كتب سايمون تسيدال في صحيفة "الغارديان" معلقا على الشريط الذي أظهرت فيه
الدولة الإسلامية رهينتين يابانيين الثلاثاء.
ويقول الكاتب إن الشريط يكشف المخاطر التي ترافق خطوات رئيس الوزراء
الياباني شينزو
آبي لتعزيز موقف بلاده على المسرح الدولي، وتحديدا القيام بدور مهم في دعم السياسة الأمنية الغربية لمكافحة
الإرهاب.
ويشير التقرير إلى أن الإرهابي، الذي يعتقد أنه من مواليد بريطانيا، وأصبح عضوا في الدولة الإسلامية، ظهر وهو يشهر سكينا فوق رأسي رهينتين يابانيتين، وشجب الحزمة المالية التي تعهد بتقديمها آبي بقيمة 200 مليون دولار للمساعدة في القتال ضد الدولة الإسلامية. وطالب الإرهابي بفدية قيمتها مئة مليون دولار للإفراج عن الرهينتين.
وتبين الصحيفة أن آبي كان قد تعهد بتقديم المساعدة أثناء زيارة قام بها إلى مصر الأسبوع الماضي، ضمن جزء من زيارة خطط لها، وضمت كلا من إسرائيل والأردن ولبنان والمناطق الفلسطينية.
ويذكر التقرير أن المساعدة المقدرة بمئتي مليون دولار جاءت جزءا من مساعدات غير عسكرية للتحالف ضد الدولة الإسلامية، وهي جزء من حزمة مساعدات قيمتها 2.5 مليار دولار للمنطقة، التي تقدم لليابان معظم احتياجاتها النفطية.
ويوضح الكاتب أنه سيتم استخدام جزء من المساعدات لدعم الدول التي تستقبل اللاجئين السوريين، ولدعم الاستقرار في العراق. وقال رئيس الوزراء الياباني أثناء زيارته إلى مصر: "لا بد من التأكيد على أن استقرار الشرق الأوسط هو أساس السلام والازدهار للعالم، وبالطبع لليابان"، مضيفا أنه لا بد من منع انتشار الإرهاب في المنطقة.
وتفيد "الغارديان" بأن اليابان انضمت للتحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية، الذي شكل العام الماضي بقيادة الولايات المتحدة، وبدعم من الأمم المتحدة.
ويلفت الكاتب إلى أنه بالرغم من عدم إرسال اليابان قوات عسكرية أو طائرات للمشاركة في العراق وسوريا، حيث لا يسمح لها دستورها لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وموقفها المسالم بذلك، إلا أنها تقدم مالا لدعم جهود مواجهة الدولة الإسلامية. وتبرعت اليابان بمبلغ 33 مليون دولار للمشاركة في جهود دعم المشردين السوريين داخل بلادهم بسبب الحرب الأهلية.
ويبين التقرير أن اليابان أعلنت في خريف عام 2014 أنها تدعم الجهود لمنع الجهاديين من السفر عبر اليابان للمشاركة في القتال مع الدولة الإسلامية. ويعتقد أن تسعة يابانيين تم تجنيدهم للعمل مع الدولة الإسلامية من بين المسلمين اليابانيين البالغ عددهم 180 ألف مسلم. ويشكل المسلمون في اليابان نسبة صغيرة من عدد السكان.
وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم إن اتصالات بين الإرهابيين اليابانيين والشرق الأوسط قد حدثت في السبعينيات من القرن الماضي، خاصة الجيش الياباني الأحمر، وهو مجموعة يسارية تؤمن بالخيار العسكري، حيث قاتل بعض أفراده في صفوف فصائل المقاومة الفلسطينية في تلك الفترة.
ويرى الكاتب أن محاولة آبي وضع اليابان ضمن السياسة الخارجية الأمريكية والبريطانية في المنطقة، هو أعلى مستوى تصله السياسة الخارجية اليابانية، خاصة أن المصالح الغربية قد تلاقت مع المصالح الإيرانية لمواجهة الدولة الإسلامية في العراق، مع أنها لم تتلاق لمواجهة نظام بشار الأسد في سوريا.
ويقول تيسدال إن لقاء رئيس الوزراء الياباني مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق، الذي جاء للسلطة بعد انقلاب عسكري أطاح بحكومة منتخبة، يعبر عن صداقة شخصية لشخصية جدلية تحظى بالدعم من الولايات المتحدة.
ويورد التقرير أن آبي وعد بمساعدات وعلاقات ثنائية مع مصر بهدف مساعدتها للسيطرة على حدودها، في إطار جهود مكافحة الإرهاب، ووافق المسؤول الياباني على عقد لقاءات دورية بين البلدين لمناقشة القضايا الأمنية والدفاعية. كما وجه الدعوة إلى السيسي لزيارة طوكيو قبل نهاية العالم الحالي.
ويشير الكاتب إلى أن آبي تبنى السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة أثناء زيارته إلى إسرائيل. وأخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اليابان عارضت خطة السلطة الوطنية الفلسطينية في الانضمام للمؤسسات والهيئات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية، إن كان الانضمام لمؤسسات كهذه سيعوق العملية السلمية. وفي الوقت نفسه حث نتنياهو للإفراج عن أموال الضريبة التي تعود للفلسطينيين، التي جمدتها إسرائيل بعد قرار السلطة الانضمام للجنائية الدولية.
ويعتقد الكاتب أن أولوية آبي ليست الإرهاب أو استقرار الشرق الأوسط، بل مواجهة الصين التي تقوم بسياسة خارجية واثقة من النفس، وبدرجة أقل أولوية تأتي كوريا الشمالية الدولة المسلحة نوويا. وقام آبي بزيادة الميزانية الدفاعية اليابانية، وتحرك نحو تعديل الدستور كي يسمح لليابان بممارسة دور عسكري نشط على الساحة الدولية.
ويستدرك التقرير بأن آبي يعتقد أن اليابان بحاجة للتحالف مع الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى، إن أرادت الوقوف أمام الطموحات الصينية، وهذا الأمر يسري على العلاقات الثنائية بين اليابان وبريطانيا، وسيتم تعزيز العلاقات أكثر عندما يجتمع وزيرا الدفاع والأمن يوم غد في لندن مع المسؤولين البريطانيين.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن لقاء لندن سيشمل محادثات حول مكافحة الإرهاب والأمن السايبري ونزع أسلحة الدمار الشامل وقوات حفظ السلام. وسيتم التأكيد على هذه القضايا في ضوء تهديدات الدولة الإسلامية ،والكيفية التي سيرد فيها آبي عليها.