فجّرت كتائب الثوار في بلدة
بيت سحم في ريف
دمشق الجنوبي، خلال الأسبوع الأخير، نفقين كان قد حفرهما حزب الله اللبناني على محور جبهة الأندلس، الملاصق لطريق مطار دمشق الدولي، شمال شرق بلدة بيت سحم.
وأسفر التفجيران عن مقتل عدد من قوات النظام، وقائد ميداني لحزب الله مع تسعة من عناصره اللبنانيين. وكان هذا القائد في حزب الله يدير شبكة من
الأنفاق على أطراف العاصمة السورية، وخاصة على جبهات البلدات الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية، حيث تتمتع هذه المناطق التي تعد معقلا للمليشيات الشيعية المقاتلة في صفوف قوات النظام السوري، بقدسية لدى أتباع المذهب الشيعي، بحجة وجود ضريح السيدة زينب في المنطقة الواقعة بريف دمشق الجنوبي، حيث يطلق على هذه المناطق من مسلحي الشيعة اسم "حرم المقام".
تفجير النفق الأول، الذي كان بمنزلة بداية شبكة الأنفاق التي كشفها الثوار، قتل فيه تسعة مقاتلين من حزب الله، بينهم القيادي الملقب بـ"الغريب"، وهو أحد قادة الصف الأول لدى الحزب، ونعته وسائل إعلام موالية لحزب الله على أنه "فقيد الجهاد المقدس"، وقد احتفظ الثوار بجثته، مع أحد عناصره اللبنانيين، للتبادل لاحقا.
وتتمركز في المنطقة الواقعة بريف دمشق الجنوبي، التي تعد خزان المليشيات الشيعية في
سوريا ومستقطبها، المئات من عناصر حزب الله اللبناني، ولواء أبي الفضل العباس، وحركة النجباء العراقية، ولواء فاطميون من المقاتلين الشيعة الأفغان، بالإضافة إلى قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني، حيث احتضنت قوات النظام السوري هذه المليشيات داخل أحياء تقع تحت سيطرتها في محيط ضاحية السيدة زينب، بالإضافة إلى بلدتي السبينة والحسينية، ليحل هؤلاء مع عائلاتهم؛ محل السكان السوريين الأصليين.
ومن هذه المنطقة، يتوزع مسلحو المليشيات حول المراقد الشيعية والبلدات الموجودة فيها، بالدرجة الأولى، كمقام السيدة سكينة في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ومقام السيدة رقية بجانب الجامع الأموي وسط دمشق، ومقام السيدة زينب بالريف الجنوبي، حيث تستغل إيران والنظام السوري شماعة المراقد للتحشيد الطائفي والتعبئة في صفوف هذه المليشيات، وإيهامهم أنها حرب للدفاع عن المراقد المقدسة.
وتقوم المليشيات الموزعة على أطراف دمشق، وخاصة على جبهاتها الجنوب الشرقية، بالقتال نيابة عن قوات النظام السوري، وفي الدرجة الثانية يتم توزيع القوات الشيعية على الجبهات الممتدة على الرقعة السورية، التي بلغ عددها بحسب مصادر موالية 380 جبهة، فضلا عن مشاركة هذه المليشيات في قتال في منطقة القلمون شمال دمشق، وفي معارك درعا منذ إطلاق معركة مثلث الموت، ومعارك إدلب شمال البلاد.