صحافة إسرائيلية

محلل إسرائيلي: تصريحات كيري حول الأسد لم تكن زلة لسان

خوجي: فرنسا لعبت دور الذراع القوية للسعودية في المنطقة ـ أرشيفية
رصد المحلل الإسرائيلي جاكي خوجي، في مقالته لصحيفة "معاريف"، الاثنين، "الرياح الجديدة التي تهب من واشنطن"، للتعبير عن التغير في المزاج الأمريكي والتراجع خطوة إلى الوراء في منطقة الشرق الأوسط بخصوص الأزمة السورية، والأطراف المؤثرة فيها، موضحا كيف أسهم الفيتو الأمريكي في دعم المعارضة السورية بحفظ أمن إسرائيل من الارتهان لانجرار الجارة السورية إلى فوضى شبيهة بتلك التي في العراق.

والتقط الكاتب من كلمات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) جون بيرنان، تجاه سوريا، ما أوصله لمرحلة اليقين بأنّ بشار الأسد أصبح ركنا أساسيا في المشهد القادم للمنطقة لا يمكن تجاوزه.

وشدد على أن الحديث الأمريكي مؤخرا عن استبعاد الحل العسكري بسوريا، وحتمية التحاور مع الأسد لم يكن عفويا ولا زلة لسان، ولكنها أقوال قيلت بصورة متعمدة. 

ونوه إلى أنه من الممكن أن إدارة أوباما درست مجددا مواقفها بخصوص سوريا، وقررت أنه من بين العدوين، الأسد والمنظمات الجهادية، فإن الأول هو أقل سوءا. وعليه فإن من الممكن إبقاؤه على حاله. 

وتابع قائلا: "يبدو أن الحديث يدور عن بداية تطورات درامية، يتخلى بها الغرب عن التخيل أو الحلم بإسقاط البعث في سوريا.. يبدو أن حرب البقاء المرة جدا التي قام بها النظام العربي خلال العقود الأخيرة قد أثمرت".
 
الحساب السعودي
 
وأعاد خوجي قراءة الدور السعودي في سوريا وسر الدعم المالي الكبير الذي قدمته لفصائل المعارضة، والإصرار على إسقاط نظام الأسد.

وأكد أن للسعودية حسابا طويلا مع بشار الأسد، أساسه خلافات تاريخية، ومنشؤه في الخلاف العرقي الذي يدور في الشرق الأوسط. 

كيف لا والسعودية لها حساب شخصي مع الأسد، الذي قام بالتعاون مع نظرائه من حزب الله وأصدقائه في طهران بالتخلص من رفيق الحريري رجل السعودية الذي يحمل جنسيتها؟

 واستدرك خوجي بالقول إن "أساس الحساب بين السعودية والأسد سياسي. فالسعودية ترى بإسقاط نظام الأسد ضرورة استراتيجية لإضعاف المعسكر الخصم بقيادة إيران. ويعتقدون في الرياض أنه في حال سقوط نظام الأسد فسوف يبقى للإيرانيين فقط حزب الله الصديق الوحيد في العالم العربي، وبذلك من الممكن معالجة ذلك لاحقا".

وشدد على أن ما تقوم به السعودية "لعبة خطرة"، حيث إن الضحايا هم السكان الأبرياء، وهذا من شأنه أن يخلق نواة للإرهاب، ومخاطر للمنطقة بأكملها.. كيف لا والإيرانيون يدعون أن الشيعة هم الإسلام الصحيح؟
 
وأشار خوجي إلى تحوّل الصراع السعودي الإيراني في السنوات الأخيرة، نحو التنافس على "قلب العزيزة أمريكا". فمنذ أن بدأت طهران تغازل واشنطن، تخوف السعوديون من أن التقارب فيما بينهما من شأنه أن يكون على حساب علاقاتها مع العربية السعودية.
 
فرنسا ضد أمريكا
 
وحول الدور الفرنسي في الملف السوري، ذكر الكاتب كيف حاولت السعودية تكرار النموذج الليبي وإسقاط الأسد عبر استخدام فرنسا كذراع ضاربة لها، ولكنّها فشلت في ذلك، بسبب الفيتو الذي كان يضعه الأمريكان على مجريات المعركة في سوريا.

وذكر كيف أن واشنطن حالت دون مطالب المتمردين بتزويدهم بالسلاح المتطور، في حين أن السعودية سعت إلى تزويدهم بصواريخ مضادة للطائرات، ليتمكنوا بها من التصدي لطائرات سلاح الجو التابع للأسد، ولكن الأمريكيين وضعوا فيتو مطلقا على ذلك. 
 
 ونوه إلى أنّه في مقابل موقف واشنطن الكابح، فقد ضغطت فرنسا بكل قوتها على دواسة البنزين للسعي من أجل إسقاط نظام الأسد. وخرج كذلك مدربون عسكريون فرنسيون إلى الأردن وقاموا بتدريب المتمردين، وبشكل خاص بالأسلحة ووسائل القتال الفرنسية التي زودوهم بها. في المراحل الأولى نسبيا من القتال، اعتبرت فرنسا ذراع السعودية القوي، في العمليات ضد نظام الأسد، على غرار ما فعلته ضد حاكم ليبيا السابق معمر القذافي، إلا أن التهديدات باستخدام الفيتو من قبل روسيا والصين معا أفشلت هذه المساعي، وساهمت في ذلك بشكل ما في أمن إسرائيل.

واسترسل الكاتب قائلا: "تخيلوا لأنفسكم لو أن نظام البعث انهار في سوريا، وعلى أبواب إسرائيل وجدت عراق جديدة".
 
وأكد خوجي أن فرنسا تحولت خلال فترة الحرب في سوريا إلى المعبر الكبير بحثا عن المصالح السعودية. فقد سادت بين البلدين خلال السنوات الأخيرة علاقات اقتصادية وثيقة. فالسعودية تدفع وفرنسا تبيع، بشكل أساسي تجهيزات وعلومًا عسكرية، بصفقات عملاقة تساعد كثيرا الاقتصاد الفرنسي في السنوات الأخيرة.