قضايا وآراء

أقدم مهنة في التاريخ

1300x600
تمكنت مباحث الآداب، من ضبط سيدات يمارسن الأعمال المنافية للآداب مقابل الحصول على مبالغ مالية من راغبي المتعة.

اعتدنا على قراءة مثل هذه الأخبار في الصحف كافة، وكأن كل «ه» مربوطة تعمل بالدعارة في مجتمعنا.

لست ممن يفضلون قراءة تلك الأخبار أو نشرها للعامة، ليس لأن هناك قاعدة فقهية تقول «إذا ابتليتم فاستتروا»، ولكن لقناعتي الشخصية ويقيني أن مثل هذه الأخبار تزيد من إساءة السمعة لفتيات مصر وهي لا تشكل القاعدة بل الاستثناء، لأنه من المؤكد أن من يفعل هذا لا يمارس المتعة المحرمة رغبة فيها أو إدمانًا لها، فالأمر لم ينته ولن ينتهي بهذا الأسلوب المرهق أسلوب القضايا والتشهير.

لابد أن يزال الدافع الأساسي الذى يهتك أستار الحرائر وينزع عنهن كبرياء الأنثى وعزتها في جنبات وطن ينأى بها عن أسباب الحاجة التي ترخص بسببها نفسها وتقدم أعز ما عندها لمن تنتفخ جيوبهم بمال هو في الأصل حرام، ولا ينفق إلا على الحرام، وعلى مرأى ومسمع من الجميع؟ 

نحن بحاجة إلى البحث والتدقيق والكف عن الكلام في الحرام والحلال وما بينهما، فالناس لم يعودوا بحاجة للتوجيه على الاستقامة والإيمان والترغيب بالجنة والتحذير من النار، الناس بحاجة إلى ما هو أهم من ذلك، فهم بحاجة إلى ما يذهبون به إلى السوق لشراء ما يلزمهم.

الناس بحاجة إلى سقف يؤويهم وهدمة تدفيهم وجنيهات تصون كرامتهم وتحفظ كبرياءهم وتقويهم على الترفع عما ينحنون من أجله بذلة فهو أصل الجريمة وسبب المصايب التي نعاني منها، الناس بانتظار من يفهم علتهم ويملك الدواء لمعاناتهم، فهل ذلك في متناولهم؟