قال الزعيم الدرزي وحيد البلعوس، من محافظة
السويداء السورية، إن الأهالي اعترضوا رتلا عسكريا حاولت قوات
النظام السوري سحبه باتجاه العاصمة دمشق، ذلك أنهم يرون أن إخراج القوات والسلاح من المحافظة أمر لا يمكن السكوت عليه، خوفا من انسحاب القوات بشكل نهائي منها.
جاء ذلك في بيان نشره الزعيم الدرزي على صفحته في "فيسبوك" اطلعت عليه "
عربي21" الاثنين، حيث أوضح أن ما حصل من اعتراض لناقلات الدبابات القادمة من محافظة درعا، لمنعها من نقل السلاح الثقيل خارج محافظة السويداء، جاء ضرورة لا بد منها، وتعبيرا عن موقف لا لبس فيه، حيث يرفض الأهالي السماح بإخراج الأسلحة من المحافظة، "لأنها حق الشعب في الأمان، وأداتهم للدفاع عن أنفسهم ضد كل خطر".
يشار إلى أن محافظة السويداء تضم عددا كبيرا من
الدروز، وقد بقيت بشكل عام في منأى عن الاشتباكات في مناطقها الداخلية، وفق ناشطين.
ويخشى الدروز من اندلاع الاشتباكات في مناطقهم، لذلك فهم يرفضون نقل السلاح من المحافظة إلى دمشق، خوفا من انسحاب القوات النظامية وتركها المحافظة دون مقاومة، ووجهوا تحذيرهم لعناصر قوات النظام من الخروج بالأسلحة خارج حدود أراضي المحافظة.
وقال البلعوس إن هذا التحرك من قبل قوات النظام لم يكن وليد الساعة، إنما جاء مكملا لعدد من الخطوات التي تدلّ على نية النظام الانسحاب من المدينة، مشيرا إلى حادثة إفراغ متحف المدينة من كافة المقتنيات الأثرية الهامة الخاصة بالمحافظة، وإفراغ المصرف المركزي في المدينة من الأوراق النقدية.
يشار إلى أن قوات النظام نقلت المخزون الاحتياطي من مادة القمح المخزنة في صوامع المدينة إلى دمشق. وهذه الخطوات أثارت مخاوف الأهالي في المحافظة، بحسب البلعوس.
وكشف البلعوس في بيانه، أنهم لم يسمحوا سوى لدبابات ثلاث بمغادرة المدينة، بعد التأكد من حاجتها للإصلاح، في حين تم إجبار باقي الدبابات على الرجوع إلى مواقعها بعد اعتراض طريقها.
وقال إن الأهالي في المحافظة قاموا بالتحرك ميدانيا على أطراف السويداء، وذلك في "رد فعل تحذيري" لقائد الفرقة في محافظة السويداء، "الذي تهرّب من استقبال وفد من الدروز دون أي مبرر مقنع، حينما أرادوا أن يستفسروا عن أسباب خروج المعدات الثقيلة خارج حدود هذه المحافظة، في ظروف هي أحوج ما تكون لتدافع عنها"، على حد قوله.
يشار إلى أن البلعوس وجه تهديدات بمواجهة أي محاولة اعتقال بقصد التجنيد، التي تنتهجها قوات النظام السوري بحق أهالي محافظة السويداء، متوعدا بأن الرد سيكون قاسيا.