تسود حالة من الترقب في مدينة
السويداء، ذات الغالبية الدرزية جنوب
سوريا، نتيجة اقتراب المعارك من المدينة، التي تشهد جهتها الشمالية الغربية اشتباكات ضارية حول
مطار الثعلة العسكري، بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام.
وأفادت عضو اتحاد تنسيقيات سوريا المعارضة في السويداء، "نورا الباشا"، أن "أهالي المدينة يشعرون بالقلق من ردة فعل
النظام السوري، في حال انسحابه من المدينة"، لافتة إلى أن "كل مدينة دخلتها المعارضة في السابق، تعرض لقصف من نظام الأسد والسويداء لن تكون استثناء"، وفق تعبيرها.
وأوضحت الباشا أن قذائف الهاون التي سقطت على المدينة الجمعة، وأودت بحياة أربعة أشخاص، عززت مخاوف أهالي المدينة، مشيرة إلى أن شريحة واسعة من الأهالي و"مشايخ الكرامة" (شيوخ عقل الطائفة المعارضين للنظام)، اتهموا الجهات الأمنية التابعة للنظام (تحديدا فرع الأمن العسكري) بالوقوف وراء سقوط تلك القذائف.
وأضافت الباشا: "نحن نتوقع انسحاب النظام من المحافظة، لكن الأمر لن يكون بتلك السهولة، وذلك لأن أهالي السويداء يمنعون خروج الآليات الثقيلة من المحافظة والطرق كلها مراقبة، وأهالي السويداء راضون عن تطمينات فصائل المعارضة، وهم متاكدون من موقف إخوتهم في المحافظة الجارة درعا، ويعلمون أن النظام عاجز عن زرع الفتنة بينهم وبين جيرانهم".
وعن مشاركة بعض من أبناء السويداء في معارك مطار الثعلة، أكدت الباشا أن "من شارك هم شبيحة وأزلام النظام، وهؤلاء منذ أن اختاروا أن يموتوا لأجل أن يبقى الأسد على كرسيه.. ما عادوا يعنون أهالي السويداء بشيء، والسويداء منهم براء، ولايلقون أي قبول من أهاليها"، وفق قولها.
وكان بيان للجبهة الجنوبية في درعا، اتهم النظام بالوقوف وراء قصف الهاون الذي استهدف مدينة السويداء، معتبرا ذلك لعبة من النظام لتخويف أبناء المدينة، وعزلهم عن محيطهم في المنطقة الجنوبية.
يشار إلى أن فصائل المعارضة، سيطرت الثلاثاء الماضي، على اللواء 52 الاستراتيجي التابع للنظام شرقي درعا، وتوجهت بعدها نحو مطار الثعلة العسكري القريب من محافظة السويداء.
كما أنها سيطرت على مجموعة من القرى المجاورة التي كانت تخضع لسيطرة قوات النظام.