في محاولة استعراضية بررها بأنها لكي لا يشعر عناصر النظام السوري أنهم يدافعون عن بيته، تباهى مدير الأمن السياسي في
سوريا اللواء
رستم غزالة بتفجير قصره الفاخر في بلدة
قرفا في ريف
درعا، لكنه وبينما كان يتحدث بـ"فخر" عن "تضحياته"، نسي سيجاره الفاخر بين يديه، في وقت يُقتل فيه عناصر النظام السوري بالمئات على الجبهات، فيما يشكو قسم كبير من قوات النظام من افتقارهم للطعام الكافي، حيث يقتصر طعامهم على بعض المعلبات لفترات طويلة.
وكان غزالة قد قرر تفجير قصره في كانون الأول/ ديسمبر الماضي لكي لا يقع بيد الثوار، وفق ما قاله نشطاء ميدانيون وأكده موالون للنظام. ونشر الموالون للنظام السوري تسجيل فيديو لعملية تدمير المنزل، حيث تم تنفيذ عدة تفجيرات ضخمة، بعد زراعة أسطونات الغاز وعبوات البنزين داخله. ويُسمع صوت في التسجيل يقول: "سندمرها بأيدينا على مبدأ القول المأثور: بيدي لا بيدك يا عمرو.. لن ندعكم تصلون لهذه المنازل إلا على ركام من حجر"، حسب صاحب الصوت في التسجيل الذي قال إنه يتحدث باسم "آل الغزالي" في حوران، بالتزامن مع عرض مشاهد من داخل وخارج القصر الفاخر قبل تفجيره.
ورغم قوة الانفجار وكمية المواد المتفجرة المستخدمة، بقي البناء قائما، ما يدل على حجمه وطبيعة بنائه، بعكس غالبية بيوت السوريين التي تتعرض للقصف بالبراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات النظام السوري، ويتم تسويتها بالأرض مباشرة.
وزار غزالة بلدته قرفا هذا الشهر، بينما كانت المعارك محتدمة في محيط المنطقة. وأظهر تسجيل فيديو، اطلعت عليه "عربي21"، غزالة يجلس على فراش على الأرض بين مجموعة من قوات النظام السوري وهو يتحدث عن قراره بتفجير المنزل، وقال مخاطبا الجنود المحيطين به، بينما تُسمع أصوات انفجارات ضخمة تدل على احتدام المعارك: "أنا دمرت بيتي لأفتديكم.. العسكري اللي جاي من دير الزور أو اللي جاي من اللاذقية أو اللي جاي من طرطوس عم يقاتل في أقصى جنوب سوريا.. في قرفا.. ليدافع عن أهل قرفا، من القتل والتشريد والسبي.. ما يقوليش بينه وبين نفسه أنا بدافع عن قصر رستم غزالة.. لذلك أنا دمرت بيتي".
ولكن، وبينما كان غزالة يتحدث بهذه الكلمات، محاولا إظهار تقديره وتضامنه مع جنوده الذين يقاتلون في البلدة، نسي سيجاره الفاخر بيده التي كان يلوح بها، وهو ما يتعارض مع الحديث عن تضحيته بمنزله تضامنا مع جنوده. وتشير هذه الحالة إلى
الرفاهية التي يعيش فيها قادة النظام السوري في وقت يُقتل فيه الجنود على الجبهات، وهو ما أثار غضب العائلات في الساحل، حيث تصاعدت حدة الاحتجاجات بسبب مقتل أبنائهم في سبيل محافظة بشار الأسد على السلطة، حسب منشورات جرى توزيعها في الأشهر الماضية.
وتضاربت الأنباء مؤخرا حول مصير رستم غزالة. فبينما تداول مغردون على تويتر خبرا عن إقالته، وتعيين العميد زهير الحمد مكانه كحلقة وصل مع إيران وحزب الله، قال آخرون إنه مصاب نتيجة محاولة اغتيال، وأنه يرقد في المشفى بين "الحياة والموت"، لكن لم يجر تأكيد أي من هذه المعلومات.
وفي المقابل، نشر موالون للنظام السوري صورة لرستم غزالة لا يُعرف تاريخها على وجه الدقة، وبدا وهو يرتدي لباسا عسكريا ويجلس في مكتب فاخر قيل إنه مكتبه، قائلين إنه "في مكتبه بعد إشاعات عن إصابته".