تداول نشطاء
لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلا مصورا يظهر الإعلان عن تشكيل ما يسمى بـ"
كتيبة الفاروق عمر" في منطقة
عرسال، التي تشهد توترا أمنيا متصاعدا، في ظل حديث
حزب الله وحلفائه عن ضرورة التدخل فيها عسكريا لقتال من يصفونهم بـ"الجماعات التكفيرية".
ويظهر التسجيل، الذي نشرته صفحات مؤيدة للثورة السورية، الخميس، مجموعة من المسلحين الملثمين، يقرأ احدهم بيانا قال فيه، إن تشكيل الكتيبة جاء ردا على "التجييش الطائفي الذي انتهجه حزب الشيطان (حزب الله)، وسلّح العشائر الشيعية لقتالنا، وسط صمت لبناني"، في إشارة إلى ما يسمى بـ"
لواء القلعة" التي أعلنت عشائر شيعية في البقاع الشمالي تشكيله لمساندة حزب الله في عرسال.
وقال المسلح الذي قرأ البيان: "نقول لأهلنا؛ سنكون درعا حصينا لعرسال وأهلها.. لم ولن يدخل حسن نصر الشيطان بلدتنا إلا على أجسادنا" على حد تعبيره، داعيا أهالي "طرابلس وصيدا وبعلبك وبيروت وغيرها؛ إلى أن ينصروا أهل السنة بعد أن خذلهم الجميع".
حالة غضب
وتعليقا على التسجيل؛ قال المختص بشؤون الحركات الإسلامية فادي شامية، إن الإعلان عن تشكيل كتيبة الفاروق يعبر عن حالة الغضب والسخط السائدة، بعد تشكيل حزب الله للواء القلعة في بعلبك والهرمل.
واستبعد شامية أن يكون ثمة قرار لدى أهالي عرسال، بالرد على الحشد الشعبي الذي شكّله حزب الله؛ من خلال تشكيلات عسكرية مضادة، مضيفا لـ"
عربي21" أن هذه الكتيبة ربما تكون من الشباب المقاتلين الموجودين في جرود عرسال أصلا، والذين أخذتهم الحماسة للرد على موقف حزب الله بهذه الطريقة، وليس بالضرورة أن يكون تشكيلا جدّيا.
ولكنه لم يستبعد أن يُقْدم أهالي عرسال على الدفاع عن أنفسهم في ظل التهديدات القائمة، مشيرا إلى أن "الأهالي في الأساس؛ يطلبون الحماية من الدولة".
وقال إنه "من غير المنطق مقارنة هذا التشكيل؛ بالحشد الشعبي الضخم المشكل من عشائر بعلبك والهرمل، كما أن الحاضنة الشعبية للحشد؛ لا تتناسب حجما مع الحاضنة الشعبية لهذا التشكيل المسلح"، لافتا إلى أن تشكيل لواء القلعة "ربما يكون وسيلة ضغط من حزب الله على الجيش اللبناني؛ لاستدراجه إلى مواجهة مع أهالي عرسال".
وحذر شامية من سعي حزب الله لاستنساخ النموذج العراقي في لبنان؛ من خلال طرحه لثلاثية (الحشد الشعبي، والجيش، والمقاومة)، مضيفا أن "الحزب يدرك أن أي مواجهة على هذه الشاكلة ستكون مدخلا لحرب أهلية".