الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة دركيين وإصابة 12 شخص - أ ف ب
تبنى تنظيم الدولة، الثلاثاء، هجوما داميا استهدف فجر الإثنين عناصر من الحرس الوطني (الدرك) التونسي في منطقة سيدي بوزيد (وسط غرب)، وأسفر عن مقتل ثلاثة دركيين وإصابة 12 شخصا بينهم ثمانية مدنيين.
وهي المرة الثانية التي يتبنى فيها التنظيم عمليات في تونس منذ إعلان مسؤوليته عن هجوم دام استهدف في 18 آذار/ مارس الماضي متحف باردو الشهير، وأسفر عن مقتل 22 شخصا هم 21 سائحا أجنبيا ورجل أمن تونسي.
وأعلن التنظيم في بيان على موقع "تويتر" أن مقاتلين من "جند الخلافة" قاما "بالهجوم على مركزين عسكريين في مدينة بوزيد بأسلحتهما الخفيفة" ما أسفر عن "قتل وإصابة عشرين عنصرا من الجيش والحرس المرتد وعملائهم. "
وأضاف "بين القتلى رئيس أحد المركزين، وهو ضابط برتبة ملازم أول، إضافة لثلاثة آخرين بينهم رقيب وعريف".
وكان تنظيم الدولة تبنى الهجوم الدامي على متحف باردو رغم أن السلطات التونسية نسبته إلى كتيبة عقبة بن نافع.
وفي الخامس من كانون الأول/ ديسمبر 2014 أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "جند الخلافة بتونس" مبايعة أبي بكر البغدادي زعيم التنظيم.
وحينها، قال متحدث باسم المجموعة في تسجيل صوتي نشر على "يوتيوب" "نحن جند الخلافة بتونس الحبيبة، نعلن مبايعة الخليفة إبراهيم (البغدادي)".
وكانت تلك المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن مجموعة بهذا الاسم في تونس.
وفي يوم الإثنين الماضي، أعلنت وزارة الداخلية مقتل ثلاثة من عناصر الحرس الوطني، و"إرهابي" خلال تبادل لإطلاق النار في سيدي بوزيد (وسط غرب) بين قوات الأمن ومسلحين قالت إنهما ينتميان إلى الجماعة الجهادية الرئيسية في تونس "كتيبة عقبة بن نافع" المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وكان الحرس الوطني يمتلك معلومات حول هجوم "ارهابي" محتمل في منطقة سيدي بوزيد، وأراد نصب كمين لمسلحين قدما من جبل السلوم بولاية القصرين المجاورة (وسط غرب)، بحسب وزارة الداخلية.
وقالت الوزارة إن "ارهابيين اثنين يتنقلان على دراجة نارية" أطلقا النار و"قتبلة يدوية" على دورية للحرس الوطني في مدينة بئر الحفي في ولاية سيدي بوزيد ما أدى إلى مقتل نقيب وملازم أول، وإصابة عنصرين من الدرك "بشظايا".
وأضافت أن المسلحين توجها، إثر ذلك، على متن سيارة مسروقة إلى مدينة "سيدي علي بن عون" وفتحا النار على مركز الحرس الوطني وقتلا دركيا برتبة عريف أول كان أمام المركز، كما أطلقا النار "بكثافة" على طائرة عسكرية وصلت لاستكشاف المنطقة.
وتابعت أن قوات خاصة من الأمن والجيش تدخلت وقتلت "الإرهابي" خالد بن الكامل الذيبي، وقبضت على محمود غنيمي بعد إصابته بجروح "خطرة" في تبادل إطلاق النار وضبطت "بندقيتي كلاشنيكوف وأربعة مخازن ذخيرة، وهاتفا جوالا".
وأوضحت أن الذيبي والغنيمي من تونس وأن الأخير "تبحث عنه وحدات مكافحة الإرهاب".
وقال مصدر طبي بمستشفى سيدي بوزيد لمراسل فرانس برس إن تبادل إطلاق النار بين قوات الأمن والمسلحين أسفر عن إصابة 12 شخصا هم ثلاثة دركيين وجندي واحد وثمانية مواطنين أحدهم حالته "خطيرة".
وبعد ساعات على الحادث، أعلنت وزارة الداخلية مقتل عنصر من الحرس الوطني وإصابة أربعة آخرين خلال مواجهات عصر الإثنين مع "إرهابيين" في ولاية جندوبة (شمال غرب) على الحدود مع الجزائر.
ومنذ الاطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، تصاعد في تونس عنف مجموعات جهادية مسلحة، خططت، بحسب وزارة الداخلية، لتحويل تونس إلى "أول إمارة إسلامية في شمال إفريقيا".
وخلال السنوات الأربع الماضية، قتل أكثر من 80 من عناصر الأمن والجيش في هجمات نسبت السلطات غالبيتها إلى "كتيبة عقبة نافع".
وتتحصن الكتيبة في جبال وعرة بولايات القصرين (وسط غرب) وجندوبة والكاف (شمال غرب) الحدودية مع الجزائر.
وفي 28 آذار/مارس الماضي، قتلت الشرطة في كمين بمنطقة جبلية في ولاية قفصة (وسط غرب) تسعة من أبرز قياديي الكتيبة، بينهم زعيمها الجزائري خالد الشايب المعروف باسم لقمان أبو صخر.
ويقاتل اليوم نحو 3 آلاف تونسي مع تنظيم الدولة في سوريا والعراق وليبيا بحسب السلطات التونسية ومراكز أبحاث غربية.