ملفات وتقارير

"القنيبي" يهاجم "الدولة" ويصف البغدادي بـ"الخليفة المزعوم"

القنيبي: تنظيم الدولة أعان الكفار على المسلمين - أرشيفية
هاجم أحد منظري التيار السلفي في الأردن إياد القنيبي، تنظيم الدولة وزعيمه أبا بكر البغدادي، واصفا إياه بـ"الخليفة المزعوم"، منتقدا مواقفه في كل من سوريا وأفغانستان، ومتهما إياه بطعن المسلمين من الظهر وإعانة "الكفار على المسلمين".

وانتقد القنيبي في مقالة له نشرها على "تويتر" هجوم تنظيم الدولة على مناطق تسيطر عليها المعارضة الإسلامية المسلحة في ريف حلب، وهو الأمر الذي "أنقذ النظام النصيري (السوري)، من خطر محدق".

وقال إنه بعدما أحرز "جيش الفتح" في الشمال السوري "انتصارات كبيرة بفضل الله وظهر فيه تآلف الفصائل على هدف مشروع، استعد لمعركة الساحل ليدك معاقل النظام النصيري. فإذا بتنظيم البغدادي يغدر بهم ويهجم على ريف حلب، فينقذ بذلك النظام النصيري من خطر محدق!".


واستنكر سلوك تنظيم الدولة في أفغانستان، وقال إنه بعد "الانسحاب المهين للتحالف الدولي من أفغانستان، جاء الغوث من خلافة البغدادي المزعومة... ولكن للأسف! غوث للكفار وبلاء على المسلمين!".

وأضاف القنيبي أن "أفرادا في أفغانستان اغتروا بالبغدادي في إصدارهم (ويومئذ يفرح المؤمنون 1) يتهمون الطالبان بالتحالف مع المخابرات الباكستانية ضدهم ويعلنون حربا على الطالبان ويهددون بالانتقام لرفاقهم الذين قُتلوا في معارك افتعلوها مع الطالبان، ويلوحون بقتل الملا عمر مستدلين بحديث: (إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما)، على اعتبار أن البغدادي خليفة يجب له السمع والطاعة!".

وقال متهكما: "جنود البغدادي والعدناني كانوا ينشدون في مجالسهم: (سلامي على الطالبان... دولتنا منصورة)، وعندما تمددت "خلافتهم" المزعومة إلى أفغانستان وأصبحت الطالبان خصما، أصبحت فجأة عميلة مخابرات (والذي سيؤول كالعادة إلى وصفهم بالردة!) وهي التهمة المعلبة الجاهزة لكل من يقف في وجههم!".

وتساءل: "فإذا كانت الطالبان التي أذاقت أمريكا الويلات عميلة للمخابرات الباكستانية، فصنيعة من أولئك الذين يطعنون المسلمين في ظهورهم وهم مقبلون على مقاتلة العدو الحقيقي؟!".

وأكد أنه يوم كانت قيادات طالبان تحارب "إمبراطوريتي روسيا ثم أمريكا وحلفها كانت قيادات التنظيم عبارة عن مجاهيل لا ذكر لهم، هذا إن لم نقبل رواية أنهم كانوا في الجيش البعثي العراقي، ثم يأتي هؤلاء ليتهموا الطالبان في انتماءاتها! حقاً (إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت)".

وقال إنه "عندما تحارب فصائل مسلمة في الشام وأفغانستان عدوا كافرا لا خلاف على كفره، يأتي التنظيم ليطعنها في الظهر ويعين الكفار حقيقة على المسلمين. لا يدافع التنظيم في ذلك عن نفسه كما فعلت الفصائل في المنطقة الشرقية، بل يبادر بقتال مسلم منشغل بمحاربة الكافر".

وأشار إلى أنه لو "طبقنا قواعدهم في التكفير لكانوا أولى بالتهمة، لكننا لا نعترف بقواعدهم (المفصلة سياسيا لتكفير مخالفهم!) ولا نطبقها عليهم ولا على غيرهم".

أصل مشكلتهم

وأوضح القنيبي أن "جذور المشكلة تقع في معتقد أساسي لديهم. فهم يعتقدون جازمين أن أي مشروع ناجح في الأمة يمكن أن تلتف الأمة حوله، فهو يؤدي بنظرهم إلى هدم مشروعهم! وأن ظهور أية قيادة إسلامية ناجحة لا تبايعهم فإنها تُهدد شرعية خليفتهم المزعوم الذي يجب أن يكون القطب الأوحد".

وقال إنهم "يحرصون فعليا على تخريب أية لحظة نجاح!! كيف لا وهم يرون أنفسهم الوكلاء الحصريين للإسلام الصحيح؟!".

ولفت إلى أن هذا المنطق "يساعدك في فهم تكفير وإسقاط الخصوم، وفي فهم ما يفعلونه في الشام وأفغانستان وليبيا وغيرها. وفي حرص خليفتهم المزعوم على أخذ "بيعات" من القوقاز وأفغانستان إلى ليبيا والمغرب العربي وهو لم يحرر المسلمات المغتصبات في سجن حلب المجاور!".

وأكد أن "النظام الدولي استفاد من هذا الخلل الفكري ووظفه شر توظيف، تماما كما وظف الخلل الموجود لدى جماعات أخرى وقبولها بالحلول الترقيعية التصالحية مع ثوابت النظام الدولي وجرها إلى فخ الديمقراطية الموهومة فأفشل ثورتي مصر وتونس".