أستاذي الفاضل: الساعة الواحدة صباحا أخذت قلمي لأكتب الموضوع الذي شرفتني به، وإذا بجسدي يقشعر، وأسناني تصطك ببعضها، فورد عليّ وارد صرف ذهني عنها، وجعلني أسأل نفسي؛ وما الفائدة من الكتابة؟
هـل نـفـعـتــنا الأحاديث والخطب والمقالات؟
وبقي قلمي يتأرجح بيدي ربما ثلاث ساعات فخاطبته أن اثبت يا قلم، وكتبت:
لما شددتُ إلى اسطنبول ركابي كَتَبَ اليراعُ مقالةَ الإعجاب
وإذا بفارس البيان وقد بدا من أروع الصفحات بين كتابي
أستاذي وأخي في الله: أقف عاجزةً أمام حضرتكم وما أتحفتمونا به من كلام ثمين.
الآن أتوكل على الله وأحاول عصر ذاكرتي لتدوين مأساة المعتقلات.
أتمنى الآن أن تدخل على اليوتيوب وتسمع قصة إحدى المعتقلات وماذا قلتُ بحقها؛ أنا على منصة الرمادي وبرفقتي أخواتي المغتصبات اللواتي خرجن من سجون الشيعة عنوان اليوتيوب:
حرائر الموصل في الأنبار ممثلة تجمع داعيات نينوى
والآن نتحدث عن مأساة الأخت عائشة التي اتصلتُ بها، وهي الآن لازالت في المعتقل، لكن لا تستغرب هذه قصة عائشة واحدة من عشرات العائشات، ربما تسمع قصصاً مشابهةً أو مختلفةً عن عائشة.
عائشة من محافظة سنّية تم اعتقالها عام 2010 .
عمرها تسعة عشر عاماً.
طالبة جامعية.
متزوجة حديثاً.
أمّنتُ اتصالاً بها عن طريق إحدى الأخوات المعتقلات التي مــنّ الله عليها بالإفراج، كانت معها في زنزانة واحدة.
أرجو المعذرة أستاذي؛ دموعي تنهمر بغزارة؛ أعذرني أرجوك لأني تعرضت لحالة مشابهة على أيدي الأمريكان ونجّاني الله.
أصبحت أعيش واقع كل سجينة، وما معنى أن الموحّدة تكاد تفقد أعز ما تملك؛ فما حال من فقدت؟
لكن الأخت المعتقلة التي تم الإفراج عنها عمرها أكثر من ستين عاماً.
قالت: كانت عائشة ملتزمة، ومنّ الله عليها بجمال، وتحفظ كثيراً من القرآن.
قالت لي عائشة عبر اتصال هاتفي من داخل المعتقل: لا أعرف ما هي تهمتي سوى أن دخلوا ميليشيات شيعية إلى المنزل واعتقلوني.
علماً بأن الاتصال بمساعدة سجانين شيعة كنا نرسل بطاقة تعبئة وحدات موبايل للسجان الربع ساعة بمائة دولار، والورقة الواحدة من ملف المعتقلة بمائة دولار، نسحب أوراقا من ملف القضية من المحكمة حتى نتعرف ونوثق أسماء القضاة وشهود الزور، ونستطيع أيضاً أن نثبت وجود معتقلات سنيات في سجون الرافضة، الأوراق قرائن.
ومنذ اليوم الأول في التحقيق تم تعرية عائشة تماماً، اثنان يكتّـفونها من يديها والثالث يغتصب، قالت: أكثر من عشرة اغتصبوها في يوم واحد، وبعد أيام من اعتقالها نقلوها إلى المستشفى لأنها تنزف وتعرضت للإجهاض، ثم رقدت في المستشفى سبعة أيام. وتفاجأت بالرقعة التي رُفِعتْ فوق باب الزنزانة:
"إذا أردت الإستمتاع فادخل إلى زنزانة عائشة"
وتقول: تتكرر هذه العملية يومياً، وعدة أشخاص، حتى يُغشى عليها، وبحسب ما ذكرت الأخت المفرج عنها أن عائشة عندما تفيق تبكي وتصرخ:
وا إسلاماه؛ والله إني موحّدة. والله إني حافظة لكتاب الله. والله لم يمسسني إلا زوجي قبل شهور قليلة.
ثم تهدأ وتصرخ:
والله لأُوقِفنّ كلَ موحّدٍ لم يفعل لنا شيئاً أمام الله.
وتم عرض عائشة على القاضي بعد سنتين، ولفّقوا لها ملف إرهاب كامل، وقضيةً متكاملةً وشهود زور وحُكِم على عائشة بالسجن المؤبد.
عذراً ما نسيتُ ذكره قالت لي:
عائشة أثناء عملية اغتصابها يسبّون أمنا عائشة ويقولون لها لا تتظاهري بالعفة، أمكم زانية.
وتم تأمين اتصال مع زوجها فقالت له:
لا تسألوا عنّي لم أعد عائشة والملتقى الجنة بإذن الله.
هذا بخصوص عائشة.
هل لديك أي استفسار أستاذي الكريم؟؟
كاتب السطور: الآن لا.
ممثلة تجمع داعيات نينوى: أستودعكم الله.
كاتب السطور: في حفظ الله ورعايته.
نكمل في المقال القادم بإذن الله مع أم أحمد الموصلية داعية نينوى.
لا تنس إن أردت معرفتها مشاهدة الفيديو:
حرائر الموصل في الأنبار.. ممثلة تجمع داعيات نينوى
حفظ الله كل غيور من بني الإنسان أينما حل وكان.