منذ سنوات طويلة.. والمعركة الكلامية.. مستعرة ظاهرياً بين إيران من جهة، وأمريكا وتوابعها من جهة أخرى، لمنع الأولى من استخدام الطاقة النووية في أي مجال من مجالات الحياة، بزعم أنها قد تستخدمها في الأغراض العسكرية، وتهدد جيرانها سواء العرب، أو اليهود !!!
وغوغاء الناس.. ورعاع البشر.. وخاصة المغفلون السذج من ذراري المسلمين.. الطيبين.. البسطاء يفرحون ويضحكون.. ويهللون ويكبرون، كلما سمعوا أخباراً فيها تضييق.. وتشديد على إيران، فيعتبرون ذلك نصراً كبيراً.. وفتحاً مبيناً لها، لأنها أصبحت في نظرهم، وحسب ترويج الإعلام، هي الدولة الإسلامية الوحيدة، التي تقف في وجه الطاغوت الأكبر.. والشيطان الأعظم، وترفض إملاءات الدول الشريرة، وأنها هي الوحيدة، التي تصر.. وتصمم على حقها المشروع في امتلاك الطاقة النووية، وتعاند بقوة.. وشراسة، الدول الكبرى التي تعمل على منعها من هذا الحق، الذي سيمكنها في يوم من الأيام، من إزالة دولة إسرائيل من الوجود.. ومحوها من الخارطة الجغرافية.. كما محى سابقاً الدب المُعَلَم الأسدي، أوروبا كلها من الخارطة !!!
والذي يعزز هذا الاعتقاد الطيب عن إيران، لدى عوام ذراري المسلمين.. الغوثائيين، أن وسائل الإعلام كلها تقريباً – ماعدا القليل النادر جداً – العربية والغربية والشرقية، تعزف يومياً على نفس اللحن.. ونفس الإيقاع، بأن أمريكا وتوابعها وإسرائيل، ضد تملك إيران للمفاعل النووي !!!
ولا يدري المساكين الجهلاء ما يدور في الغرف المغلقة.. ووراء الكواليس بين إيران والغرب.. وأن هذا كذب، وفجور!!!
وليس من الغريب.. ولا العجيب أن يكون جميع أساطين، وجيوش الصحافة، والإعلام على الكرة الأرضية.. موصولين بأجهزة الإرسال اليهودية والصليبية.. التي تزودهم بالمعلومات المضللة.. ويأخذونها على أنها حقيقة ثابتة، لأنهم تربوا.. وتعلموا نظرياتها، وقوانينها، وإن ادعت قنوات الإعلام، أن لها مراسلين مستقلين، لكنهم حقيقة، يستقون المعلومات من جهاز الخادم الأمريكي، اليهودي، الصليبي.. ماعدا الأحرار.. العقلاء.. المؤمنون الموصولون بأجهزة الإرسال الربانية مباشرة، التي تضيئ.. وتكشف لهم ما وراء الأستار !!!
منذ أن وطأت أقدام إبليس الأكبر خوميني، ذو الدهاء والمكر المجوسي الفارسي الرهيب، أرض طهران بعد خلع الشاه، بمعاونة ودعم الشيطان الأكبر أمريكا في سنة 1979 !!!
بدأ عرض فصول مسرحية هزلية خداعة، باسم مناصرة المستضعفين، ومساندة المسلمين، وبالخصوص الفلسطينيين، وإظهار صراع شكلي، بين إبليس الأكبر، والشيطان الأكبر، استطاعت أن تخدع جميع ذراري المسلمين ولاتزال.
إن الشيطان الأكبر، وجد ضالته عند إبليس الأكبر، في أن يتفقا سراً، ويختلفا علناً، ليحقق كلاهما أمرين اثنين هما :
1- القضاء على الصحوة الإسلامية، التي بدأت تباشيرها تظهر منذ قرابة النصف قرن، لدى المسلمين العرب وسواهم، بكل الطرق الفكرية والعقائدية والسياسية والعسكرية، والعمل على تشويه صورة الحركات والجماعات الإسلامية، والعمل على تصنيفها ما بين معتدل، ومتشدد، لبث الفرقة والفتنة بينها!!!
2- امتصاص ثروات المنطقة العربية، وبالخصوص البلاد الغنية بالذهب الأسود، والعمل على إفقارها، وابتزازها عن طريق تضخيم إبليس الأكبر، لإرعاب وتخويف شعوب وحكام هذه البلدان، وإغرائها بشراء السلاح، من الشيطان الأكبر، لمواجهة خطر إبليس الأكبر، ومن ثم إشعال المنطقة كلها، بأتون الحرب لتدميرها، وإعاقتها عن النهضة، والصحوة التي تحررها، من التبعية للشيطان الأكبر.
ولم يدرك حقيقة خداع الاتفاق النووي الإيراني الغربي إلا القليل، المحدود من المفكرين، مثل أنور مالك، الذي قال :
إن المباحثات والمناقشات التي كانت تجري بين إيران والغرب، ليس على السلاح النووي، وإنما على كيفية تقاسم الأدوار بينهما، وكيفية توزيع مهمات السيطرة، والنفوذ بينهما، وهذا لا شك يتطلب جهداً كبيرا من المباحثات، لأن كل واحد منهما، يريد أن يفوز بقسم أكبر من الغنيمة !!!
وهذا الذي صرح به مالك، صحيح تماماً، يتوافق مع العقل، والمنطق الإيماني، وينسجم مع الواقع الميداني، الذي يثبت صحة هذه الرؤية !!!
فالعراق أيام صدام، حينما بدأ بالمشروع النووي في ثمانينات القرن الماضي، لم ينتظر الغرب ( الشيطان الأكبر ) حتى يظهر إلى الوجود، ثم يقوم بالتفاوض مع صدام لمنعه من امتلاكه، بل قام بنو يهود، نيابة عن الغرب، وبالتنسيق معه، بالهجوم عليه، وتدميره في مهده، قبل أن يولد.
وفي باكستان بدأ البرنامج النووي منذ سبعينات القرن الماضي، عقب قيام الهند، بإجراء أول تجربة نووية في 1974، وتعرض المشروع إلى عدة محاولات، من قبل بني يهود والغرب لتدميره في مهده، وبسبب يقظة المخابرات الباكستانية، وخاصة أيام ضياء الحق، فقد تم إفشالها، واستمر المشروع النووي في باكستان بدون أي ضجة من الغرب، ولا صخب من بني يهود، لأن باكستان لا تشكل لهم طرفاً معادياً للإسلام - وهي التي ولدت على أساس الإسلام – ليعاونهم في مكرهم وكيدهم ضد الإسلام، وليرفعوا من شأنه، ويضخموه أكثر من حجمه، فتركوه، وصمتوا عليه، وغضوا الطرف عنه، على عكس إيران التي يريدون أن يجعلوها بعبعاً، وشبحاً مخيفاً للمنطقة العربية، تأكل الأخضر واليابس، وتهيمن عليها، لتعيد أمجادها الغابرة !!!