سياسة دولية

القرضاوي يوجه رسالة للرئيس الفرنسي حول "شارلي إيبدو"

أكد القرضاوي أنه يجب عدم إهمال الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين - أرشيفية
أدان يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، حادث صحيفة "تشارلي إيبدو" في رسالة أرسلها إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وتم تسليمها للسفارة الفرنسية بالعاصمة القطرية الدوحة.

وقدم القرضاوي في الرسالة العزاء في وفاة المواطنين الفرنسيين الذين لقوا حتفهم جراء الحادث، والذي أدانه أيضا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.

وقال القرضاوي بحسب موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسليمن، إن "القتل والترويع ليس من وسائل التعبير عن الرأي أو الإنكار على المخالف في الدين الإسلامي، ولا في الثقافة الإسلامية السمحة".

ودعا القرضاوي فرنسا والدول الأوروبية للمبادرة لإصدار تشريعات لحماية المقدسات الدينية، حيث إنه من غير المعقول أن تمنع القوانين الإساءة إلى الأفراد بينما تسكت عن الإساءة إلى الأنبياء، كما أن المشرع الفرنسي الذي استطاع أن يصدر تشريعا يجرم فيه معاداة السامية، لديه القدرة على إصدار تشريع يجرم ازدراء الأديان والأنبياء والمقدسات.

وأضاف القرضاوي أنه وأثناء معالجة ظاهرة الإرهاب، لا يجب الوقوف عند معالجة الآثار والنتائج، بينما يتم إهمال الأسباب والبواعث التي تغذي الإرهاب، وهي ضياع العدالة الإنسانية واستفزاز المشاعر الدينية وإهمال حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم والتغاضي عن الجرائم الإسرائيلية في حقهم ومساندة الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي والإسلامي التي تستبيح دماء شعوبهم وتنتهك حريتهم، كما هو الحال في سوريا ومصر، مؤكدا أن علاج هذه المشكلات من شأنه اجتثاث الإرهاب من جذوره عالميا.

وأبدى القرضاوي استعداده الكامل واستعداد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، للتعاون مع جميع المؤسسات العلمية والإنسانية في فرنسا وأوروبا، بل وفي العالم أجمع لتحقيق كل ما فيه الخير للإنسانية والحفاظ على قيم الحرية واحترام المقدسات.

وأثنى القرضاوي على كلمات الرئيس هولاند التي طالب فيها بعدم الخلط بين الإرهاب والإسلام في العالم وفرنسا، حيث إن الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا جنسية، وإنما هو خطر يهدد الإنسانية جميعا. 

وأكد القرضاوي على السلوك الإيجابي للأقلية المسلمة في فرنسا قائلا: "كما أن سلوك الأقلية الفرنسية المسلمة الحضاري يعكس إيمانها بدينها الحنيف السمح المسالم للعالم كله وبالقيم الإنسانية والمواثيق الوطنية، فهي أقلية متوافقة مع نفسها، منفتحة على غيرها، نافعة لوطنها، على ما يصيبها أحيانا من تحريض واعتداء. وإننا على ثقة في أن فرنسا ستعمل على حماية حقوق مواطنيها جميعا على اختلاف أديانهم، وأن تظاهرات باريس ستكون دعوة للتلاحم الوطني والدفاع عن الحريات ومواجهة شتى أنواع التطرف، ولن توجه نحو فصيل بعينه". 

وأوضح القرضاوي إنكاره الكامل على الصحف الأوروبية نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ولكتاب الله القرآن، ودعوته المسلمين لإنكارها كذلك بكل الوسائل السلمية القانونية المشروعة، مضيفا أن "أمة الإسلام جميعا لا تقبل إهانة مقدساتها أو شعائرها".