أكد مركز معني بحقوق الإنسان في
العراق أن قوة من الجيش العراقي أعدمت شابا بعد اعتقاله من منزله شمال العاصمة بغداد، فيما تجري محاولات متعددة لاسترداد الجثة التي تم تسليمها في وقت لاحق إلى مستشفى الطب العدلي، في وقت أكد مقربون أن مرتكب الجريمة هو ضابط برتبة ملازم وله العديد من السوابق ورُفعت بحقة مجموعة شكاوى ولم يتم تفعيلها إلى الآن.
وقال "مركز بغداد لحقوق الإنسان" إن عائلة الشاب مهند أحمد الحياني عثرت على جثة ابنها في مستشفى الطب العدلي، بعد أسبوع واحد من اعتقاله على يد قوة تتبع للجيش العراقي قامت بمداهمة منزلهم في حي القدس بمنطقة الراشدية شمال العاصمة بغداد.
وأضاف المركز في بيان حصلت "عربي21" على نسخة منه، أن القوة داهمت منزل عائلة الحياني واعتقلت ولدهم مهند بدون أمر قضائي، وتم اصطحابه إلى جهة مجهولة، قبل أن يتم العثور على جثته مرمية في مستشفى الطب العدلي، مبيناً أن آثار التعذيب بدت واضحة تماماً على الجثة.
وأشار المركز إلى أن عائلة الشاب الحياني لم تتمكن من استلام الجثة لأن الموضوع يحتاج إلى مجموعة إجراءات، وأن الموظف المختص أخبرهم بأن القاضي المخول بإصدار قرار تسليم الجثة كان يقضي إجازة، وعليهم الانتظار لحين عودته منها حتى ينظر في القضية.
وأوضح المركز، المختص بمتابعة
انتهاكات حقوق الإنسان، أن العائلات السنية في العراق دأبت على مراجعة مستشفيات الطب العدلي للبحث عن جثث أبنائها المعتقلين لدى القوات الحكومية، مبيناً أن هذه القوات تعمد غالباً إلى تعذيب هولاء الموقوفين وقتلهم لأسباب طائفية.
من جهته، كشف فواز علوان الحياني، وهو شيخ عشائري، أن حادثة إعدام الشاب مهند في منطقة الراشدية لم تكن الأولى، وأن هناك اثنين من أبناء المنطقة قتلوا بنفس الطريقة، متهماً الملازم صلاح أحمد، من استخبارات الفوج الثاني في الجيش العراقي، بارتكاب هذه الجرائم.
وأضاف الشيخ الحياني في تصريح لـ"عربي21" أن الضابط المذكور سخر من عائلة الحياني حين طالبته بإظهار أمر قضائي يجيز له اعتقال ولدهم، وهدد بتصفية كل أفراد العائلة ونسف المنزل عليهم، لافتاً إلى أن الأهالي رفعوا أكثر من أربعة دعاوي ضد هذا الضابط، ولم يتم استدعاؤه أو محاسبته على الجرائم التي يقوم بها.
وبيّن الحياني أن ضباطا في الجيش وموظفين في وزارة الصحة يجبرون الأهالي على تغيير أقوالهم ونفي اعتقال أبنائهم على يد القوات العسكرية والأمنية، من أجل السماح لهم باستلام جثثهم، وأن هذه الحالة تكررت لأكثر من مرة في مناطقهم، مضيفاً أن الطريقة الأخرى هي بتقديم الجثة للإعلام على أنها لأحد المقاتلين في صفوف "الدولة الإسلامية"، الأمر الذي يجعل المسؤولين بمنأى عن أي ملاحقة قانونية بشأن عمليات التعذيب والإعدام التي تتم في مناطق حزام بغداد.
وأظهرت صور حصلت عليها "عربي21"؛ آثار التعذيب واضحة على جثة الشاب مهند الحياني وفي مختلف أنحاء الجسم، مع علامات بارزة على اليدين لآثار القيد الحديدي المستخدم من قبل القوات الأمنية لدى اعتقال الأشخاص.