سياسة عربية

احتجاجات عمالية وتظاهرات طلابية وغضب حقوقي بموريتانيا

جانب من الاحتجاجات في موريتانيا
تعيش موريتانيا منذ أسبوعين على وقع حراك احتجاجي، يعد الأكبر من نوعه في البلاد منذ سنوات، وذلك بفعل تعدد الفاعلين وتنوع جبهاته، من عمال مهمشين وطلاب غاضبين ومواطنين يشكون غلاء المعيشة، وآخرون رافضون لما سموه الانهيار الأمني بالعاصمة  نواكشوط وكبرى مدن البلاد.

احتجاجات عمال المناجم 

منذ أسابيع يواصل عمال المناجم بالشمال الموريتاني، سلسلة احتجاجات ومظاهرات تسببت في شل عمل أكبر شركة للحديد بالبلاد، بسبب إضراب العمال المتواصل وتهديدهم بخطوات تصعيدية جديدة.

وصمد إضراب العمال أكثر من أسبوعين، فيما أقدمت الشركة على فصل العشرات منهم، ما بات يشكل تهديدا حقيقيا لمستقبل الشركة، التي تعد عائداتها أهم مصدر للعملات الصعبة في البلاد.

وتحولت احتجاجات عمال المناجم إلى قضية رأي عام، وأجمعت القوى السياسية في البلاد على ضرورة إيجاد الحلول السريعة لها، فيما تفيد مصادر خاصة لـ"عربي21" أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز منزعج للغاية من طريقة إدارة الأزمة، بعد أن رفع العمال سقف مطالبهم وأدرجوا إقالة إدارة الشركة ضمنها.

ويرى المندوب العمالي عن الكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية، شيخنا ولد عالي، أن مسؤولية احتجاجات العمال، وتنظيمهم المحكم للمسيرات، وتجنبهم لأي احتكاكات يمكن أن تؤثر على أمن أو استقرار مدينة (ازويرات المنجمية)، فضلا عن التجاوب العمالي الكبير مع الإضراب، هي أسس نجَح العمال في تجسيدها، والضامن لاستمرار إضرابهم بكل مسؤولية وكسبه لنقاط جديدة كل يوم.

المخاوف الأمنية

وقال ولد عالي في تصريح لـ"عربي21"  إن إدارة الشركة حاولت في بداية الإضراب إثارة المخاوف الأمنية، واستحضار أحداث إحراق مقر الولاية، معتبرا أن اتفاق العمال مع الإدارة على تحديد أوقات الاحتجاج أفرغ ضغوط الإدارة من محتواها، وبدد المخاوف الأمنية التي كانت قائمة.

وأضاف ولد عالي أن على السلطات العليا في البلاد العمل على حل سريع للأزمة، لأن استمرارها يهدد مستقبل موريتانيا ككل، وعلى أكثر من صعيد، مؤكدا أن نسبة الإضراب بلغت في الوقت الحالي 92% داخل العمال العاديين، دون احتساب الأطر وكبار المسؤولين الذين لا يشاركون في الإضراب.

احتقان طلابي.. ومقاطعة للامتحانات 

وفي المحيط الطلابي، تعيش كلية الطب بجامعة العلوم والتكنولوجيا، حالة من الاحتقان الشديد، بعد طرد طلاب بالكلية على خلفية احتجاجات نظمها الطلاب، طالبوا فيها بتوفير خدمات جامعية بينها توفير النقل للطالب.

وقد قاطع أكثر من 80% من طلاب الكلية الامتحانات، التي جرت الأسبوع الماضي، فيما أصرت إدارة الجامعة على إجرائها رغم المقاطعة الواسعة من الطلاب.

وقال القيادي بالاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا، وأحد قادة الاحتجاج الطلابي الحالي محمد محمود ولد سيدي محمد، لـ"عربي21"، إن ظروف الكلية باتت صعبة، وتحولت إلى ثكنة عسكرية ومرعى لخيول عميد الكلية.

واتهم ولد سيدي محمد، عميد الكلية بجلب أشخاص عاديين للمشاركة في الامتحانات بعد أن قاطعها الطلاب، لإيهام الرأي العام الوطني أن الكلية تعيش ظروفا عادية، مضيفا أن نسبة مقاطعة الطلاب للامتحانات تجاوزت 80%.

تدهور الأمن بالعاصمة 

وشهد الأسبوع الحالي أيضا العديد من المظاهرات والاحتجاجات، للمطالبة بوضع حد لحالة الانفلات الأمني، الذي تشهده العاصمة نواكشوط، وذلك بعد إقدام مجهولين على اغتصاب فتاتين وقتلهما في مشهد هز مدينة نواكشوط.

وانتقد المشاركون في تلك الاحتجاجات، الخطة الحالية لتأمين العاصمة نواكشوط، مؤكدين أن أغلب أحياء المدينة ينعدم فيها الأمن بشكل كامل.

غضب من اعتقال حقوقيين 

فيما تندلع التظاهرات بشكل يومي، أمام مباني قصر العدل بنواكشوط، تندد باعتقال نشطاء حقوقيين بينهم رئيس حركة (إيرا) بيرام ولد أعبيدي، وعدد من قادة الحركة.

ويرى المشاركون في تلك الاحتجاجات أن التضييق على الحقوقيين بات شعارا في الفترة الأخيرة، محذرين من استمرار هذا الوضع ومطالبين بوضع حد لبقايا آثار الرق في البلاد.

تذمر الصحفيين 

ودشن الصحفيون العاملون في المؤسسات الحكومية الثلاثاء، أنشطتهم الاحتجاجية، بوقفة احتجاجية أمام مبنى الوكالة الموريتانية للأنباء، مطالبين بتحسين ظروف الصحفيين العاملين في المؤسسات العمومية، ضمن حراك نقابي أقرته نقابة الصحفيين الموريتانيين.

وندد المتظاهرون بما آلت إليه أوضاع الصحفيين في المؤسسات العمومية، والظروف الصعبة التي يعيشون فيها، جراء انعدام عقود العمل، وضعف الرواتب، وتجاهل الزيادات المقدمة لبقية الموظفين في الدولة الموريتانية.

ومن المتوقع أن تنظم وقفات أخرى أمام مباني التلفزيون والإذاعة الحكوميين.