قالت حكومة النظام السوري، الخميس، إن الهجوم القاتل على صحيفة أسبوعية في باريس أوضح خطر التشدد الإسلامي الذي تتبناه الجماعات المسلحة المنخرطة في الحرب الأهلية في
سوريا.
وأنحى بيان الحكومة باللائمة على ما وصفه بأنه "قصر نظر السياسات الأوروبية ومسؤوليتها عن هذه الأحداث وعن الدماء التي سالت في سوريا". وأشار إلى أن دولا غربية، من بينها
فرنسا، أيدت المعارضة المسلحة ضد بشار
الأسد.
وقال البيان الذي نشرته الوكالة العربية السورية للأنباء: "هذا العمل
الإرهابي يوضح بشكل لا لبس فيه الأخطار التي يمثلها تفشي ظاهرة الإرهاب التكفيري، التي تشكل تهديدا للاستقرار والأمن في كل أرجاء العالم".
ويشير تعبير "الجماعات التكفيرية" إلى الجماعات الإسلامية، مثل تنظيم القاعدة، والدولة الإسلامية، التي أصبحت الآن أقوى جماعة مسلحة في سوريا، بعد أن سيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق.
وقتل 12 شخصا بينهم شرطيان، وأصيب عدد آخر الأربعاء، إثر هجوم يعتقد أنه من تنفيذ إسلاميين على صحيفة شارلي إبدو الفرنسية، التي كثيرا ما تسخر من الإسلام والديانات الأخرى، فضلا عن الشخصيات العامة الأخرى.
وتتخذ فرنسا موقفا متشددا من الأسد، منذ الانتفاضة التي اندلعت ضد حكمه في عام 2011، وكانت فرنسا أول دولة غربية تعترف بالمعارضة السورية، واستبعدت باريس الأسد حليفًا في الحرب ضد الدولة الإسلامية.
وكانت الحكومة السورية المدعومة من روسيا وإيران قالت إنها مستعدة للمشاركة في الجهود الدولية للتعامل مع الدولة الإسلامية، بعد أن شن تحالف تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية ضده.
وكان الأسد قال الأسبوع الماضي إن الدول التي دعمت الإرهاب ستدفع ثمنا باهظا، في إشارة إلى احتمال أن يشن الإسلاميون هجمات على أراضي تلك الدول.
وقال سالم زهران، وهو محلل سياسي لبناني مقرب من الحكومة السورية ومن جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية المتحالفة معها، إن دمشق ترى أن ما حدث في باريس سيعزز الرأي القائل بضرورة التعاون مع الحكومة السورية.
ويقول معارضون للحكومة السورية، من غير الجماعات الجهادية، إن الحكومة تركز نيرانها ضدهم، بدلا من تركيزها ضد الدولة الإسلامية، ما يعطي المتشددين مساحة للتوسع.
وقال البيان السوري المنسوب إلى مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: "هذا العمل الإرهابي... يؤكد مجددا على الحاجة إلى سياسات جادة تؤدي إلى تضافر جميع الجهود للقضاء على آفة الإرهاب".
وأضاف: "لقد حذرت سوريا مرارا وتكرارا من أخطار دعم الإرهاب، لاسيما الذي استهدف سوريا والمنطقة، ونبهت بأن هذا الإرهاب سوف يرتد على داعميه، وأن الأحداث والتهديدات التي طالت أكثر من مدينة أوروبية تؤكد قصر نظر السياسات الأوروبية ومسؤوليتها عن هذه الأحداث وعن الدماء التي سالت في سوريا".