سياسة عربية

العبادي يرفض مشروع قانون بالكونغرس يدعو لمساعدة البيشمركة

العبادي: مشروع القانون بالكونغرس الأمريكي يؤدي إلى مزيد من الانقسامات - أرشيفية
أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الأربعاء، رفضه مشروع قانون مقترح في الكونغرس الأمريكي بشأن تقديم المساعدات لجيش إقليم شمال العراق وقوات مسلحة سنية عراقية، دون العودة للحكومة.

وقال العبادي، في بيان: "في الوقت الذي ترحب الحكومة العراقية بجهود جميع الدول التي تقف إلى جانب العراق في حربه ضد عصابات داعش الإرهابية، وتقدم له المساعدات العسكرية، فإننا نطمئن الجميع بأن التعامل مع الحكومة العراقية كان وما زال واضحا ضمن احترام السيادة العراقية، وهو ما وضعته الحكومة ضمن ثوابتها وتأكيداتها المستمرة في مباحثاتها مع هذه الدول".

وأضاف أنه "ليس هناك من تعامل بازدواجية مع الحكومة من قبل الأطراف الخارجية، ونؤكد أن أي تسليح لن يتم إلا عن طريق الحكومة العراقية، وفقا لما تضعه من خطط عسكرية".

ومن المقرر أن تناقش لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، في وقت لاحق الأربعاء، مسودة مشروع قانون، يتضمن السماح بتمويل أمريكي مباشر لكل من البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق)، وقوات أمنية قبلية سنية (العشائر)، وقوات الحرس الوطني السني العراقي (قوات غير حكومية تتولى ‎حماية المحافظات السنية)، على أن تعامل كل من هذه القوات كدولة لتوافي اشتراطات منح التمويل الأمريكي المباشر المنصوص عليها دستوريا، بحسب نص المسودة.

ووفق مراقبين، فإن مشروع القانون الأمريكي يمنح مجالا واسعا للولايات المتحدة الأمريكية بتجنب التعامل مع الحكومة العراقية، وتوجيه الدعم مباشرة إلى السنة والكرد، وتدريب قواتهم على يد القوات الأمريكية، لأن الحكومة العراقية رفضته سابقا.

وقال العبادي، في بيانه، إن "الحكومة تؤكد أن العراق بجميع مكوناته وأقلياته يواجه عصابات داعش الإرهابية، وقد أثبتت الوقائع أن جميع هذه المكونات تواصل معركتها من أجل تحرير جميع الأراضي من داعش، وإعادة النازحين إلى مناطقهم، واستعادة الحياة الطبيعية في ظل الحكومة التي اشترك الجميع في تشكيلها".

وأشار إلى أن "هناك انتصارات عديدة تحققت بفضل هذا التلاحم، ونحن سائرون بمعركتنا العادلة لتحرير كل شبر من أراضي العراق".

وتابع: "مشروع القانون المقترح في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي مرفوض، ويؤدي إلى مزيد من الانقسامات في المنطقة"، داعيا إلى "عدم المضي به".

وفي وقت سابق الأربعاء، قللت السفارة الأمريكية في العراق من أهمية مشروع الكونغرس، مؤكدة أن واشنطن تدعم عراقا موحدا.

وجاء تطمين واشنطن بعد ساعات قليلة من تهديد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، (يملك تياره فصيلا مسلحا)، بضرب المصالح الأمريكية داخل العراق وخارجه في حال صدور القرار، مؤكدا أن "ذلك بداية لتقسيم العراق".

وفي 10 حزيران/ يونيو الماضي، سيطر تنظيم الدولة على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى العراقية (شمالا)، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في الشهر ذاته قيام ما أسماها "دولة الخلافة".

وتقاتل العشائر العراقية السنية في المناطق الغربية من العراق وقوات البيشمركة الكردية في الأجزاء الشمالية من العراق إلى جانب القوات الأمنية العراقية.

ويطالب السنة والأكراد بمزيد من الدعم الدولي بالأسلحة والأعتدة لمحاربة تنظيم الدولة، ويتهمان الحكومة العراقية بعدم تسليحهما وتسليح فصائل شيعية تقاتل إلى جانب الحكومة.