الأناضول الداخلية ومنطقة البحر الأبيض ومنطقة البحر الأسود ومرمرة، الذين لم يدلوا بأصواتهم لصالح حزب العدالة والتنمية لتحذيره من بعض أخطائه. لو حدثت انتخابات اليوم بكل أريحية استطيع أن أقول بأن هاتين النقطتين ستكونان من رصيد حزب العدالة والتنمية، الأمر الذي سيرفع أصواته إلى 43.5%".

وذكرت الصحيفة أن "علي كولات" يرى أن "أمامنا 45 يوما تم تحديدها لإجراء مشاورات ومباحثات لتأسيس حكومة ائتلافية، مشاورات الحكومة الائتلافية هذه يمكن أن تجعل الناخب يمل منها ومن عدم الاستقرار الذي تخلقه، الأمر الذي سيجعل المواطن مقتنعا بنجاعة حكومة حزب العدالة والتنمية بمفرده، وسيجعل رصيد حزب العدالة والتنمية يرتفع. أما عن أصوات حزب الشعوب الديمقراطي، فلكي يتمكن حزب العدالة والتنمية من كسب صوت الناخب في منطقة شرق وجنوب شرق الأناضول فإن عليه تطوير سياسات تكون أنجع من السياسات القومية التي يجريها حزب الشعوب الديمقراطي هناك".

"الشعب" و"العدالة": تحالف بخطوط حمراء 

يلفت الكاتب "صالح طونا" في مقال له بصحيفة "يني شفق" إلى أنه "لغاية الآن اطلعنا على جميع شروط الأحزاب السياسية بخصوص تأسيس حكومة ائتلافية، لكن لغاية الآن، هل هناك أحد استمع لأصوات حزب العدالة والتنمية بكل تفاصيلها؟".

ويقول الكاتب: "لا أعلم، هل أنتم سمعتم؟ وكيف أنا لم أسمع؟ لكني سمعت صيغة غريبة جداً تحتوي بداخلها على مصطلح (الخطوط الحمراء)، أقول: غريب، لأني لا أعلم إلا أنه فقط تم وضع خط أحمر في الدستور بخصوص عدم المساس بشخصية رئيس الجمهورية أردوغان".

ويشير الكاتب إلى أنه "من البداية وقبل التشاور وضعت أحزاب المعارضة بعض الخطوط الحمراء التي تعني بدء هذه الأحزاب بخسارة اللعبة التشاورية الجارية. ويفيد بأن أحزاب المعارضة، حزب الشعب الجمهوري الحائز على نسبة 25% وحزب الحركة القومية الحائز على نسبة 16% وحزب الشعوب الديمقراطي الحائز على نسبة 13%، تضع شروط التحالف، وحزب الأغلبية. أما حزب العدالة والتنمية الحائز على نسبة 41%، فيحاول إيجاد أسلوب توافقي لهذه الشروط!!".

ويتساءل الكاتب: "ما هذه الغرابة؟ إذا كان لا بد من شروط للتحالف، ألا يجب على حزب الأغلبية أن يضع هذه الشروط؟ ويقول إنه كان يجب على حزب العدالة والتنمية، صاحب رؤية تركيا الجديدة أو بحسب رأي صاحب رؤية تركيا الكبيرة من جديد، وضع شروط التحالف فور إعلان نتائج الانتخابات".

ويعتقد الكاتب بأن من هذه الشروط كان يمكن أن يكون: عدم التراجع أبداً عن طريق "تركيا الجديدة"، والقضاء على جميع أنظمة الوصاية المتغلغلة في الدولة وعلى رأسها "الكيان الموازي"، والعمل وفق خطط حزب العدالة والتنمية الاقتصادية لتجنب الرجوع للأيام السوداء.

انتصار الحجاب على العلمانية التركية

ذكرت صحيفة "يني عقد" في خبر لها أن انتخاب "مروى قيفاكجي" (أول امرأة محجبة تدخل البرلمان التركي) كنائبة قبل 16 عاماً ومحاولتها دخول البرلمان بحجابها سبب أزمة سياسية ضخمة في تركيا، ولكن دخول أختها "روضة قيفاكجي" سيكون كحلف اليمين تحت سقف البرلمان بكل أريحية وبكل ترحيب.

ونقلت الصحيفة عن "روضة قيفاكجي" قولها تعقيبا على طرد أختها المتحجبة من البرلمان قبل أعوام: "نحن مؤمنون، نصبر ونفوز دوماً، نحن حققنا نصرا على العلمانية وعلينا الآن أن نحمد الله ونشكره عز وجل على نصره".

وأضافت "قيفاكجي"، التي ذكرت موقف رئيس الوزراء في ذلك الحين "بولنت أجاويد" الذي أمر في حينه بـ"تعريف هذه المرأة بحدودها بسبب ارتداء الحجاب": "الأمر الذي أصدره أجاويد بهذا الخصوص، شجع الكثير من القنوات الإعلامية، في ذلك الحين، للعمل على التحريض ضد الحجاب، كما أن رئيس الجمهورية في ذلك الحين سليمان ديميرال وصف أختي بالجاسوسة أو المُحرضة، لا توجد وثيقة تؤكد تصريحاته هذه ولكن مقولته (الناس المتحجبة لتذهب إلى السعودية لتدرس) تبين مدى أسلوبه التفريقي بين طبقات المجتمع". وتابعت قيفاكجي: "للأسف أن المتحجبات تم حرمانهن من الكثير من فرص التعليم والعمل في الدوائر الحكومية".

وتورد الصحيفة على لسان قيفاكجي قولها إن "مصطلحات تركيا القديمة، لن يكون لها بعد اليوم أي تفرقة مجتمعية قائمة على فئة متحجبة - غير متحجبة، سني - علوي، كردي - تركي، اليوم بإمكان أي شخص، مهما كانت قوميته أو أيدولوجيته، أن يمثل في البرلمان، وفي هذا الشأن أؤكد أن حفل حلف اليمين الذي سينظم غداً سيكون مهما جداً. أحمد ربي وأشكره على هذه النعمة، متفائلة جداً من أجل دولتي وتقدمها الديمقراطي، ولكن أحزن بشدة على كل لحظة أضاعتها تركيا في نقاشات الحجاب وحظره. لماذا أضاعت تركيا كل هذا الوقت من أجل أمر لا يحتاج للمناقشة فهو أمر متعلق بالحرية الشخصية؟".

وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن نائبة حزب العدالة والتنمية عن مدينة طرابزون "عائشة سولا كوسا أوغلو" تأكيدها على المعاناة الطويلة التي واجهتها المحجبات في تركيا، قائلة: "انضمام المحجبات لحفل حلف اليمين في البرلمان بكل أريحية وحرية يعتبر نقطة تحول في تاريخ تركيا، بعد هذا التاريخ ستكون هناك تركيا الحاضنة لجميع فئاتها ومواطنيها دون أي تفريق أو إقصاء، لذا فإني أقيّم يوم غد بأنه يوم تاريخي دامغ في تاريخ تركيا".