ملفات وتقارير

معركة مشفى جسر الشغور الذي حوله النظام لقاعدة عسكرية

المشفى الوطني في جسر الشغور بعد تعرضه لتفجير سيارة مفخخة الأحد
"سيبدأ الهجوم على مشفى جسر الشغور عند انقطاع الاتصال اللاسلكي بين الضباط العلويين المحاصرين داخل المشفى وبين الجيش السوري، حينها سنقتحم المشفى ونسيطر عليها" هذا ما صرح به مصدر خاص مقرب من جبهة النصرة. وأكد أهم سيعتمدون على تفجير أكثر من سيارة مفخخة في نفس الوقت، وهذا ما حصل بالفعل في الهجوم الأخير الذي نفذته بالسيارات المفخخة على المشفى صباح الأحد.

كانت الخطة المقررة في المرتين السابقتين واللتين لم يكتب لهما النجاح، هي محاولة فتح ثغرة في أحد الجدران المؤدية إلى القبو الذي يقع مباشرة تحت البناء الرئيسي، ومن ثم ضخ مادة النفط المتوفرة في محطة القطار، وإشعاله في محاولة لخنق المتواجدين داخله الأمر الذي يدفعهم إلى الخروج حيث تكون القناصات بانتظارهم.

فشل العمليتين السابقتين جعل النصرة تتروى في اقتحام المشفى وتتخذ تدابير إضافية، خصوصا بعد علمها بأهمية المتواجدين بالداخل بالنسبة للأسد نفسه، بعد أن صرح الأخير أن أعدادا من قوات النظام السوري ستصل إلى المحاصرين لإنقاذهم.

رفضت جبهة النصرة قبل أن تنفذ العمليات العسكرية الأخيرة على المشفى إعطاء "عربي21" أي تصريح فيما يخص العملية العسكرية التي تعدها، إلا أن أحد المشاركين، فضل عدم ذكر اسمه، أكد في تصريح خاص لـ"عربي21" أن "الضباط المتواجدين داخله هم استثنائيون، وبالتالي ستكون العملية استثنائية، ولن نؤذي أي أحد منهم إذا استطعنا، فبقاؤهم أحياء مهم جدا بالنسبة للجميع، والهدف هو كشف الجرائم التي ارتكبها النظام في مدينة إدلب وغيرها".

حاول النظام السوري خلال الأسبوع الأخير فتح ثغرة في صفوف قوات الثوار، والتقدم باتجاه المشفى إلا أنه عجز عن ذلك رغم استخدامه سلاح الطيران الذي لا يغادر سماء المدينة، في محاولة لتحقيق التغطية النارية، وتخفيف كثافة النيران على المحاصرين داخل المشفى.

وأشار ناشطون من المدينة إلى أن مشفى جسر الشغور كان معدا سابقا مثل هذه الحالات، وهو يحوي الآن أطنانا من الذخيرة المتنوعة، بحيث يبقى المحاصرون داخله فترات زمنية طويلة، إلا أن هناك أمرا هاما لم يكن بحسبان الجنود المحاصرين، وفق ما أفاد به ناشطون، وهو أن فصل الصيف يتميز بدرجات حرارة مرتفعة، إضافة إلى عدم وفرة المياه على الرغم من قرب المشفى من نهر العاصي، إلا قناصي الثوار منعوا أي عملية لتزويد المحاصرين بالماء. كما أشار الناشطون إلى انقطاع الكهرباء داخل المشفى، مؤكدين أن المسألة هي مسألة وقت فقط، إذا ما أراد جيش الفتح اتباع نفس الأسلوب الذي اتبعه النظام في باقي مناطق سوريا، وفي حمص أكبر مثال.

يقع مشفى جسر الشغور على الجهة الغربية من المدينة، ويشرف على الطريق الواصل بين جسر الشغور ومنطقة جورين، ويؤدي هذا الطريق إلى مركز محافظة حماه أيضا، كما يشرف المشفى على الطريق الدولي الواصل بين اللاذقية ومدينة أريحا إحدى المناطق التي لا تزال تحت سيطرة النظام في ريف إدلب.

الآن، يمنع أي شخص من الاقتراب من منطقة المشفى خشية استهدافه من قبل قناصة النظام المتمركزين على نوافذ المشفى العلوية، وقد سجلت حالة وفاة واحدة حتى الآن بطلقة قناص قادمة من المشفى، حيث تم استهداف مدني كان يقود دراجة نارية، خلال توجهه من المدينة باتجاه الساحل السوري.