سياسة عربية

قُتل البغدادي.. لم يُقتل.. فهل أصيب حقا؟

أعلن عن قتل البغدادي أو إصابته أكثر من مرة - أرشيفية
مرتان على الأقل تَمّ الإعلان فيهما عن مقتل زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، منذ إعلان "الخلافة" تحت اسم "الدولة الإسلامية" في 29 حزيران/ يونيو 2014، ثم سرت الثلاثاء معلومات عن إصابته، لكن لم تثبت صحة أي من هذه الأنباء حتى الآن.

فالبغدادي واحد من أبرز المطلوبين لدى التحالف الدولي الذي يحاول اصطياده عبر غاراته الجوية المتكررة لمواقع يشتبه أنّه يتواجد فيها.
    
ففي مطلع الأسبوع الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، تداولت وكالات أنباء محلية وعالمية، استنادا إلى مصادر رسمية عراقية، نبأ مقتل البغدادي في غارة جوية استهدفت اجتماعا لقيادات التنظيم في ناحية الرمانة، قرب مدينة القائم غرب الأنبار. وفي اليوم ذاته أعلنت القيادة المركزية للجيش الأمريكي عن غارات جوية دمرّت قافلة تضم عدّة سيارات تابعة للتنظيم كانت تسير في موكب قرب الموصل، لكنها رفضت تأكيد أنباء مقتل أو البغدادي إصابته.

الإعلان حينها عن غارات التحالف شجع بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي على تداول مثل هذه الأنباء، ومن بينها حساب مزيّف يحمل اسم أبي محمد العدناني، الناطق الرسمي باسم تنظيم الدولة، الذي نشر تغريدة تدعو للبغدادي بالشفاء العاجل.

لكنّ اللافت أنّ وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي نشر على صفحته الرسمية في "فيسبوك" منشورا يؤكّد فيه إصابة أبي بكر البغدادي في غارةٍ جويةٍ على الموصل، وتناقلت وكالات أنباء محلية ودولية للمرة الثانية نبأ مقتل أبي بكر البغدادي في 4 كانون الأول/ ديسمبر 2014 باهتمامٍ أقل.

وهذه الأسبوع، تجدد الجدل حول مقتل أو إصابة أبي بكر البغدادي في غارة لطيران التحالف على مدينة الموصل أواسط الشهر الماضي، استنادا إلى تقارير صحفية غربية نفاها البنتاغون الثلاثاء، على لسان الكولونيل ستيفن وارن المتحدث باسمه.

لكنّ هذا النفي يرفضه المختص بالجماعات المسلحة هشام الهاشمي، الذي خصّ "عربي21" بشهادةٍ قال فيها نقلا عن أحد الأطباء في مستشفى السلام بالموصل، إنه "تم نقله (الطبيب) مع مجموعة أخرى من الأطباء إلى مدينة البعاج، جنوب غربي الموصل، قبل خمسة أسابيع لتقديم العلاج لأبي بكر البغدادي المصاب إصابات بالغة بمنطقتي الفخذ والظهر"، حسب قوله.

وحول تضارب الأنباء وغموضها، وصعوبة التحقق منها، يرى المحلل السياسي حسن البصري، في حديث خاص بــ"عربي21" أنّ هذه الأنباء تندرج في إطار الحملة الإعلامية، وهي ليست جديدة، فقد صرحت الحكومة الأوكرانية بأنّها تحقق في وجود البغدادي على أراضيها، في الوقت ذاته يُعلَن عن إصابته في العراق، وهذه إهانة متعمدة لعقول المتلقين، حسب تقديره.

وعن أثر إشاعة مثل هذه الأنباء على التنظيم، يقول البصري: "على العكس، فهذه الأنباء التي يتبين كذبها تعطي نقاط قوة للتنظيم، حتى إنّ معظم الجمهور بات يرفض مثل هذه الأخبار، ولا يعيرها أيّ انتباه"، وفق تعبيره.