مقالات مختارة

الألقاب أساس الخراب

1300x600
ما من بلد من البلدان، خاصة العربية، كثرت به ألقاب الحاكم الا وكان مصيره الخراب والدمار وسفك الدماء. العكس قد يكون صحيحا.

ألقاب الحاكم كصبغ شعره قطعا هدفها إخفاء عيوبه. والا لماذا يصبغ شعره ان لم يكن قد رآه عيبا؟ فإن سمعتم بأحدهم لقّب بفارس الفرسان، مثلا، فضعوا بحسابكم انه قد لا يجيد حلّ رجل دجاجة. 

خذوا ليبيا قبل العراق كمثال. أظن ان القذافي كان أكثر من صدام في عشقه للألقاب حتى سمى نفسه ملك الملوك وإمام المسلمين وقاهر الجبارين. لكني لم أجد ملكا قال له: أنت ملكي المفدى، ولا مسلما واحدا صاح يوم اقتيد من حفر المجاري، وا إماماه. انتهى الأول في بوري مجاري والثاني في زاغور لا يليق بأجرب. ثم انتهى معهما البلدان الى حيث ترون اليوم.

لا تستغربوا بلدا كان مصيره بيد "القائد الضرورة" و "بطل التحرير القومي" وصاحب القاب تجاوزت أسماء الله الحسنى عددا وعدة، ثم صار بيد "دولة الرئيس" و "مختار العصر" و "ولي الدم" و "تاج الراس"، إن أتتكم الأخبار منه لتقول لكم إن فيه 50 ألف جندي لا وجود لهم على أرض الواقع، وإن ثلثه قد ضاع برمشة عين.

الكنى والألقاب مجلبة للنحس. إنها كذب. والكذب يهدم البيوت كما يقولون. وها هو أمامكم قد هاجم بلدانا كان العراق أولها. في بريطانيا وحتى في أمريكا يخاطب السياسيون الحاكم باسمه الأول. أما نحن فالحاكم عندنا يسمي نفسه بنفسه: دولة. 

ومن صدق نفسه بأنه "دولة" أو "أمة" فقد نأى بنفسه عن صنف البشر. ومن يكن كذلك يصعب فهمه او التفاهم معه. وصف كارل يونغ هتلر بانه ليس انسانا حتى تتكلم معه مثل سائر البشر. والسبب لأنه يرى نفسه أمة بكاملها وليس فردا. هؤلاء عندما يضيعون او ينتهون تضيع معهم الدولة التي ظنوا انهم هي. ولكم في العراق مثال يا أولي الألقاب.



(نقلا عن صحيفة المدى العراقية)
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع