قضايا وآراء

إبراهيم حامد والفيلم الإسرائيلي "فوضى"

1300x600
عشت بكل مشاعري ووجداني مع أحداث الفيلم الإسرائيلي "فوضى" ، الذي يتحدث عن مطاردة القيادي في كتائب القسام إبراهيم حامد، الذي شكل رعباً طوال سنوات مطاردته الثماني، فكان كابوسا أرّق الاحتلال .
   
أن تجسّدَ مطاردة حامد في عملٍ تلفزيوني إسرائيلي، وأن يكشف الاحتلال عن طرق عمل الوحدات الخاصة وإدارة العمليات وغرفة المراقبة، وأن يتم اختيار إبراهيم حامد بطلا للفيلم لم يكن بالأمر العبثي أو العابر؛ فحامد كان وما زال رعبا بكل ما تعني الكلمة من معنى .
 
إبراهيم حامد، ومطاردته، وفشل الاحتلال بكل أجهزته من الوصول إليه، واستشهاد عشرات الفلسطينيين المقربين منه دون الوصول إليه، أصاب الاحتلال بكابوس اسمه (إبراهيم)! امتد سنوات طويلة، استطاع خلالها حامد أن ينقل الصراع الفلسطيني نقلات نوعية، وأن يضرب في العمق الإسرائيلي ضربات لن ينساها الاحتلال.

حامد "الكابوس" الذي أرق الاحتلال طوال فترة مطاردته، اعتبر الوصول إليه الإنجاز(الأكبر) للشاباك الإسرائيلي.

جلوس حامد الأكاديمي، والمحاضر الجامعي، والمطارد الأطول، والقسامي العنيد، اعتبر صيدا ثمينا للاحتلال.. فتسابق كل قادة الشاباك للتحقيق معه، ومنهم من تصور معه، وآخرون قالوا لمعتقلين فلسطينيين حققوا معهم: من أنتم أمام حامد الذي جلس على هذا الكرسي أمامي؟!
 
حامد صاحب الملف الأطول والأكبر، كما وصفه الاحتلال، والرجل الذي أرق جيشه قبل اعتقاله ووقت اعتقاله، حيث وصف بأنه (غير متعاون)، ولم يعترف أثناء التحقيق، اليوم يحاول الاحتلال أن يجسد معاناته مع الرجل في فيلم كبير أطلق عليه اسم "فوضى" .
    
يبدو أن حامد ما زال يشكل كابوسا للاحتلال حتى وهو داخل الأسر، فحامد الذي رفض الاحتلال الإفراج عنه ضمن صفقة وفاء الأحرار بعد أن حكم عليه بما يزيد عن الـ500 عام وأبقاه بالعزل الانفرادي من وقت اعتقاله في 23/5/2006، وحتى إضراب الكرامة الذي انتهى في 15/5/2012 يقوم بتنقيله من سجن لسجن، ومن معتقل لآخر، ويحرمه من زيارة زوجته وطفليه القاطنين عمان.

وهو الآن يقبع في سجن هداريم بعد أن نقّل عشرات المرات خلال السنوات الثلاث الماضية .
 
حامد ليس بالأسير العادي، حامد كابوس سيؤرق الاحتلال داخل السجون كما كان خارجها!!
 
ولا أعلم كيف سيتعامل الاحتلال مع الإفراج عن حامد حين يأتي بحول الله ،  وكيف سيتحدث عن هذا الحدث الذي سيعتبر بحول الله (الأكبر!!).
 
حتى ذلك الوقت، الذي أتمناه قريبا، أقول لحامد: ستبقى أبا علي طودا شامخا مؤرقا لمن احتل أرضك، ودمر بيتك، وحرمك رؤية طفلك وطفلتك وزوجك.. ودمت حرا.